شوبير وجه إعلامي مثير في اتحاد الكرة المصري

نجاح حارس مرمى الفراعنة سابقا يعيد طرح الجمع بين الإعلام والمسؤولية الرياضية.
الخميس 2018/11/01
ثقة كبيرة

عاد الإعلامي أحمد شوبير مجددا إلى عضوية الاتحاد المصري لكرة القدم، بعد نجاحه في الانتخابات التكميلية التي أجريت، الثلاثاء، ما أعاد فتح قضية الجمع بين العمل الإعلامي والعمل في اتحاد الكرة، لأنه ليس منطقيا أن يقوم الشخص بدور الخصم والحكم في الوقت ذاته، لكن أصحاب المنصبين يبررون ذلك بمراعاة الحيادية.

القاهرة – كان نجاح أحمد شوبير في الانتخابات التكميلية أمرا محسوما، وتوقع مراقبون النتيجة مسبقا، بمجرد إعلان حارس مرمى الأهلي ومنتخب الفراعنة سابقا خوض الانتخابات التكميلية عن مقعدين شاغرين، أحدهما نسائي، بعد استقالة سحر الهواري وشقيقها حازم، على خلفية ملاحقات قضائية. وحصد شوبير 146 صوتا، فيما حصد منافسه عاصم مرشد 60 صوتا، وعلى مقعد السيدات فازت دينا الرفاعي بـ117 صوتا، بينما حصلت منافستها شيماء منصور على 90 صوتا.

بعد نجاح شوبير، فإن أفضل لقب يطلق على اتحاد الكرة هو “الاتحاد الفضائي”، لأنه يضم أعضاء يمارسون العمل الإعلامي، مثل حازم إمام وسيف زاهر ومجدي عبدالغني ومعهم أحمد شوبير، وعلى الأرجح أن الأخير سيعود إلى منصبه القديم، وهو نائب رئيس الاتحاد، وهو المنصب الذي عمل به في عهد مجلس الراحل سمير زاهر، ولولا أن شوبير تلقى وعدا بتولي هذا المنصب، لما قبل بخوض الانتخابات.

ويتعجب نقاد رياضيون من الجمع بين العمل الإعلامي والعمل في اتحاد الكرة، وهي قضية شائكة لم تعرف طريقها إلى الحل حتى الآن، وتكررت من قبل في عهد سمير زاهر ومن بعده جمال علام، لأنه ليس من المنطق أن يقوم الإعلامي بانتقاد اتحاد الكرة، وهو في الوقت ذاته أحد أعضاء المجلس، فضلا عن اتخاذه من برنامجه منصة للإشادة بإنجازات الاتحاد.

من المنتظر أن يقدم شوبير برنامجا جديدا على فضائية “أون” الرياضية بالمشاركة مع سيف زاهر، على أن يكون رئيس اتحاد الكرة الأسبق سمير زاهر، هو ضيف أولى حلقات البرنامج، على الرغم من أن زاهر (الكبير) قليل التواجد في البرامج التلفزيونية، ما دفع نقاد إلى التنبؤ بأن هذه الحلقة ستكون مخصصة للحديث عن تعدد إنجازات الاتحاد.

حجة الحيادية

رغم كل الانتقادات الموجهة لاتحاد الكرة، فإنه لم يحدث أن تخلى أحد عن عمله الإعلامي، لتلافي الوقوع في مأزق التعارض، وهو ما حدث مع شوبير ومن بعده سيف زاهر وحازم إمام وخالد لطيف ومجدي عبدالغني، بحجة التزام الحيادية.

أكد شوبير عقب ترشحه أن السبب وراء ذلك هو عدم وجود بند في لائحة النظام الأساسي لاتحاد الكرة، يمنع استمراره في العمل كمقدم برامج، لأن مواعيدها لا تتعارض مع مواعيد عمله، ولا توجد أزمة طالما يستطيع التوفيق بين العملين، وأنه قادر على التفرقة. ويعمل أعضاء اتحاد الكرة من الإعلاميين في قناة واحدة وهي “أون” الرياضية، المملوكة لشركة “برزنتيشن” الراعية لاتحاد الكرة، وهو ما يفتح الطريق أمام أقاويل جديدة توحي بأن مجموعة بعينها تحكم السيطرة على الرياضة المصرية، ويتم وصفها بـ “الشلة”.

نقاد رياضيون يتعجبون من الجمع بين العمل الإعلامي والعمل في اتحاد الكرة، وهي قضية شائكة لم تعرف طريقها إلى الحل

لم يحدث في تاريخ اتحاد الكرة أن تخلى أحد عن عمله الإعلامي مقابل تولي مسؤولية العمل العام، سوى الكاتب الصحافي عصام عبدالمنعم، وهو من اعتذر عن عمله في جريدة الأهرام، بعد أن تولى منصب رئيس اتحاد الكرة بالتعيين في عام 2004، وهو الموقف الذي تذكره الناقد الرياضي فتحي سند، وقال في تصريحات لـ”العرب” إن عبدالمنعم وعى ضرورة التعامل مع الجميع على مسافة واحدة.

ورفض فتحي سند فكرة الجمع بين العملين، وطالب بضرورة وضع قانون في لوائح الاتحاد ينص على عدم الجمع بينهما ليس على مستوى الاتحادات فقط، ولكن على مستوى الأندية الرياضية أيضا، وشبه سلطة الإعلام بسلطة القضاء في التفريق بين الحق والباطل، والفصل بين قضية وأخرى، لذا يرى أن عضو اتحاد الكرة عليه مراعاة الصالح العام، وهي مسؤولية تحتاج شفافية، لن تتحقق في ظل الجمع بين العمل الإعلامي والعمل العام بسبب تضارب المصالح والاختصاصات.

تضارب كبير

يأتي التضارب نظرا لطبيعة العمل الإعلامي، بالبحث عن السبق والوصول إلى المعلومة قبل الجميع، وبالتالي فإن من يحتل هذا المنصب سيجد نفسه أمام شبهة إفشاء أسرار المجلس، وتنتهي هذه الشبهة من وجهة نظر الناقد الرياضي شوقي حامد التي نقلها لـ”العرب” بوضع بند ينص على عدم الجمع بين العملين، حتى وإن تطلب الأمر تغيير بنود القانون الحالي.

ومنذ الانفتاح الفضائي الرياضي قبل نحو 10 سنوات، امتلأت الأستوديوهات بلاعبين سابقين وحاليين، إما مقدمي برامج وإما محللين للمباريات، وهي وسيلة يستغل فيها اللاعبون نجوميتهم لجلب الأموال، حتى أن بعضهم يرى أن لاعب الكرة هو الأحق بتقديم البرامج الرياضية، وهو من ارتدى الزي الرياضي، ولو كان يفتقد الخبرة، وهو رأي خاطئ، لن يرى ضرورة في دراسة أسس وأصول الإعلام.

لفت الناقد الرياضي حسن المستكاوي إلى أنه نادى منذ سنوات بالفصل بين العمل الإعلامي وتولي مناصب في مجلس إدارة اتحاد كرة القدم، وإن حاول الشخص الإنصاف لن يستطيع البعد عن التحيز، وقال “سيضعه أمام تساؤل واحد وهو هل يستطيع انتقاد الاتحاد أم لا”.

لذلك فإن التخلي عن العمل الإعلامي عند تولي منصب في أي اتحاد رياضي، أمر بديهي ويحتاج إلى وازع شخصي وليس قوانين، وقال إنه كي يخرج الشخص من هذا المأزق، لا بد وأن يعاهد نفسه بعدم الحديث عن أي قضية تخص الاتحاد. تلك القضية تم تداولها أكثر من مرة، لكن هذا الطرح لم يؤثر في أعضاء اتحاد الكرة من الإعلاميين، وظلوا من المتمسكين بالجمع بين العملين، واعتادوا التواجد تحت الأضواء، لأن الظهور يوميا على الشاشات يحفظ لهم نجوميتهم بعد أن تركوا المستطيل الأخضر.

22