شواهد أثرية على ملك بابلي في حائل السعودية

حائل (السعودية)- أعلنت هيئة التراث السعودية عن اكتشاف شواهد أثرية للملك البابلي نابونيد في منطقة حائل (شمال غرب المملكة العربية السعودية)، ما يعطي لمحة عن امتداد حكم البابليين في بلاد الرافدين إلى شبه الجزيرة العربية.

ويتكون الاكتشاف الأثري، الذي يقدم دليلا إضافيا على الدور التاريخي للجزيرة العربية وتواصلها الحضاري مع معظم حضارات الشرق الأدنى القديم، من نقش على إحدى الصخور البازلتية يعود إلى منتصف القرن السادس قبل الميلاد ويُجسّد الملك البابلي ممسكاً بيده الصولجان وأمامه عدد من الرموز الدينية.

ونابونيد الذي استلم العرش في عام 556 ق.م كان أحد ملوك الدولة البابلية التي أسسها حمورابي في القرن الثامن عشر قبل الميلاد، وحكمت مناطق واسعة انطلاقا من العراق. وكانت من الحضارات القليلة التي لديها نظم سياسية وإدارية وقانونية راسخة في ذلك الوقت.

ويضم الاكتشاف أيضا نصا مسماريا يصل عدد أسطره التقريبي إلى 26 سطرا، ليعدّ بذلك أطول نصٍ كتابي يُعثر عليه حتى الآن في المملكة.

والكتابة المسمارية، وفق مصادر تاريخية، عرفت منذ القديم لدى شعوب منطقة بلاد الرافدين وشمال الجزيرة العربية وكانت تنقش فوق ألواح الطين والحجر والشمع والمعادن وغيرها.

وأشارت الهيئة إلى أن فرقا من المتخصصين يعكفون حاليا على دراسة الاكتشاف الجديد وتحليله، على أن يتم في وقت لاحق الإعلان عن تفاصيل حوله بعد الانتهاء من دراسته وربطه بالنتائج السابقة التي تم توثيقها مؤخرا في شمال غربي المملكة.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن هذا الاكتشاف الأثري يُضاف إلى اكتشافات سابقة من نقوش ومسلات حجرية في عددٍ من المواقع بين تيماء وحائل التي تذكر ملك بابل نابونيد، والتي تثبت اتساع الاتصال الحضاري والتجاري بين الجزيرة العربية وحضارات بلاد الرافدين.

إذ شهدت السعودية في السنوات الأخيرة إعلانات متتالية عن اكتشافات أثرية لديها، منها الإعلان في سبتمبر 2018 عن اكتشاف مواقع في محافظة الخرج يعود تاريخها إلى مئة ألف عام تقريبا، أي إلى العصر الحجري القديم (عصر ما قبل التاريخ).
وفي مايو الماضي أعلنت عن اكتشاف هياكل حجرية ضخمة في شمال غربي المملكة، تعد من الأقدم في العالم، حيث يتجاوز عمرها 7000 عام.

ويشار إلى أن موقع حائط المعروف قديما باسم “فدك” يمثل موقعا مهما في شمال غربي الجزيرة العربية منذ الألف الأول قبل الميلاد حتى العصر الإسلامي المبكر، حيث وُجدت على جنبات جباله مجموعة من الرسوم والنقوش الصخرية والكتابات الإسلامية المبكرة، إضافة إلى احتواء الموقع على مجموعةٍ من القلاع والحصون والأسوار والمنشآت المائية التي تضفي على المكان أبعادا حضارية أخرى.