شمس.. ممرضة روبوت تساعد الأطباء في مصر

الممرضة شمس روبوت بمواصفات مصرية تساعد في تقليل الاحتكاك المباشر بين الأطباء والمرضى المصابين.
السبت 2021/08/14
ذكاء في مصر

ينخرط الشباب المصري في عالم الذكاء الاصطناعي بابتكار روبوت يعمل في قطاع التمريض ومساعدة الطاقم الطبي وتقديم الخدمات للمرضى، إنها الممرضة شمس التي تتكلم بالعربية واللهجة المصرية وهي تجوب المستشفى وفق خارطة مبرمجة لها.

القاهرة - كانت الممرضة الآلية “شمس” تتحرك داخل أحد معامل جامعة عين شمس بالعاصمة المصرية القاهرة، بينما يحيطها أعضاء فريق التطوير الخاص بها، الذين كانوا يتفحصون شاشتها الأمامية التي تعمل باللمس.

ويعد هذا الروبوت أحدث ابتكارات بعض الطلاب وأعضاء هيئة التدريس بجامعة عين شمس المصرية، الذين يطمحون بأن تستطيع “شمس” المجهزة ببرمجيات متخصصة، مساعدة العاملين في المجال الطبي والمرضى في أوقات الأوبئة.

وتمت تسمية الممرضة الآلية “شمس” لأنه اسم نسائي عربي شائع وأيضا جزء من اسم الجامعة.

ووقفت إسراء طارق، المعيدة بكلية الحاسبات والمعلومات، بجوار شمس في منتصف معمل الحاسب الآلي بالكلية، وشرحت كيف يمكن للممرضة الروبوتية المساعدة في تقليل الاحتكاك المباشر بين الأطباء والمرضى المصابين.

وقالت الشابة المصرية لوكالة أنباء “شينخوا”، “يقوم الإصدار الحالي من الممرضة الآلية بعدة مهام، مثل أخذ الدواء من الصيدلية إلى غرفة المريض، وأخذ عينات من غرفة المريض إلى المعمل، وإجراء مكالمات الفيديو بين المريض والطبيب، وقراءة العلامات الحيوية الأساسية للمريض عن طريق الشاشة الموجودة بجانب المريض”.

وأوضحت أن الممرضة شمس يمكنها أيضا تعقيم ممر أو مجموعة غرف بالمستشفى وإجراء التشخيص الأولي للمريض، من خلال الأسئلة والأجوبة حول درجة حرارة المريض والأعراض التي يشعر بها.

“افتح مكالمة فيديو مع المريض”، هكذا أعطت إسراء أمرا صوتيا مباشرا للممرضة الآلية، موضحة أن الفريق الجامعي الذي قام بتنفيذ مشروع التخرج طبق تقنيات الذكاء الاصطناعي على العديد من وظائف هذا الروبوت.

وأعجب رئيس جامعة عين شمس محمود المتيني بفكرة مشروع التخرج، وقدم للطلاب والأساتذة القائمين عليه كل الدعم المالي والتكنولوجي والمعنوي اللازم.

الروبوت يعد أحدث ابتكارات طلاب وأعضاء هيئة التدريس بجامعة عين شمس المصرية، الذين يطمحون بأن تستطيع “شمس” مساعدة العاملين في المجال الطبي والمرضى في أوقات الأوبئة

وشهد رئيس الجامعة مؤخرا اختبارات الممرضة الروبوتية برفقة نجوى بدر، عميد كلية الحاسبات والمعلومات، والتي أشرفت على المشروع.

وأكد المتيني أن الطلاب والأساتذة والباحثين القائمين على المشروع بذلوا جهدا كبيرا لإخراجه إلى النور بهذه الصورة، وأشار إلى أن الجامعة قدمت لهم كل الدعم.

وتحركت الممرضة الروبوتية، التي يمكنها التحدث باللغة العربية، في أرجاء المعمل من خلال الكاميرات المثبتة بها، والتي توفر لها الرؤية، ولا تخرج عن الأماكن المحددة لها وخارطة تواجدها.

وتتحدث أيضا اللهجة العامية المصرية ليمكنها التحدث مع المريض بسهولة وبلهجة مفهومة لديه.

ومن بين أعضاء الفريق الجامعي القائم على المشروع، كان الطالب نبيل مختار مسؤولا عن الاتصال بين الأجهزة الخاصة بالروبوت عبر تطبيق خاص على الهاتف المحمول طوره فريق العمل.

وقال مختار “أنا أدير الاتصال بين الأجهزة بحيث يستقبل الروبوت الأمر عند إصداره، وتبدأ عملية التنفيذ على الفور”، معربا عن فخره بكونه جزءا من هذا المشروع.

أما زميله أحمد رجب فهو مسؤول عن أجزاء الروبوت الكهربائية وإدارة الطاقة وشحن البطاريات الخاصة به.

وقال رجب “بفضل ما تعلمته في الكلية، استطعت عمل نظام متكامل لشحن البطاريات، بحيث يقوم بتوزيع الكهرباء على كل جزء من أجزاء الروبوت المختلفة بالقدر الذي يحتاجه”.

وبدأت فكرة استخدام الروبوت في مجال الرعاية الصحية في مصر من قبل المهندس محمود الكومي (28 عاما)، والذي قام بابتكار وتطوير الروبوت “كيرا” للتشخيص الطبي القائم على الذكاء الاصطناعي، وإجراء اختبار” بي.سي.آر” لاكتشاف مرض فايروس كورونا.

وقال الكومي “أشجع وأدعم هؤلاء الشباب وأتمنى لهم التوفيق وأرحب بمساعدتهم إذا احتاجوا إلى أي استشارة”، مشيرا إلى أنه قدم المشورة والدعم مؤخرا لمشروع تخرج مشابه من قبل مجموعة من الطلاب بجامعة المنصورة، شمال القاهرة.

24