شركات عملاقة تسارع للاستثمار في الميتافيرس

ليون (فرنسا) ـ زاد الحديث عن الميتافيرس في الفترة الأخيرة خاصة منذ إعلان فيسبوك عن مشروعها الخاص في هذا المجال، رغم أن فكرة الميتافيرس موجودة منذ عام 1992 وظهرت لأول مرة في رواية خيال علمي.
من الصعب تحديد ما تعنيه الميتافيرس بالضبط حيث تتطور التكنولوجيا التي تقف وراءها لتشمل العديد من جوانب الواقع الافتراضي، لكن ببساطة هو عالم رقمي شامل موجود بالتوازي مع العالم الحقيقي.
ويقول المدير التنفيذي لشركة “سومنيوم سبيس” أرثير سيشوف ليورونيوز خلال حديثه حول طبيعة العيش والعمل في هذه البيئة البديلة، “عندما تكون في الواقع الافتراضي مثلي أنا الآن، فأنت متصل تمامًا بالبيئة. أنا هنا عقليًا ودعونا نقول جسديًا وعقليًا لأن عقلي وعيني وكل ما أراه أعتقد – أصدق – أنه حقيقي”.
ورغم كون “سومنيوم سبيس” واحدة من منصات الميتافيرس الرائدة في المجال لكنها شهدت انضمام العديد من المنافسين إلى السباق في الآونة الأخيرة.

حيث تستثمر كل من ميكروسوفت وألفابات وأن فيديا وروبلكس بكثافة في تكنولوجيا الواقع الافتراضي بالإضافة إلى فيسبوك التي غيرت اسم شركتها إلى ميتا في خطوة نحو أخذ الميتافيرس جزءا مهما من استراتيجية عملها في المستقبل.
وتشير تقديرات أن سوق الميتافيرس قد يبلغ قيمة 800 مليار دولار في غضون عامين فقط ويمكن أن يساهم بثلاثة تريليونات دولار في الاقتصاد العالمي في العقد المقبل.
ويمكن للعالم الواسع للواقع الافتراضي أن يوفر للشركات فرصًا لإيجاد حلول عبر الإنترنت لتطبيقها على العالم الحقيقي. وهذه الحلول هي ما تأمل شركة الاستشارات “بي دبليو سي” في إنشائها من خلال أحدث معمل تقني لها في الشرق الأوسط في الدوحة.
من خلال تسخير الروبوتات والذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي يجد خبراء التكنولوجيا في “بي دبليو سي” بشكل متزايد طرقًا مبتكرة لتجاوز العالم المادي دون فقدان الاتصال البشري.
ولا يزال عالم الميتافيرس محدودا في بعض الجوانب، فمثلا لا يمكن عقد اجتماعات عمل أو تنظيم عروض تقديمية أو مقابلات إعلامية.
ويقول مدير الاستراتيجيات والتسويق ستيفن أندرسون في حديثه ليورونيوز “لقد تجاوز عملاؤنا فكرة التنقل من أجل الاستشارات أو مشاهدة عرض توضيحي على الشاشات.. إنهم يريدون رؤية الأشياء موضع التنفيذ والتكنولوجيا الناشئة – في مجال الميتافيرس – مهمة حقًا في هذا الصدد”.
سوق الميتافيرس قد يبلغ قيمة 800 مليار دولار في عامين، ويمكن أن يساهم بثلاثة تريليونات دولار في الاقتصاد العالمي
ومع تزايد شعبية تكنولوجيا الواقع الافتراضي تزداد المخاوف بشأن تأثيرها على التفاعل البشري والصحة العقلية وخلق عزلة اجتماعية وسط الأفراد خاصة لدى صغار السن.
ويقضي الأطفال وقتًا أطول على الإنترنت في لعب الألعاب التي يوفرها الواقع الافتراضي غير أن عدم وجود قواعد واضحة قد يجعل هذا العالم مكانا خطرا عليهم.
وتقود شركة “روبلوكسو”، وهي منصة عالمية تضم أكثر من 40 مليون مستخدم يوميًا، جهودا من أجل ضمان سلامة الأطفال من مخاطر هذه التكنولوجيا.
وتقول نائب رئيس الكياسة والشراكات في الشركة تامي بهوميك في مقابلة جمعتها بيورونيوز إن الشركة ملتزمة بتنظيم منصات الواقع الافتراضي الخاصة بها وتزويد المستخدمين بالمهارات التي يحتاجون إليها للعب بطريقة آمنة.
وتضيف “نحن عبارة عن منصة تقنية تتيح للأشخاص خلق تجارب ونشرها على منصتنا. يجب أن تكون لديك بيئة مدنية من أجل التعبير عن خيالك بشكل كامل”.
وتضيف المتحدثة أنه في الكثير من الأحيان كان هناك أولياء يسألون عن نوعية الألعاب التي توفرها شركة “روبلوكس”، وكيفية الحيلولة دون أن تؤثر على سلامة أطفالهم.
ومنه “أدركت أنه لم تكن هناك مسؤولية – على عاتقنا – فحسب بل فرصة لتثقيف وتعليم الناس كل ما يتعلق بالواقع الافتراضي”.