شركات التكنولوجيا تتسابق لإطلاق خوذات الواقع الافتراضي

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) - تَنافُس الشركات التكنولوجية على تطوير الخوذات الافتراضية هو مجال نشط ومثير للاهتمام في صناعة التكنولوجيا؛ حيث تسعى عدة شركات كبرى وناشئة إلى تطوير خوذات افتراضية قوية ومتطورة لتحقيق تجربة واقع افتراضي مثيرة وممتعة للمستخدمين. وهناك الكثير من الشركات التي تقود هذا التنافس وتتنافس بقوة في هذا المجال.
وعرض مارك زوكربيرغ الرئيس التنفيذي لشركة ميتا الخميس خوذة جديدة للواقع الافتراضي، قبل أيام على حلول موعد مؤتمر سنوي يتوقع مراقبون أن تكشف خلاله الشركة المنافسة أبل عن أولى خوذاتها في هذا المجال.
وكتب مارك زوكربيرغ عبر حسابيه على فيسبوك وإنستغرام، في توضيح مرفق بمقطع فيديو يُظهر الخوذة الجديدة من سلسلة “كويست”، “إليكم ‘ميتا كويست 3’، أول خوذة موجهة إلى العامة مع واقع مختلط بالألوان عالية الدقة”.
وتعتمد تقنية الواقع المعزز على تعرف النظام على المواقع والمعالم الحقيقية من خلال استشعار البيئة ومن ثم إضافة عناصر رقمية متفاعلة، مثل الصور ثلاثية الأبعاد والنصوص ورموز التعرف ومقاطع الفيديو وغيرها.
ويتيح الواقع المعزز للمستخدمين توسيع فهمهم للعالم من حولهم وتحسين تفاعلهم مع البيئة المحيطة.
ولفت زوكربيرغ إلى أن خوذة “كويست 3″، التي ستُطرح للبيع في الولايات المتحدة خلال الخريف بسعر يبدأ بـ500 دولار، “أصغر حجماً بنسبة 40 في المئة” من الطراز السابق و”أكثر راحة” للاستخدام، واصفاً إياها بأنها “أقوى خوذة” للعلامة التجارية منذ إطلاقها.
وتعد تقنية الواقع المعزز من الابتكارات المثيرة والمتطورة في مجال التكنولوجيا، وتستمر الشركات والمطورون في العمل على تطويرها وتوسيع نطاق تطبيقاتها لتحسين تجارب المستخدم وتوفير فرص جديدة في مختلف المجالات.
وفي نهاية عام 2021 اعتمدت فيسبوك اسم “ميتا” لشركتها الأم، انطلاقاً من رؤية تقوم خصوصاً على اعتبار الميتافيرس مستقبل الإنترنت، بعد الويب وأجهزة المحمول.
وتتضمن تطبيقات الميتافيرس الحقيقية تجربة الألعاب الاجتماعية متعددة اللاعبين والتعليم الافتراضي والتدريب والاجتماعات والتسوق والترفيه وأكثر من ذلك. ويعتبر الميتافيرس مفهومًا يطمح إلى إحداث ثورة في تجربة المستخدم وطريقة تفاعلنا مع العالم الافتراضي والحقيقي.
سماعات الرأس "كويست" استحوذت على أكثر من 80 في المئة من السوق في نهاية عام 2022
واستحوذت سماعات الرأس “كويست” على أكثر من 80 في المئة من السوق في نهاية عام 2022، بحسب شركة كاونتربوينت، لكن جهود عملاق الشبكات الاجتماعية حتى الآن لم تفض إلى اعتماد هذه الخوذ على نطاق واسع.
وقد ازداد عدد مستخدمي هذه المعدات في عام 2021، خلال فترات الإغلاق أثناء جائحة كورونا، لكنّ النمو تباطأ منذ ذلك الحين، ليراوح بين 5 و6 في المئة سنوياً، وفق “إنسايدر إنتلجنس”.
وبحسب شركة الأبحاث هذه يستخدم حوالي 35 مليون شخص حالياً خوذ الواقع الافتراضي مرة واحدة على الأقل شهرياً في الولايات المتحدة، أو حوالي 10 في المئة من السكان.
وقال المحلل في “إنسايدر إنتلجنس” يوري ورمسر إن شركة ميتا “ترغب في وضع المعايير لأنظمة تشغيل هذه التكنولوجيا الجديدة، كما فعلت غوغل وأبل على صعيد الهواتف الذكية”.
وأضاف “نتيجة لذلك لا تمانع الشبكة في بيع خوذ بخسارة لبناء قاعدة من المستهلكين”.
ويراهن الكثير من المراقبين على تقديم أول خوذة للواقع المختلط من أبل في الأسبوع المقبل خلال مؤتمرها السنوي للمطورين.
وأشار ورمسر إلى أن “أبل كانت تأمل في إطلاق منتج أقرب إلى زوج من النظارات منه إلى خوذة ألعاب فيديو”، ولكن “يبدو أنهم سيكشفون عن شيء أكبر (وبالتأكيد أكثر كلفة)، لأنهم يريدون للمولعين بهذا المجال والمهندسين أن يستخدموه ويبدأوا في بناء نظام بيئي من التطبيقات المخصصة”، قبل تصميم أجهزة أخف وزناً وأرخص كلفة لعامة الناس.