عدد كبير من مصطنعي الحداثة والتجريب الأدبي في الرهان على قارئ غير موجود وعلى ذائقة متخيلة ولحسن الحظ أن أغلب الناشرين العرب لم يتحمسوا، بحسهم التجاري المرهف، لأغلب هذه التجارب.

إهداء كتاب ما، بفقرة خطية على الصفحة الأولى من الكتاب، ينطوي في العمق على رغبة صادقة من مؤلفه في تمليك شخص ما المعنى المكتوب.

الحالات القادمة من أعماق الذاكرة، مع انحياز ظاهر لذلك المزيج المدوّخ للملامح والصفات الخلاسية، وليدة قدر التجاور في المدينة التي يسميها المغاربة "الحمامة البيضاء".

كم يبدو باردا وجافا صوت الشاعر الذي يقرأ من ديوان مطبوع، يشبه تماما صوت الناقد الذي يقدم ورقة نشرها والروائي الذي يقتطع مشاهد من نص أصدره قبل سنوات وأعاد إصداره مرات عديدة بعد تنقيح وزيادة.

بعد حديث طويل عن ملكة الرسام الإلهية التي تجعله يمتلك دون غيره من المبدعين جبلة الخلق المتصلة بالطين، يعترف أن الكلام ينتهي إلى الفراغ.

في تلقي الأدب ثمة رغبة في الانتماء إلى المجد الآفل، وتشبث بأصولية اللغة والبلاغة والعروض، وعندما يتعلق الأمر بنخبة غير مختصة، فإن عاطفتها تجاه الأدب تتماهى.

النزاهة المظهرية تتحول إلى عبء على القول والفكر معا، وتنزاح بالإحالة المرجعية من قصدها النبيل، إلى ضرب من التدليس الشكلي اللئيم.

الرواية التي ابتدأت كبحث في مادة تاريخية فعلية مصدرها الأساس وثائق وصور عائلية ومراسلات بين أقارب حقيقيين للكاتب -سعى إلى تجميعها بكل الوسائل.

الوطن ليس في حاجة إلى شعراء ولا إلى فلاسفة، وإنما إلى أصحاب مهارات مهنية.

كنت غالبا ما أعتبر تهاون بعض أصدقائي الروائيين والنقاد والشعراء والباحثين في إيلاء العناية الضرورية لأجساد كتبهم ضربا من العدمية التي يؤدون ثمنها غاليا.

لا جرم إذن أن نصادف العشرات من المتحدثين العتاة عن كتب لم يقرأوها، واستمعوا لمضامينها في برامج تلفزيونية، أو قرأوا عنها مقالات صحافية.

الخطيئة الحقيقية تتمثل في صلات الناقد المكرس بالكاتبة أو الفنانة الناشئة، تلك العلاقة التي تنطوي، في حالات غير سوية، على جرم قيمي تجاه المشهد الأدبي.

المتن الروائي الطويل شيء شبيه بالجسد الفارع المكتنز دونما ترهل، حيث الوفرة في محلها الفاتن، والذي سرعان ما تتهدده التشوهات كما تعلق الأمر بحشو.

مؤلف الكتاب كريستوفر كول وايلت من أعمدة الدرس الجمالي بكلية سانت مارتينيز المركزية للفنون الجميلة بلندن، والنص الذي صاغه يدخل في صلب انشغالاته الأكاديمية بصدد الأشرطة المرسومة.

للكتاب فضائل شتى ليس أقلها امتداد أفق الكتابة والإنشاء دونما رقيب يحصي عدد الكلمات والأسطر فضلا عن تحوله الدائم إلى ذخيرة شخصية.

مذكرات رنا قباني عن تجربة ارتباطها بالشاعر الشهير بدت لي منطوية على تفاصيل حافلة بالصور المصطنعة، التي لا تليق بالثورة الفلسطينية ولا بآل قباني، ولا بالشاعر المناضل.

قرار وزير الثقافة المغربي لا يخرج عن إجراءات المراجعة التي شهدتها مختلف المشاهد الثقافية العربية بعد موجة الانتفاضات التي ندّدت بالفساد والاستبداد.