شبح الخروج المبكر من أبطال أوروبا يزعج ريال مدريد

يسعى نادي ريال مدريد الإسباني للعودة إلى سكة الانتصارات أوروبيًا، عندما يحل ضيفًا على نظيرة أتلانتا الإيطالي في مواجهة صعبة للغاية على الفريقين، ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا. ويتطلع ليفربول الإنجليزي إلى الاقتراب خطوة نحو حسم التأهل، عندما يحل ضيفا على جيرونا الإسباني. فيما يبحث باريس سان جرمان بطل فرنسا عن حفظ ماء الوجه، عندما يحل على سالزبورغ النمساوي.
مدريد – يخشى ريال مدريد الإسباني حامل اللقب شبح الخروج المبكر من دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، عندما يزور أتالانتا الإيطالي الثلاثاء في الجولة السادسة من البطولة بنظامها الجديد. خسر حامل اللقب 15 مرة قياسية ثلاثا من مبارياته الخمس، ووجد نفسه في المركز الـ24 المخيب من أصل 36 فريقا، علما أن الأندية التي تحتل المراكز بين 25 و36 تقصى مباشرة من دور المجموعة الموحدة وتتأهل أول ثمانية مباشرة إلى دور الـ16.
تسافر تشكيلة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي إلى برغامو هذا الأسبوع، قبل استضافة سالزبورغ النمساوي ثم تحل في نهاية يناير على بريست الفرنسي في الجولة الثامنة الأخيرة. وما يزيد من صعوبة مواجهة “الملكي” تربع نادر لأتالانتا على صدارة الدوري الإيطالي، حيث فاز في آخر تسع مباريات (رقم قياسي للنادي) وعدم خسارته حتى الآن في دوري الأبطال حيث يحتل المركز الخامس (11 نقطة). وتشكل مباراة اليوم الثلاثاء فرصة لرجال المدرب المحنك جان بييرو غاسبيريني للثأر من ريال الذي تغلب عليهم 2 – 0 في أغسطس الماضي، في الكأس السوبر الأوروبية. ويعول المدرب المحنك على أمثال النيجيري أديمولا لوكمان والبلجيكي شارل دي كيتلار ومتصدر ترتيب هدافي “سيري أ” ماتيو ريتغي.
صعوبات التأقلم
نتائج سان جرمان تراجعت بعدما جُرِّد من نجومه ويواجه خطر الخروج المبكر الذي لا يمكن تصوره من مسابقة أندية النخبة
في المقابل عانى ريال مدريد من صعوبات عدم تأقلم مهاجمه الفرنسي الجديد كيليان مبابي وإصابة آخرين على غرار البرازيلي فينيسيوس جونيور ثاني ترتيب الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم. وحاول أنشيلوتي تقليص حجم الضغوط على مبابي، صاحب 11 هدفا في 21 مباراة منذ انضمامه إلى “لوس بلانكوس”، بقوله “ليس في أفضل مستوياته، لكن علينا منحه الوقت للتأقلم. يمكنه أن يلعب أفضل وهو يعمل على ذلك.”
وإلى جانب إهداره ركلتي جزاء أمام ليفربول الإنجليزي في دوري الأبطال وأتلتيك بلباو في الدوري الإسباني حيث خسر ريال مرتين، استبعد مبابي (25 عاما) عن آخر تشكيلتين لمنتخب فرنسا، ويواجه مزاعم بالاغتصاب من السويد ودخل في نزاع مالي مع فريقه السابق باريس سان جرمان. رد مبابي على مزاعم الاغتصاب لقناة كانال بلوس الأحد بقوله “لم أتلق أي استدعاء. أقرأ الأشياء نفسها مثل أي شخص آخر. لم تقل الحكومة السويدية أي شيء. أنا لست متورطا.” وخسر مدريد، ثاني الليغا الإسبانية راهنا، خمس مباريات في مختلف المسابقات هذا الموسم، مقابل اثنتين فقط طوال الموسم الماضي. رغم ذلك قال أنشيلوتي الأسبوع الماضي بعد الخسارة ضد بلباو “لسنا في جنازة، لا نزال نحارب في مختلف المسابقات.”
وبعد ضمانه التأهل رسميا على الأقل إلى ملحق الأدوار الإقصائية بخمسة انتصارات تواليا، يحل ليفربول الذي لم يهدر أية نقطة ضيفا على جيرونا الإسباني الذي يخوض البطولة للمرة الأولى ومني بأربع خسارات في خمس مباريات. وينتشي ليفربول من الفوز على ريال مدريد 2 – 0 وتصدر الدوري الإنجليزي بفارق كبير، فيما قال مدرب جيرونا ميتشل “المباريات الثلاث المتبقية مفصلية، سنحاول الفوز على الأقل في مباراتين على أرضنا لنبلغ الدور المقبل.”
وللمرة الأولى منذ 2003 يلاقي باير ليفركوزن الألماني السادس (20 نقطة) ضيفه إنتر الإيطالي ثاني الترتيب (13). وقال مدرب الأول الإسباني شابي ألونسو بعد تعويض الخسارة القاسية أمام ليفربول 0 – 4 بفوز كبير على سالزبورغ 5 – 0 “لدينا 10 نقاط وثلاث مباريات متبقية. هذا يعني أنه بمقدورنا تحقيق ما نريد.” في المقابل يأمل إنتر إيقاف النجم فلوريان فيرتس والتشيكي باتريك شيك عن التسجيل، والبقاء منفردا بنظافة شباكه. ويريد بايرن ميونخ مواصلة انتفاضته وتحقيق فوزه الثالث تواليا بعد خسارتين، عندما يحل ضيفا على شاختار دانيتسك الأوكراني الجريح من إهداره الفوز على أرض أيندهوفن الهولندي في الدقائق الأخيرة 2 – 3 بعدما كان متقدما بهدفين.
سمعة طيبة
اكتسب باريس سان جرمان الفرنسي سمعة طيبة على مدار العقد الماضي باعتباره أحد أكثر الأندية الأوروبية بريقا، وإن لم يفز مطلقا بلقب مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، الهدف الرئيسي لملاكه القطريين. لكن الآن تراجعت نتائج الفريق الذي جُرِّد من نجومه ويواجه خطر الخروج المبكر الذي لا يمكن تصوره من مسابقة أندية النخبة في القارة العجوز. ويتوجه باريس سان جرمان إلى النمسا اليوم الثلاثاء لمواجهة سالزبورغ في مباراة يتعين عليه كسب نقاطها الثلاث، إذا كان يريد تجنب الإقصاء من المسابقة في شكلها الجديد قبل الأدوار الإقصائية. وتتأهل الفرق الـ24 الأولى بين 36 فريقا يخوض غمار المسابقة، بينها الثمانية الأولى مباشرة إلى ثمن النهائي، فيما تلعب الفرق صاحبة المراكز من التاسع إلى الـ24 دورا فاصلا.
ويحتل بطل فرنسا حاليا المركز الخامس والعشرين برصيد أربع نقاط فقط من فوز واحد وتعادل واحد وثلاث هزائم في خمس مباريات سجل خلالها ثلاثة أهداف فقط. قد تكون 10 نقاط كافية لرجال المدرب الإسباني لويس إنريكي لمواصلة المشوار في المسابقة، لكن تنتظرهم قمتان ساخنتان في الجولتين الأخيرتين ضد مانشستر سيتي الإنجليزي وشتوتغارت الألماني، وهو ما يعني أن الضغط سيكون كبيرا على اللاعبين في سالزبورغ.
لم يفشل باريس سان جرمان، وصيف نسخة 2020 الذي بلغ نصف النهائي الموسم الماضي، في بلوغ الأدوار الإقصائية منذ موسم 2004 – 2005، عندما كان أكبر اسم لديه هو المهاجم البرتغالي بيدرو ميغل باوليتا. منذ استحواذ شركة قطر للاستثمارات الرياضية على النادي في عام 2011 اعتاد مشجعو باريس سان جرمان على رؤية لاعبين رائعين في فريقهم، من السويدي زلاتان إبراهيموفيتش والأوروغوياني إدينسون كافاني، إلى البرازيلي نيمار والأرجنتيني ليونيل ميسي وكيليان مبابي.
كان رحيل مبابي عقب الموسم الماضي بمثابة تغيير في سياسة النادي، حيث قرر التركيز على بناء فريق جديد من الشباب الموهوبين على غرار وارن زائير – إيمري والبرتغالي جواو نيفيش وبرادلي باركولا الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و22 عاما والذين باتوا الآن من الركائز الأساسية في تشكيلة إنريكي، في حين يبقى الجناح الدولي عثمان ديمبيليه هو الاسم الأكثر شهرة.