شباب ينظمون جولات سياحية للتعريف بالثورة التشيلية

المتظاهرون في التشيلي يحولون وسط سانتياغو إلى معرض فني في الهواء الطلق مع رسوم جدارية وأعمال فنية متنوعة لتعريف السياح بالأحداث التي طبعت ثورتهم.
الأحد 2020/01/19
طريقة مبتكرة لبسط القضية عالميا

حول أغلب الشباب من المتظاهرين في التشيلي وسط سانتياغو إلى معرض فني مفتوح يضم رسوما جدارية وأعمالا فنية، كما أنهم قاموا بتنظيم جولة سياحية غير عادية مخصصة لتعريف السياح بجذور الثورة التشيلية.

سانتياغو – يتوجه الفنان كلاوديو كايوتزي، المعروف باسم كايوتزاما، للسياح قرب ساحة ”بلازا إيطاليا” في وسط سانتياغو خلال جولة سياحية غير عادية مخصصة للأزمة الاجتماعية التي تضرب تشيلي، بالقول “الشارع هو صحافة الشعب”.

يتنافس المتظاهرون منذ انطلاق الاحتجاجات المطلبية في 18 أكتوبر الماضي، وأغلبهم من الشباب، على إظهار الحس الابتكاري للتعبير عن سخطهم وإسماع صوتهم، وحوّلوا وسط سانتياغو إلى معرض فني في الهواء الطلق مع رسوم جدارية وأعمال فنية متنوعة.

وهذه الجولة السياحية التي تستمر ساعتين ونصف الساعة تنطلق من جدارية تمثل المسيح يمسك به رجال شرطة وعينه تنزف دما. وهو يظهر في هذا العمل متوجها إلى المتظاهرين بعبارة محوّرة من الإنجيل جاء فيها “لا تغفروا لهم لأنهم يدرون تماما ما يفعلون”.

وأوضح كايوتزاما أن العمل “يتطرق إلى مستوى القمع وأن عدد المتظاهرين الذين أصيبوا في أعينهم لا مثيل له في العالم”.

وتتيح فنون الشارع “نشر المعرفة بشأن أمور تتكتم عليها وسائل الإعلام”، وفق كايوتزاما الذي يشير إلى أهمية هذا النوع الفني في الحركة المطلبية إذ يشكّل مرآة لمخاوف الشعب الذي يؤيد بنسبة 62 بالمئة منه التظاهرات المنادية بعدالة اجتماعية أوسع.

وتتوقف المجموعة في نقطة أبعد، أمام نسخة معدلة من لوحة “غيرنيكا” الشهيرة لبيكاسو، كذلك تتضمن أعمال أخرى عدة إشارات إلى سلفادور أليندي الرئيس الاشتراكي الذي أطاح به الدكتاتور أوغوستو بينوشيه (1973 – 1990) أو إلى أداء مجموعة “لاس تيسيس” النسوية التي حققت أغنيتها “ذي رايبيست إيز يو” (المغتصب هو أنت) شهرة عالمية.

ويجري أمام كل عملٍ تعريفُ السياح بهوية الفنان مع معلومات عن الأحداث الرئيسية التي طبعت ثورة تشيلي منذ انطلاقها قبل ثلاثة أشهر، خصوصا من خلال تسجيلات مصورة قصيرة.

وتعود فكرة هذه الجولة السياحية غير العادية إلى فرنسيسكا سوسا، وهي شابة متخصصة في مجال الإعلانات وعاطلة عن العمل. ومنذ منتصف الشهر الماضي، نظمت هذه الشابة اثنتي عشرة جولة سياحية.

وقالت فرنسيسكا “نريد أن نشرح من خلال الفنون الحضرية سبب هذه التظاهرات والدافع وراء نزولنا إلى الشارع”.

وحاليا تضم الشبكة التي تشكلت حول هذه الحلقة المسماة “تشيلي استيقظت” حوالي 70 شخصا من فنانين ورسامي غرافيتي وصانعي محتويات مرئية ومسموعة، وتجمع بينهم الرغبة في التعريف بالجذور العميقة للاحتجاجات.

كما يسعى جميع هؤلاء إلى إزالة صورة “المخربين” التي تؤججها الصدامات المستمرة بين الفئة الأكثر راديكالية من المحتجين وقوات الأمن خلال التظاهرات الأسبوعية والتي لا تزال آثارها ظاهرة في ساحة “بلازا إيطاليا” والشوارع المتفرعة عنها، المركز الأساسي للاحتجاجات.

وأفادت باس مونيوز -وهي إسبانية في الخامسة والخمسين من العمر، وتعمل في مجال العلاقات العامة- بأن “الناس يتظاهرون منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر وأرى أنهم لا يزالون في الشوارع، لكن لست أدري كيف سينتهي كل هذا”.

وأوضحت جوان جاكوبز -وهي سائحة أميركية، أرادت من خلال هذه الزيارة فهم واقع تشيلي بصورة أفضل- “لقد فوجئت كثيرا بالأضرار. لم أكن أتوقع أن أرى أرصفة متضررة ومباني مغلقة”.

وقبل أسابيع قليلة فوجئ أفراد هذه الشبكة بعثورهم على إعلان عبر خدمة “إير.بي.أن.بي” يتيح للمستخدمين التعرف إلى مسار مشابه مقابل 25 دولارا بتنشيط من شاب تشيلي يطلق على نفسه تسمية “تحيا الثورة التشيلية”.

24