شباب السعودية يستمتع.. سباحة وحفلات ليلية

شاطئ "بيور بيتش" في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية يوفر تجربة جديدة ووحيدة في المملكة.
السبت 2021/10/16
المرح في بلدي فلماذا نسافر

مرّ الزمن الذي كان فيه السعوديون يسافرون بعيدا للاستمتاع بحياة الشباب بعيدا عن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقد أصبح بإمكان الشباب السباحة في البحر دون قيود الملابس والتفرقة بين الجنسين، كما يمكنهم السهر والرقص في الحفلات الليلية.

جدة - بات بوسع السعودية أسماء قضاء نهار عطلة نهاية الأسبوع مع صديقها في شاطئ على ساحل البحر الأحمر في جدة، بل وحتى الرقص معه على أنغام الموسيقى في حفلة ليلية على الرمال توفر وقتا “ممتعا” للرواد.

وقالت الشابة البالغة 32 عاما التي ارتدت قميصا أزرق اللون فوق ملابس البحر المبتلّة “أنا سعيدة أنه بات بوسعي المجيء إلى شاطئ قريب والاستمتاع بوقتي بوجود ألعاب وأنشطة مختلفة”.

وتابعت أسماء التي صبغت جزءا من شعرها بالأصفر، أن التجربة توفر “قمة المتعة… الحلم أننا نأتي إلى هنا لقضاء عطلة نهاية أسبوع جميلة” في المدينة التي تعرف بأنها الأكثر انفتاحا بالبلاد.

ومنذ أن أصبح الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد في 2017، تشهد المملكة إصلاحات اقتصادية واجتماعية.

فقد سمح للنساء بقيادة السيارات، وباتت الحفلات الغنائية مسموحة، ووضع حدّ لحظر الاختلاط بين الرجال والنساء، وقُلصت صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واختفى المطاوعون من الشوارع.

ويوفر شاطئ “بيور بيتش” في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية على بعد 125 كلم جنوب جدة الذي افتتح في أغسطس تجربة جديدة ووحيدة في المملكة.

فنهارا يستخدم الرواد الشاطئ ذي المياه الفيروزية اللون والرمال البيضاء بلا قيود مع السماح للنساء بارتداء البيكيني، وتدخين الشيشة، واصطحاب الحيوانات الأليفة.

وبعد غروب الشمس، تصدح الموسيقى الغربية عالية من فوق مسرح أقيم على الرمال.

وأمام المنصة، كان حبيبان يرقصان بهدوء غير عابئين بمن يرقص حولهما ومن بينهم شاب يرقص عاري الصدر وأخرى ترقص بفستان أزرق قصير.

ولا يتأكد القائمون على الشاطئ من وجود صلة زواج بين كل زوجين من الرواد، لكنّهم يصادرون الهواتف المحمولة ويضعونها في جوارب بلاستيكية حفاظا على “خصوصية” رواد المكان، على ما قال مسؤول بالمكان.

وأكّدت أسماء أنّ “الحياة باتت طبيعية” في السعودية لأنها “لم تكن كذلك في السابق”.

وكانت للنساء لسنين شواطئ خاصة بهنّ فقط، أو أخرى يُسمح فيها بالاختلاط لكنها كانت حكرا على الأجانب دون السعوديين.

وقال المهندس محمد صالح الذي عاد إلى المملكة بعد غياب عشر سنوات للدراسة والعمل “فوجئت بأن ثمة حرية وانفتاحا وشاطئا عاما مفتوحا للجميع وهو ما وفر لي راحة مماثلة لتلك التي في الولايات المتحدة”.

وتابع الشاب الذي أتى بحماسة مع مجموعة من أصدقائه “لم أكن أتخيل أن أشارك في حفلة ليلية على الشاطئ في السعودية”.

ويضم الشاطئ ألعابا مائية قابلة للنفخ تشكّل اسم السعودية بالإنجليزية، وانبرى عدد من الرواد للاستمتاع بها.

وبدأت السعودية سنة 2019 في إصدار تأشيرات سياحية فورية لمواطني 49 دولة معظمها أوروبية، بعدما كان القسم الأكبر من التأشيرات يقتصر على العمل والحجّ والعمرة.

وتسعى المملكة لاستقطاب 30 مليون سائح سنويا بحلول 2030 ولدفع مواطنيها للإنفاق على الترفيه في بلدهم.

وقال بلال سعودي المسؤول عن الفعاليات في المدينة إنّ الشاطئ “يستهدف الزوار المحليين بالإضافة إلى استقطاب سياح” من خارج المملكة.

وفيما كانت الأنوار الزرقاء والصفراء المتراقصة تنير عتمة الشاطئ خلفها، قالت سيدة الأعمال السعودية الشابة ديما التي ارتدت قميصا شفافا فوق ملابس البحر “أشعر بأنني لم أعد مضطرة للسفر إلى الخارج للحصول على وقت مميز لأن كل شيء بات موجودا هنا”.

ولا يقدم المكان مشروبات كحولية نظرا إلى كونها محظورة في المملكة، وهو ما اعتبر عدد من الرواد أنه ينقص المكان.

وقالت المصرية هديل عمر بالإنجليزية “نشأت هنا وقبل سنوات قليلة لم يكن مسموحا لنا بالاستماع للموسيقى والمجيء إلى الشاطئ.. لذا فهذه جنة بالنسبة إلينا. لا يمكنني حقا وصف شعوري”.

20