شارلي شابلن المغربي يضحك الناس ليخفي حزنه

تمكن مصور رياضي مغربي سابق بفضل تقمص شخصية شارلي شابلن من الخروج من البطالة بعد فقدانه لعمله. كما أنه استطاع بارتدائه القناع الكوميدي للممثل البريطاني الراحل أن يضحك الناس ويخفي حزنه.
الرباط - اختار المغربي بلحسين عبدالسلام بعد فقدان عمله وظيفة جديدة، لكنها مختلفة عن الوظائف العادية، إذ قرر انتحال شخصية.
وفكر عبدالسلام البالغ من العمر 58 عاما في ذلك بعد مشاهدته الممثل البريطاني الراحل وصانع الأفلام الصامت على شاشة التلفزيون شارلي شابلن، قائلا “في تلك اللحظة قررت انتحال شخصيته كمهنة جديدة”.
وظل عبدالسلام منذ ذلك الحين يغني في شوارع العاصمة المغربية بشكل شبه يومي، في مسيرة تقارب الثلاثة عقود، متخذا من إضحاك الناس في الرباط مهنة يوفر من خلالها لقمة عيشه.
وعلى الرغم من أنه يكسب أقل من 150 دولارا شهريا من البقشيش، فإنه فخور بكونه من المشاهير المعروفين لدى سكان الرباط باسم عبدالسلام شارلو.
ويرى المصور الرياضي السابق أوجه تشابه بينه وبين أسطورة الشاشة التي كانت تخفي بئرا عميقا من ذكريات الطفولة المؤلمة خلف روح الدعابة والوجه الملون. فالأمر ذاته يحصل مع عبدالسلام الذي مكنه تقليد شابلن من ارتداء قناع كوميدي لإخفاء حزنه ومصاعبه.
وقال “عندما فقدت كل شيء أصبحت شارلي شابلن الذي جعل العالم يضحك ويبكي دون أن ينبس ببنت شفة.. إنه شخص فريد حارب ضد التمييز ووحد الجميع”.
وكان شارلي المغربي صرح لـ”العرب” أن حبه لشابلن بلغ درجة إعجاب عميقة في قلبه “فنان الفقراء شارلي شابلن، الذي عبر بصدق عن همومهم بفن متميز بلغة الإيماء الصامت”.
ويتوفر شارلي المغربي على بعض أدوات وإكسسوارات شارلي شابلن الحقيقي الذي رأى نور الحياة منتصف أبريل سنة 1889، له طربوش أسود ومعطف أسود أيضا وقصبة جعل منها عكازا ومشية متميزة تحاكي تلك التي كانت تميز الفنان الحقيقي الذي لا يزال إلى اليوم يشد أنظار المهتمين والمتتبعين لفن التمثيل والمحاكاة الساخرة عبر العالم.
كما أنه قد يظهر مرتديا الزي الذي اشتهر به شابلن، لكنه استبدل اللون الأسود بالأبيض.
واعتاد عبدالسلام شارلو أن يحمل البالونات والأقنعة والأحذية الضخمة والأبواق وأطعمة الحمام ويرسم على محياه ابتسامة، وينطلق يوميا من منزله بمدينة سلا إلى شارع محمد الخامس الشريان الرئيسي للعاصمة ليخلق أجواء من المرح فيه.
وتمثّل عروضه الحية متنفسا للترفيه عن الجميع كبارا وصغارا، فهو في دقيقة واحدة ربما يعيد وضع مكياجه المسرحي باستخدام مرآة مكسورة في محل لبيع الزهور، ليتحول إلى مهرج يقدم عروضا لجمهور من الأطفال الذين يحرص على إسعادهم من خلال قيامه ببعض الحيل السحرية، وفي أحيان أخرى ينثر الحب لإطعام الحمام، أو يعود إلى تقمص شخصية شارلي شابلن.
لكنه يحمل أيضا أشباح ماضيه، يحتفظ معه دائما بصور من حياته المهنية السابقة.