"شات جي بي تي" تطبيق جديد للمخاطبة بانسيابية

تتطور برامج الدردشة والمخاطبة مع تطور التكنولوجيا ومتطلبات المستخدمين، فمنذ أسبوع طرحت نموذج المحادثة الذكية الجديد “شات جي بي تي” وهو تطبيق طرحته شركة أبحاث الذكاء الاصطناعي “أوبن إيه آي” يجيب على أسئلة المستخدم معتمدا على العديد من الخوارزميات العلمية التي تعمل على التعلم من البيانات الكبيرة المدرجة في قواعد البيانات له.
سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) ـ تفاعل عشاق التكنولوجيا منذ الأسبوعي الماضي مع نموذج المحادثة الذكية الجديد “شات جي بي تي” الذي يوفر إمكانية مخاطبة هائلة مع الانسيابية في الدردشة التي يجريها المستخدمون مع روبوت ذكي تتفوق بالكثير على برامج المتاحة حاليا.
وذكر موقع “سي أن بي سي” أن البرنامج المتاح على أجهزة الهواتف الذكية ويمكن استخدامه أيضا من خلال المتصفحات هو عبارة عن روبوت تم تصميمه بواسطة الذكاء الاصطناعي للإجابة على أسئلة المستخدم معتمدا على العديد من الخوارزميات العلمية التي تعمل على التعلم من البيانات الكبيرة المدرجة في قواعد البيانات له، ويتيح له القدرة على الكتابة والترجمة والتعلم الآلي بطريقة تقريبية للبشر.
وبتعريف بسيط فـ”شات جي بي تي” تقنية تمكن المستخدم حين يدخل إلى موقع الخدمة والتسجيل بالإيميل ورقم الهاتف، ومن أن يبدأ الحديث مع روبوت تم تصميمه بواسطة الذكاء الاصطناعي للإجابة على أسئلة المستخدم بطريقة إبداعية بل وحتى كتابة مقالات عندما يطلب منه ذلك.
وظهر “شات جي بي تي” أول مرة في أواخر نوفمبر الماضي، والتقنية ليست جديدة تماما، فقد سبقتها عدة تقنيات في الحديث مع الذكاء الاصطناعي مثل مساعد الآيفون سيري ومساعد غوغل وكذلك مساعد سامسونغ وغيرهم، لكن الأمر هنا مع “شات جي بي تي” ليس حديثا مع مساعد شخصي وإنما حديث مع كمبيوتر ذكي يحاورك ويجيبك بطريقة جديدة ومبتكرة.
وأنشأت برنامج “شات جي بي تي” شركة أبحاث الذكاء الاصطناعي “أوبن إيه آي” التي يرأسها الباحث، سام ألتمان، ومقرها سان فرانسيسكو، بدعم من شركة “مايكروسوفت” والمؤسس المشارك لـ”لينكيد إن”، ريد هوفمان، وشركات كبيرة أخرى.
استخدام “شات جي بي تي” سهل للغاية فبقدر تعقيد عمل الخدمة وطريقة تحليلها العبقرية للمعلومات، جعل موقع “أوبن إيه آي” استخدام الخدمة سهلا للغاية، يبدأ أولا بالتوجه للرابط التالي https://chat.openai.com/auth/login، ثم يبدأ المستخدم بعملية التسجيل واختيار الإيميل وكلمة السر الخاصة به، ثم عليه وضع رقم الهاتف واستقبال كود سيصل إليه برسالة نصية، بعدها يمكنه البدء باستخدام التطبيق مجانا والتحدث مع الذكاء الاصطناعي في أيّ وقت.
مع دخول برنامج “شات جي بي تي” حيز التطبيق والاستعمال قام بتحقيق نتائج فوق العادة فالعديد من الأمثلة التي أرفقها المهندسون والخبراء تبين مدى قدرة هذا الأخير على غزو عالم التقنية، فقد قام النموذج بالإجابة على مختلف الأسئلة البرمجية بدقة وفي ظرف وجيز، وأكثر من ذلك فقد تمكن البعض من الوصول لمعلومات عن بعض الثغرات الأمنية وكيفية الحماية منها فقط عبر سؤال بسيط يتم طرحه ويجد الإجابة دقيقة ومنظمة تضاهي محركات البحث المشهورة.
ويمكن أن نشبه “شات جي بي تي” بالأستاذ الذي جمع العلوم والمعارف من شتى التخصصات، ويجيب على كل استفسارات وتساؤلات طلبته مهما بلغت درجة التعقيد فيقدم إجابات دقيقة ومنظمة وبخاصية أخرى وهي توفير الوقت.
وقال مستخدم يدعى توبياس زوينغمان إنه يستعين بالبرنامج في كتابة محاضراته التي يعطيها للطلاب، وأوضح أنه طلب من “شات جي بي تي” شرح آليات عمل تقنية التعلم الآلي المعروفة باسم “دي بي سكان”، خطوة بخطوة لأنه “كسول جدا في تدوينها بالكامل” وقد فعل الروبوت ذلك.
وأوضح أن هذا الأمر برمته استغرق 30 دقيقة بينما في العادة يقضي يوما كاملا في كتابة محاضرة من هذا النوع.
وبذلك تظهر الاستفادة من تطبيق “شات جي بي تي” عن طريق ما يحتاج إليه المستخدم من معلومات أو مقالات أو مسائل يعرضها الروبوت.
تطبيق "شات جي بي تي" مكنه الذكاء الاصطناعي من القدرة على الكتابة والترجمة والتعلم الآلي بطريقة تقريبية للبشر
ويدعم “شات جي بي” تي اللغة العربية بالكامل رغم أن واجهة الموقع بالإنجليزية فقط ويمكن لأيّ مستخدم التحدث مع الذكاء الاصطناعي باللغة العربية وطرح الأسئلة وطلب حل المعادلات أو كتابة المقالات باللغة العربية بالكامل.
وأشاد المسؤولون التنفيذيون في مجال التكنولوجيا والمستثمرون بهذا البرنامج، حتى أن البعض قارنه بإطلاق أبل لهاتف آيفون عام 2007.
وبعد خمسة أيام من إطلاق “أوبن إيه آي” لبرنامج “شات جي بي تي”، قال ألتمان إن أداة الدردشة “تجاوزت مليون مستخدم”.
وفي عام 2016، تفوق عمالقة التكنولوجيا مثل فيسبوك وغوغل ومايكروسوفت بتوفير المساعدين الرقميين باعتبار تلك البرمجيات الخطوة الأولى للتفاعل البشري مع الكمبيوتر. وتفاخروا بإمكانية قيام روبوتات المحادثة في وقت لاحق بطلب أوبر نيابة عن المستخدم أو شراء تذاكر الطائرة وحجز الفنادق والإجابة على الأسئلة كما يفعل البشر.
لكن شبكة “سي أن بي سي” أكدت أن التقدم كان بطيئا رغم مرور ست سنوات، مشيرة إلى أن غالبية روبوتات المحادثة التي يتفاعل معها الأشخاص “بدائية نسبيا، فهي قادرة فقط على الإجابة على الأسئلة البدائية على صفحات مكاتب المساعدة الخاصة بالشركات أو مساعدة العملاء المحبطين لعدم فهمهم أسباب ارتفاع فواتيرهم”.
وذكرت الشبكة أن “شات جي بي تي” يعد من بين البرامج الأولى التي يمكنها أن تتبنى “لغة طبيعية” في حديثها مع المستخدمين.
وقالت إن البرنامج يعكس جزءا من توجه أكبر يضخ فيه المستثمرون في مجال التكنولوجيا المليارات من الدولارات لصالح الشركات الناشئة المتخصصة في مجال “الذكاء الاصطناعي التوليدي”، والذي يشير إلى قدرة أجهزة الكمبيوتر على إنشاء النصوص ومقاطع الفيديو والصور والوسائط الأخرى تلقائيا باستخدام تقنيات التعلم الآلي المتطورة.