شابة فلسطينية تطور تطبيقا يحدد سبب بكاء الأطفال

جنين (الضفة الغربية) - تعيش الشابة الفلسطينية ليالي الخطيب مع أخوين توأمين في سن الطفولة وأخ حديث الولادة، استغلت أصوات بكائهم المستمر في تطوير تطبيق "مرشد الأمومة" الذي تقول إنه يمكن أن يساعد الأمهات في تحديد سبب بكاء أطفالهن. وقالت ليالي "إخوتي كانوا سببا في توجهي للعمل على تطبيق مرشد الأمومة، وأمي تستخدم الآن هذا التطبيق".
وعملت ليالي (15 عاما)، التي تعيش في ضواحي جنين بالضفة الغربية، على برنامج يستخدم الذكاء الاصطناعي في تحليل أصوات بكاء الأطفال وتحديد سببها، سواء كان الجوع أو الحاجة إلى النوم أو الإحساس بالألم أو الحفاضات المبللة. وأردفت قائلة “تطبيق مرشد الأمومة هو تطبيق ذكي مبني باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، قادر على فهم حاجات الطفل الرضيع من صوت بكائه، ويخبر الأم عن سبب بكاء طفلها وكيفية التعامل الصحيح معه".
ورغم أن ليالي لا تفضل مشاركة التفاصيل المحددة لطريقة عمل التطبيق الخاص بها، قالت إن العملية تتضمن تسجيل صوت الطفل وهو يبكي ثم تحليله بعد ذلك عبر الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي تنتج عنه قائمة من الأسباب والحلول المحتملة للبكاء.
وبدأت ليالي تطوير التطبيق في عام 2019، وتقول إنه يعمل بدقة تصل إلى 93 في المئة. ويمكن استخدام "مرشد الأمومة" مع الرضع الذين تقل أعمارهم عن 18 شهرا، كما أنه يقدم نصائح وحيلا لمقدمي الرعاية حول تخفيف شعور أطفالهن بعدم الارتياح. وقالت ليالي "إنه كان يتعين عليها التغلب على العديد من العقبات. فقد تعلمت الترميز عبر الإنترنت واستخدمت موقعا إلكترونيا مفتوح المصدر لإنشاء التطبيق".
وأضافت “لم آخذ التطبيق من تطبيقات مشابهة، جاءت الفكرة من مشكلة أنا كنت أعاني منها”. علما وأن هناك تطبيقات أخرى تتعلق ببكاء الاطفال “كمترجم بكاء الرضع” وهو تطبيق يُفرّق بين أربعة أصوات منفصلة للبكاء: إنه جائع، أو نائم، أو متألم، أو حفاضاته مُبللة.
وجمع الباحثون في 2016 حوالي 200 ألف صوت بكاء من حوالي 100 طفل حديث الولادة ووضعوها في قاعدة بيانات في الإنترنت. ومن هنا اكتشفوا أيّ نوع من البكاء يميل إلى التوافق مع حاجة معيَّنة. وبمجرد التنزيل، يمكن للوالدين تسجيل صرخة طفلهما، ثم يقوم التطبيق بتحميله في محركه ويحلله. وبعد عشر ثوان، يحصل الآباء على إجابتهم.
وفي عام 2018، طوَّر باحثون في جامعة كاليفورنيا، مترجماً آخر يدَّعي دقة تفوق نسبتها 90 في المئة في تفسير صرخات الأطفال سمَّوه "تشاتر بايبي". ويقوم هذا المترجم بتسجيل خمس ثوانٍ من صرخات الطفل، ثم يحلل أكثر من 6 آلاف ميزة صوتية مختلفـة لمحاولة مطابقـة الخصائص مع قاعـدة بيانات تضم أكثر من ألفي عيِّنة أنشأها الفريق.
وهناك مترجم آخر توصل إليه حديثاً باحثون من جامعة إلينوي الشمالية في الولايات المتحدة، وهو خوارزمية تستطيع التمييز بين إشارات البكاء الطبيعية والإشارات غير الطبيعية، مثل تلك الناتجة عن مرض أساسي. وقد تكون هذه الطريقة مفيدة لكل من الوالدين في المنزل وكذلك للأطباء.
وتحلل خوارزمية هذا التطبيق الأشكال الطولية لموجات بكاء الأطفال لاستكشاف سمات ارتفاع الصوت والرنين والنغمة الشائعة بالمقارنة مع قاعدة بيانات صرخات الأطفال المسجلة، والتي تم تحديدها مسبقا بواسطة ممرضي حديثي الولادة ومقدِّمي الرعاية ذوي الخبرة.
وتقول الشابة الفلسطينية ليالي "مرشد الأمومة يختلف كثيرا عن منافسيه. التطبيق يحلل الصوت، كما أنه يساعد الأم". وعبرت ليالي عن آمالها في تحسين تطبيقها الحالي وانتشاره في جميع أنحاء العالم. وقالت إن هدفها التالي يتمثل في تطوير تطبيق يمكنه تشخيص مرض التوحد. وأضافت "الخطوة القادمة إن شاء الله أن تتم برمجته على لغة برمجة أقوى من لغة الآب إنفنتور، ويكون متوفرا في لغات متعددة، ويتم نشره للعالم".