سيناريو 2019 يطارد المغرب في مواجهة مالاوي بأمم أفريقيا

منتخب السنغال يتطلع إلى تخطي عقبة الرأس الأخضر.
الثلاثاء 2022/01/25
طريق مفتوح

يخوض منتخب المغرب لقاءه مع نظيره المالاوي الثلاثاء، في دور الـ16 لبطولة كأس الأمم الأفريقية. ويخشى المغرب تكرار سيناريو النسخة الماضية للبطولة، عندما ودع أمم أفريقيا مبكرا. من جانبه يسعى منتخب السنغال لتخطي إحدى العقبات الهامة نحو تحقيق حلمه بالتتويج بلقب كأس الأمم للمرة الأولى في تاريخه، وذلك عندما يلاقي منتخب الرأس الأخضر.

ياوندي - يتطلع المغرب إلى تفادي مصير 2019 عندما ودع العرس القاري بسقوط مخيب أمام بنين بركلات الترجيح في ثمن النهائي، وذلك عندما يلاقي ملاوي الثلاثاء على ملعب “أحمدو أهيدجو” في ياوندي في الدور ذاته لكأس الأمم الأفريقية.

وتصدّر المغرب الذي يلهث منذ عام 1976 خلف لقبه الثاني في الكأس القارية، المجموعة الثالثة في النسخة الحالية برصيد سبع نقاط، ليضرب موعدا مع ملاوي التي كانت أحد أفضل أربعة منتخبات في المركز الثالث (المجموعة الثانية).

ويدرك المنتخب المغربي صعوبة المواجهة وإن كان التاريخ يرجح كفته في 10 مواجهات أمام ملاوي فاز في ست منها مقابل ثلاثة تعادلات وهزيمة واحدة، لكنه لا يزال مجروحا من الخروج المخيب في النسخة الماضية في مصر. وقتها أبلى البلاء الحسن في دور المجموعات وأنهاه بالعلامة الكاملة، لكنه مُني بخسارة مدوية أمام بنين التي كانت أحد أفضل أربعة منتخبات في المركز الثالث، 1-4 بركلات الترجيح بعد التعادل 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي.

وشهدت المباراة إهدار الغائب الأبرز عن النسخة الحالية لأسباب انضباطية لاعب وسط تشيلسي الإنجليزي حكيم زياش ركلة جزاء في الدقيقة 90+4، كما فشل “أسود الأطلس” في استغلال النقص العددي في صفوف بنين في معظم الشوطين الإضافيين. واستعد المغرب جيدا لمواجهة ملاوي، خصوصا وأنه استفاد من أسبوع كامل منذ مواجهته الغابون 2-2 الثلاثاء الماضي في الجولة الأخيرة لدور المجموعات.

صفوف مكتملة

مهمة صعبة أمام أسود الأطلس
مهمة صعبة أمام أسود الأطلس 

يدخل أسود الأطلس المباراة بصفوف مكتملة، باستثناء غياب لاعب وسط سيفاس سبور التركي فيصل فجر بسبب إصابته بفايروس كورونا.

وعاد حارس مرمى إشبيلية الإسباني ياسين بونو إلى التدريبات الأحد بعد غيابه عنها بقرار من المدرب البوسني الفرنسي وحيد خليلوزيتش لإراحته، فيما غاب مدافع باريس سان جرمان الفرنسي أشرف حكيمي بسبب إصابة في أوتار الركبة وخاض تدريبات في صالة الرياضة بفندق الإقامة.

وطمأن حكيمي الجماهير المغربية بنشره صورة له على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يتدرب منفردا، وعلق عليها “إلى العمل الشاق”.

المنتخب السنغالي وصيف بطل النسخة الأخيرة، لا يختلف عن المغرب، لأنه يخوض اختبارا صعبا أمام الرأس الأخضر

وكان حكيمي أنقذ المغرب من الخسارة أمام الغابون في الجولة الثالثة الأخيرة بإدراكه التعادل من ركلة حرة مباشرة رائعة من خارج المنطقة أسكنها الزاوية اليمنى البعيدة.

وكاد المغرب الذي كان ضامنا تأهله إلى ثمن النهائي، يدفع ثمن التغييرات التي أجراها مدربه خليلوزيتش بعدما قرر إراحة العمود الفقري المكون من القائد رومان سايس وسليم أملاح وسفيان بوفال وعمران لوزا قبل أن يضطر إلى الدفع بالثلاثة الأوائل. وواجه خليلوزيتش انتقادات كثيرة، ردّ عليها قائلا “انتقدوني كما تشاؤون.. أنا لا أبالي”.

ويستعيد خليلوزيتش خدمات مهاجم فرنتسفاروش المجري ريان مايي بعد تعافيه من إصابة حرمته من المشاركة في دور المجموعات، وسيكون ورقة رابحة ضد ملاوي إلى جانب بوفال، صاحب هدفين في البطولة حتى الآن، في ظل الفرص الكثيرة التي أهدرها المهاجمون خصوصا أيوب الكعبي ويوسف النصيري في الدور الأول.

وقال مايي “استفدنا من هذه الفترة للاستعداد والتركيز على مباراة ملاوي التي لن تكون سهلة”، مضيفا “هدفنا الفوز ومواصلة المشوار بنجاح. دخلنا المراحل الصعبة من المنافسة، لم يعد هناك مجال للخطأ، وكل المباريات صعبة”. وتابع “الجميع عازم على تحقيق الفوز، نشكر الجمهور المغربي على دعمه ومساندته منذ بداية المنافسة. وأتمنى أن يواصل مساندته، حيث يمنحنا قوة في المباريات، وأتمنى أن نواصل السير بنفس التركيز والإرادة لإسعاده”.

ولن تكون طريق المغرب مفروشة بالورود في حال بلوغه ربع النهائي لأنه سيلاقي الفائز من القمة النارية المقررة الأربعاء بين كوت ديفوار التي أطاحت الجزائر حاملة اللقب، ومصر حاملة الرقم القياسي في عدد الألقاب في العرس القاري (7 مرات). وفي دور الأربعة ستكون المواجهة مع أحد الرباعي الكاميرون المضيفة وجزر القمر وغينيا وغامبيا.

في المقابل، لن تكون ملاوي لقمة سائغة أمام المغرب خصوصا وأنها تدخل المواجهة منتشية بتأهلها التاريخي إلى ثمن النهائي، في ثالث مشاركة لها في النهائيات بعد عامي 1984 و2010 عندما خرجت من الدور الأول. وأحرجت مالاوي المنتخب الغيني في الجولة الأولى حيث خسرت بصعوبة 0-1، وقلبت الطاولة على زمبابوي في الجولة الثانية 2-1، قبل أن تنتزع تعادلا ثمينا من السنغال الوصيفة صفر - صفر في الجولة الثالثة.

القوة الضاربة

سايدو ماني حصان طروادة لـ“أسود التيرانغا”
سايدو ماني حصان طروادة لـ"أسود التيرانغا" 

لا تختلف حال المنتخب السنغالي، وصيف بطل النسخة الأخيرة، عن المغرب، لأنه يخوض بدوره اختبارا “مفخّخا” أمام الرأس الأخضر، أحد أفضل الثوالث في دور المجموعات، على ملعب “كويكونغ” في بافوسام.

لكن “أسود التيرانغا” سيخوضون مباراة اليوم بالقوة الضاربة بعدما عانوا في الدور الأول من غياب عشرة لاعبين بسبب فايروس كورونا وهو ما أثر على نتائجهم، حيث حصدوا خمس نقاط من فوز بشق النفس على زمبابوي في المباراة الأولى سجله القائد نجم ليفربول الإنجليزي ساديو ماني من ركلة جزاء (90+7) وتعادلين سلبيين ضد غينيا وملاوي.

 وحده قطب دفاع كريستال بالاس الإنجليزي شيخو كوياتيه سيغيب عن مواجهة اليوم بسبب الإيقاف، فيما يحوم الشك حول مشاركة مدافع بايرن ميونيخ الألماني بونا سار بسبب الإصابة في العضلة المقرّبة.

وتأمل السنغال في أن يكون الدور ثمن النهائي انطلاقة حقيقية نحو تحقيق هدفها المتمثل في الظفر باللقب الأول في تاريخها بعد فشلها في نهائي عامي 2002 و2019. لكن مدربها أليو سيسيه حذر لاعبيه من الإفراط في الثقة والاستهانة بالرأس الأخضر التي ستبذل كل ما في وسعها من أجل الإطاحة بالسنغال.

وعلّل سيسيه تحضيراته بالمنتخب الجزائري الذي كان المرشح الأوفر حظا للظفر باللقب، لكنه خرج من الدور الأول. وقال سيسيه في مؤتمر صحافي الأحد إن “ما حصل للجزائر تحذير لجميع المنتخبات المرشحة للفوز بالكأس. سواء نيجيريا أو الكاميرون أو السنغال أو غيرها من المنتخبات المرشحة، لا أحد يحضر إلى النهائيات دون تواضع لمواجهة خصومه”.

وستدافع الرأس الأخضر عن حظوظها منتشية بتأهلها في مشاركتها الثالثة في العرس القاري إلى ثمن النهائي، بتعادلها مع الكاميرون المضيفة 1-1 في الجولة الثالثة الأخيرة من دور المجموعات، وهي النقطة التي خولتها بطاقة الدور الثاني بعد فوزها على إثيوبيا 1-0 في الجولة الأولى، قبل أن تخسر أمام بوركينا فاسو بالنتيجة ذاتها في الجولة الثانية.

19