سيناريوهات محتملة لمصير خطة الضم

السيناريوهات المتوقعة تتباين بين التأجيل أو الضم على مراحل، أو تنفيذه اعتمادا على “صفقة القرن” الأميركية أو ضم مساحات أكبر من المعلن بهدف إرضاء المستوطنين.
الثلاثاء 2020/06/30
تعديل الخطة غير مستبعد

القدس – تزايدت قبيل أيام قليلة من بدء إسرائيل تنفيذ خطة ضم أراض في الضفة الغربية، التكهنات بشأن طبيعة الوضع مستقبلا في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وبحسب المحللين، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مع اقتراب الأول من يوليو إشكاليات داخلية وإقليمية ودولية، ما قد يجبره على تعديل مخططات الضم.

ويستند المراقبون لدى تعليلهم لتصورهم بأن نتنياهو قد يدفع لتغيير الخطة، على أنه لم يحدد موعدا لاجتماع خاص للحكومة أو المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية “الكابينت”، أو حتى الكنيست لبحث مخططات الضم.

وسبق لنتنياهو أن مضى قدما بمخططات عارضها الفلسطينيون والمجتمع الدولي، بما فيها الاستيطان، ما يجعل تراجعه عن مخططات الضم غير مضمونة.

وأعلن الفلسطينيون والغالبية من الدول العربية والإسلامية معارضتهم الشديدة لمخطط الضم، فيما حذرت العديد من الدول الأوروبية من أن تنفيذ مخطط الضم لن يمر دون رد.

ويواجه نتنياهو صعوبات في إقناع شريكه وزير الدفاع بيني غانتس، بقبول ضم 30 في المئة من الضفة الغربية، فيما يعارض اليمين الإسرائيلي مقايضة هذا الضم، بقبول إقامة دولة فلسطينية على 70 في المئة من الضفة الغربية.

وديع أبونصار: القبول بالخطة يمهد الطريق أمام المزيد من عمليات الضم
وديع أبونصار: القبول بالخطة يمهد الطريق أمام المزيد من عمليات الضم

ويرى وديع أبونصار، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن مجمل هذه التطورات تضع نتنياهو أمام 4 سيناريوهات رئيسية.

وتتباين السيناريوهات المتوقعة بين التأجيل، أو الضم على مراحل، أو تنفيذه اعتمادا على “صفقة القرن” الأميركية (30 في المئة من مساحة الضفة)، أو ضم مساحات أكبر من المعلن بهدف إرضاء المستوطنين.

ويقول أبونصار إن “السيناريو الأول هو أن يستخدم نتنياهو المعارضة الفلسطينية والعربية والدولية، وعدم وجود اتفاق مع الإدارة الأميركية على خرائط الضم، كغطاء ومبرر لتأجيل الخطوات التي كان من المقرر أن يعلن عنها في الأول من يوليو إلى موعد لاحق”.

ويضيف “في هذه الحالة، سوف يلعب على عامل الوقت، وبالتالي سيبقي الضم على جدول الأعمال، ولكن دون أن يحدد موعدا دقيقا له، وقد يعمد إلى تنفيذه في أي وقت، مع ترجيح أن يتم ذلك قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر المقبل”.

أما السيناريو الثاني، بحسب أبونصار، فهو أن يلجأ نتنياهو بالاتفاق مع الإدارة الأميركية إلى تنفيذ الضم على مراحل، بحيث يبدأ بالكتل الاستيطانية الكبيرة القريبة من مدينة القدس مثل معاليه أدوميم، شرق القدس، وغوش عتصيون، جنوب المدينة.

ومن الممكن أن يشمل ذلك أيضا كتلة أرئيل، شمالي الضفة الغربية، وهذا يعني أن الضم سيبدأ بخطوات صغيرة متراكمة دون تنفيذه دفعة واحدة على 30 في المئة من مساحة الضفة الغربية.

ويرى أن السيناريو الثالث، يتمثل بأن يعلن نتنياهو أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المعروفة بصفقة القرن تسمح لإسرائيل بضم 30 في المئة من الضفة الغربية، وإنه سينفذ هذا الضم كما ورد في الخطة، دون الالتفات إلى المعارضة الفلسطينية والعربية والدولية وخاصة الأوروبية.

وبخصوص السيناريو الرابع، الذي يتوقعه أبونصار، فهو أن يذهب نتنياهو إلى ضم ما هو أكبر من 30 في المئة من الضفة من أجل إرضاء المستوطنين الإسرائيليين وهو ما قد يفاجئ الكثيرين حول العالم.

وكان محللون إسرائيليون قد قالوا في الأيام الماضية، إن نتنياهو قد يجد من السهولة ضم الكتل الاستيطانية الكبرى بالضفة الغربية وهي معاليه أدوميم وغوش عتصيون وأرئيل، ولكنه يجد صعوبة بالغة لدى المجتمع الدولي بقبول ضم غور الأردن والمستوطنات النائية في داخل الضفة الغربية.

وفي هذا الصدد قال أبونصار “أعتقد أن السيناريو الثاني (تنفيذ الضم على مراحل) هو الأقوى، ولكن هذا يعتمد إلى حد كبير على استمرار الضغوط من الدول العربية والأوروبية والإسلامية والدولية، للتراجع عن خطوات الضم”.

تنفيذ مخطط الضم لن يمر دون رد
تنفيذ مخطط الضم لن يمر دون رد

وأضاف “أعتقد أن نتنياهو يتأرجح بين الخيارين الأول والثاني، ولكن إذا ما تعاظمت الضغوط الدولية عليه، فإنه قد يؤجل خطوة الضم (السيناريو الأول)، أما إذا ما كانت المعارضة ضعيفة، فإنه من المرجح أن يعتمد الخيار الثاني”.

ورأى أبونصار أن “ثمّة محاولات أوروبية وعربية لدفع نتنياهو إلى تأجيل الضم، إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر المقبل”.

وقال “هناك توقعات بأنه في ضوء ما يجري في الولايات المتحدة الأمريكية فإن فرص ترامب بالفوز بولاية رئاسية ثانية باتت ضعيفة، وفي هذه الحالة فإن من المرجح أن يصل المرشح الديمقراطي جو بايدن إلى البيت الأبيض علما بأنه أعلن في أكثر من مناسبة معارضته للضم وتمسكه بحل الدولتين”.

وأضاف أبونصار “استنادا إلى هذه التوقعات، التي أعتقد أنه يتفق معها الكثير من العرب والأوروبيين، فإن القبول بضم إسرائيل ولو 1 في المئة من الضفة الغربية سيكون من شأنه تمهيد الطريق أمام المزيد من عمليات الضم في المستقبل، ولذلك فإنه يجب عدم التراخي في هذا الأمر”.

وتابع “أعتقد أن هذه التقديرات صحيحة، ولكنها تستلزم المزيد من الضغط على إسرائيل لعدم تنفيذ أي عملية ضم، مع الإصرار على إعادة إطلاق عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس قرارات الشرعية الدولية وبآلية دولية”.

لكنّه أشار في المقابل إلى أن هناك أيضا مخاوف إسرائيلية من إمكانية مغادرة ترامب للبيت الأبيض.

وكان نتنياهو قد سعى للحصول على ضوء أخضر من البيت الأبيض، لبدء عملية الضم في الأول من يوليو، لكنّ المشاورات الأمريكية الداخلية انتهت الخميس دون نتائج.

لكن مسؤولا كبيرا في البيت الأبيض، قال في بيان إنه “بعد انتهاء هذه المداولات كانت اجتماعات هذا الأسبوع مثمرة، سيعود السفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان إلى إسرائيل مع المبعوث الخاص آفي بيركوفيتش، وعضو لجنة رسم الخرائط سكوت ليث للمزيد من الاجتماعات والتحليل؛ لا يوجد حتى الآن قرار نهائي بشأن الخطوات التالية لتنفيذ خطة ترامب”.

7