سيناريوهات الأمتار الأخيرة تنذر بانهيار سمعة الدوري الألماني

تتواصل الإثارة في مسابقة الدوري الألماني لكرة القدم قبل 4 جولات من نهاية الموسم الحالي، في الوقت الذي يتصدر فيه بايرن ميونخ الترتيب بفارق نقطة على حساب غريمه التقليدي بوروسيا دورتموند. في المقابل يحتدم الصراع في أسفل الجدول من أجل النجاة من مصير الهبوط.
برلين - دخل الدوري الألماني الرمق الأخير من موسم 2022-2023، إذ تتبقى 4 جولات فقط على إسدال الستار عليه مع نهاية مايو الجاري. ومن المقرر انطلاق منافسات الجولة الـ31 يوم الجمعة المقبل، لتمتد حتى الأحد، الذي سيشهد صداما بين بوروسيا دورتموند وفولفسبورغ. ويشتد الصراع في القمة على اللقب بين الغريمين بايرن ميونخ ودورتموند، وسط إثارة بالغة ولعبة كراسي موسيقية بين الفريقين في المباريات الأخيرة.
في الوقت ذاته، هناك صراع محتدم في أسفل الجدول من أجل النجاة من مصير الهبوط نهاية الموسم، أملا في البقاء بالبوندسليغا لموسم آخر على الأقل. ويتواجد الثلاثي بوخوم وشالكه وهيرتا برلين في مؤخرة الترتيب، لكن هناك أمل لكل فريق بالنجاة في الجولات المتبقية، نظرا إلى الفارق الضئيل بينها وبين الفرق التي تسبقهم في الترتيب.
عاشت الجولة الثلاثون من الدوري الألماني إثارة كبيرة بعد أن استعاد بايرن ميونخ صدارة الترتيب من بوروسيا دورتموند بتغلبه على هيرتا برلين، فيما سبب حكم مباراة دورتموند وبوخوم أزمة كبيرة في أروقة البوندسليغا بعدم احتسابه لركلة جزاء كانت كفيلة باحتفاط الفريق الأسود والأصفر بالصدارة. ونجح الفريق البافاري في حسم مواجهة الجولة الماضية على حساب هيرتا برلين (2-0)، واستغل سقوط دورتموند في فخ التعادل خلال زيارته إلى بوخوم (1-1)، لانتزاع المركز الأول.
ويتقدم رجال توماس توخيل الآن على أبناء إدين ترزيتش بفارق نقطة يتيمة، (62 مقابل 61)، ومن المتوقع أن تستمر المنافسة حتى الجولة الأخيرة، على الرغم من أن يونيون برلين (56) وفرايبورغ (56) ولايبزغ (54)، لا تزال لديها كل الحظوظ في المنافسة لتكون أبطالا، في ظل بقاء 12 نقطة ممكنة.
تواصل الإثارة
وحسب تقارير صحافية “سيزور بايرن فيردر بريمن، قبل أن يخوض مباراتين متتاليتين على أرضه ضد شالكه ولايبزيغ في أصعب مواجهة متبقية له، فيما يختتم مشواره في البطولة على أرض كولن. من جانبه، فإن دورتموند لديه سيناريو أسهل نسبيا من الناحية النظرية، حيث يلعب ثلاثا من مبارياته الأربع على أرضه، حيث سيستقبل فولفسبورغ وبوروسيا مونشنغلادباخ، وسيسافر إلى أوغسبورغ، قبل أن ينهي الموسم باستضافة ماينز.
وأوضح توماس مولر، مهاجم بايرن ميونخ، ما يحتاجه فريقه في الرمق الأخير من الموسم الحالي، في ظل صراعه على لقب الدوري الألماني. وخلال تصريحات أبرزتها شبكة "سكاي"، قال مولر "على الصعيد الرياضي، كان شهر أبريل خيبة أمل كبيرة بالنسبة إلينا”. وأضاف “بإمكانكم تحليل كل مباراة على حدة من كافة الاتجاهات، وكل شيء لم يمض لصالحنا".
◙ الثلاثي بوخوم وشالكه وهيرتا برلين موجود في مؤخرة الترتيب، لكن هناك أمل لكل فريق بالنجاة في الجولات المتبقية
وتعرض بايرن للإقصاء من بطولتي كأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا في أبريل الماضي، ليبقى لقب البوندسليغا الملاذ الوحيد أمامه. ودعا المهاجم الألماني رفاقه إلى التحلي بعقلية السمكة الذهبية - على حد قوله - في الجولات المتبقية من البوندسليغا أمام فيردر بريمن، شالكه، لايبزغ وكولن. وقال مولر "مع ذاكرة 10 ثوان فقط، حان وقت النظر إلى الأمام تلقائيا.. هذا ينطبق علينا الآن أيضا، إذ يتحتم علينا التخلص في هذه المرحلة مما سبق بالتركيز على ما هو مهم الآن".
وفي سياق آخر، نجح لايبزغ في بلوغ المباراة النهائية لبطولة كأس ألمانيا بعدما اكتسح فرايبورغ 5-1 في نصف النهائي. واستطاع لايبزغ الوصول إلى المباراة النهائية للدفاع عن اللقب الذي توج به في نهاية الموسم الماضي على حساب ضحيته ليلة الثلاثاء بركلات الترجيح.
وأشارت شبكة "أوبتا" للإحصائيات إلى أن لايبزغ وصل إلى نهائي الكأس للمرة الرابعة منذ موسم 2018-2019. وخلال هذه الفترة، يعد لايبزغ الأكثر وصولا إلى النهائي، ضعف ما بلغه أقرب ملاحقيه، وهو بايرن ميونخ، الذي تأهل مرتين للنهائي في آخر 5 سنوات. وكان لايبزغ قد توج بأول ألقابه في تاريخ مشاركاته بكأس ألمانيا الموسم الماضي، بعدما كان الوصيف في موسمي 2018-2019 و2020-2021.
ويواجه الدوري الألماني سيناريو مفزعا جديدا يتمثل في إمكانية هبوط بعض الفرق العريقة ذات التاريخ والشعبية الكبيرة، ما يمثل ضربة للمسابقة في المواسم المقبلة. المشكلة تكمن أيضا في التسويق للبوندسليغا، لاسيما على صعيد البث التلفزيوني، والذي يرتكز عادة على شعبية الفرق ومدى جاذبيتها للجماهير حول العالم. وربما يفضل القائمون على البوندسليغا، هبوط أوجسبورغ، هوفنهايم وبوخوم إلى الدرجة الثانية، نظرا لعدم جاذبيتها مقارنة بفرق أخرى مهددة أكثر شعبية وتاريخا منها.
الأكثر جذبا
وهناك خطر يحوم مجددا حول فرق شتوتغارت، شالكه وهيرتا برلين، للهبوط إلى الدرجة الأدنى، وهو ما سيمثل ضربة للبوندسليغا في حال فشلها في البقاء، نظرا لتاريخها العريق في الكرة الألمانية.
ولم يتبق الكثير أيضا على نهاية الموسم في دوري الدرجة الثانية، حيث بات دارمشتات وهايدنهايم الأقرب للصعود إلى البوندسليغا على حساب العريق هامبورغ. صعود دارمشتات وهايدنهايم المحتمل لا يصب أيضا في صالح البوندسليغا، نظرا لعدم جاذبية الثنائي، بخلاف هامبورغ، الذي يتمتع بتاريخ كبير وشعبية هائلة.
◙ السنوات الأخيرة شهدت هبوط وتواجد فرق كلاسيكية ذات شعبية جارفة في دوري الدرجة الثانية الألماني مثل هامبورغ وشالكه
وسيتسبب صعود الثنائي في المزيد من الانخفاض في المشاهدات التلفزيونية لمباريات الدوري الألماني والتي تراجعت بشدة بسبب وجود بعض الفرق غير الجاذبة للجماهير، مثلما حدث في مواجهة هوفنهايم ضد أوغسبورغ، التي جلبت مشاهدات لا تتجاوز 22 ألفا عبر شبكة "سكاي" هذا الموسم.
السنوات الأخيرة شهدت هبوط وتواجد فرق كلاسيكية ذات شعبية جارفة وتاريخ عريق في دوري الدرجة الثانية، مثل هامبورغ، شالكه وفيردر بريمن. وإلى جانب تواجد هامبورغ، فورتونا دوسلدورف، كايزرسلاوترن، نورنبيرج، هانوفر، أرمينيا بيليفيلد وسانت باولي هذا الموسم، فإن هبوط هيرتا، شالكه وشتوتغارت، سيجعل الدرجة الثانية أكثر جذبا للجماهير الألمانية بمختلف أطيافها.
ونظرا لجماهيرية وشعبية تلك الفرق، فإن إيرادات الأندية من المباريات ستكون أعلى من بعض أندية البوندسليغا، التي لا تحظى بأهمية وجاذبية مماثلة. لكن الأيام القليلة المقبلة قد تسفر عن تحول مثير يمهد لعودة هامبورغ وبقاء بعض الفرق العريقة في المسابقة لموسم آخر على الأقل.