سيموني إنزاغي ينهي لعنة سيد البطولات القصيرة

فك شفرة الدوري الإيطالي يضع مدرب إنتر على لائحة العمالقة.
الأحد 2024/04/28
الاستمرارية الفنية عنوان التألق

فاز إنتر ميلان بلقب السكوديتو قبل نهاية مسابقة الدوري الإيطالي بخمسة أسابيع، بعدما تغلب على ميلان في ديربي الغضب، في الجولة 33 من الدوري الإيطالي. سكوديتو تاريخي توج به الإنتر، ليرفع رصيد ألقابه في الدوري الإيطالي إلى 20 مقابل 19 لميلان، كما أنه لأول مرة يتم حسم اللقب في الديربي.

روما - قاد سيموني إنزاغي إنتر ميلان لتحقيق سكوديتو تاريخي بفوزه في ديربي الغضب على ميلان (1 – 2)، وهو أمر لم يحدث من قبل في تاريخ كرة القدم الإيطالية، ويضعه في المركز الثالث في قائمة مدربي إنتر الأكثر نجاحا، متفوقا على البرتغالي جوزيه مورينيو الذي كان يتعادل معه برصيد 5 ألقاب. ولا شك أن تتويج إنتر باللقب جاء بسبب العديد من العوامل على رأسها القيادة الفنية المميزة لسيموني إنزاغي، إلى جانب اللاعبين الذين سهلوا المهمة على المدرب بفضل إمكانياتهم على أرض الملعب.

ولا يتفوق على إنزاغي، 48 عاما، في الجوائز الجماعية سوى روبرتو مانشيني، والأرجنتيني هيلينيو هيريرا، برصيد 7 ألقاب لكل منهما. لكن إنزاغي بات أيضا من بين المدربين التاريخيين لإنتر، فقد حصد معه كأس إيطاليا مرتين، وكأس السوبر 3 مرات وأخيرا لقب السكوديتو الأول في مسيرته، كما سبق وأن اقترب من لقب دوري أبطال أوروبا في موسم 2022 – 2023، حينما خسر النهائي أمام مانشستر سيتي.

ومنذ وصوله إلى ميلانو في 2021 – 2022 لتولي إدارة الإنتر الذي كان قد توج للتو باللقب مع أنطونيو كونتي، لم يكن الفريق في مستوى يؤهله معه للفوز بالبطولة المحلية خلال أول موسمين قبل أن ينجح في مسعاه في الموسم الثالث.

ومع ذلك كان الفريق قريبا من الفوز باللقب قبل موسمين، وأخيرا لم يخفق الإنتر في هذه المهمة بالجولة الأخيرة من الدوري الإيطالي. وفي العام الماضي لم يكن بإمكانه تقديم الكثير لوقف جماح نابولي. وأدى عدم توفيق إنتر في “السيري أ”، رغم تفوقه في البطولات ذات الأدوار الإقصائية في الفترة التي قضاها كمدرب للاتسيو وخلال قيادته لـ”النيراتزوري”، إلى حصوله على لقب “سيد” البطولات القصيرة.

لكنه تمكّن من وضع حد لهذا الوضع في موسم 2023 – 2024، فقد كان المتصدر فعليا منذ الجولة الثالثة بالدوري الإيطالي، حيث سيطر بقوة وأخضع جميع منافسيه ليحقق موسما مثاليا. وتمكن الإنتر من تحقيق لقب “السكوديتو” الـ20 قبل 5 جولات من انتهاء البطولة المحلية، ليعادل الرقم القياسي لنابولي في الفوز باللقب قبل 5 جولات قبل انتهاء البطولة، وليضع بذلك على قميصه نجمة ثانية بداية من الموسم المقبل.

وكان إنتر في حاجة إلى الفوز بالديربي فقط للتتويج حسابيا بلقب السكوديتو بعدما رفع النيراتزوري رصيده إلى 86 نقطة بفارق 17 نقطة عن أقرب منافس له ميلان 69، ومع تبقي 15 نقطة فقط على نهاية البطولة.

أبرز الأسباب

◙ مجموعة صلبة
◙ مجموعة صلبة 

وقال إنزاغي بعد الفوز على ميلان “عدت بذاكرتي إلى موسمي الأولي في إنتر، أعتقد أنني رأيت بعض الأمور الجيدة وأننا نسير على الطريق الصحيح. هناك حالة من الاتحاد ضمن هذه المجموعة”. وتابع “إنها رحلة رائعة. كانت لديّ مشاعر إيجابية عندما جئت إلى إنتر. جماهيرنا تستحق هذا اللقب، والآن نحن في حاجة في إلى إنهاء الموسم بأفضل طريقة ممكنة”.

وواصل “سيطرنا على الدوري وحسمنا اللقب قبل خمس جولات من النهاية، لذا فنحن في حاجة إلى الاستمتاع بهذا (اللقب) الآن لأننا عملنا بجد”. وكان إنتر ودع دوري الأبطال هذا الموسم من دور الستة عشر بعد الخسارة بركلات الترجيح أمام أتليتيكو مدريد.

نجح سيموني إنزاغي مدرب إنتر، في زرع عقلية الفوز وشخصية لا مثيل لها في لاعبيه، لينجح في حسم اللقب قبل نهاية البطولة بـ5 جولات متبقية. ولم ينجح أحد في تخطي شخصية الإنتر، ولم يتمكن أيّ فريق من النيل من النيراتزوري سوى ساسولو الذي ألحق هزيمة وحيدة بالفريق حتى الآن وخلال 33 مباراة لعبها. فمع كل مباراة يخوضها الفريق، تظهر شخصيته ورغبة لاعبيه في تحقيق الفوز، حتى كان الإنتر هو المبادر بالتهديف في معظم المباريات، ويحاول بكل قوة مضاعفة النتيجة لحسم مبارياته.

◙ تتويج إنتر باللقب جاء بسبب العديد من العوامل على رأسها القيادة الفنية لسيموني إنزاغي، إلى جانب اللاعبين المتميزين

كما يعد يوفنتوس من الأسباب التي ساهمت في انتصار الإنتر، فرغم أن الأخير لم ينتظر تعثر منافسيه حيث حقق الفوز على كل الأندية الكبيرة سواء السيدة العجوز وروما وميلان ونابولي وأتالانتا، إلا أن اليوفي كان مساهما في هذا. وظل اليوفي منافسا على لقب البطولة حتى الجولة 21 من المسابقة بعدما استغل تأجيل مباريات إنتر لمنافسة الأخير على لقب السوبر الإيطالي في يناير، حتى فاز على ليتشي (3 – 0) ليتصدر جدول الترتيب برصيد 52 نقطة بفارق نقطة عن إنتر.

لكن سريعا ما سقط يوفنتوس وبدأ تراجعا مدويا بدأ بتعادل مع إمبولي، قبل أن يلتقي اليوفي بإنتر في ديربي إيطاليا، الذي حسم البطولة لصالح النيراتزوري. وانهزم اليوفي أمام إنتر 1 – 0، لتبدأ سلسلة من النتائج السلبية للسيدة العجوز، الأمر الذي أسهم في تراجع الفريق في الترتيب، ومع انتصارات إنتر، تقدم فريق إنزاغي وبدأ بتوسيع الفارق حتى وصل إلى 10 نقاط، ومن ثم زاد أكثر فأكثر.

ولعبت المواجهات المباشرة للإنتر هذا الموسم دورا حاسما في تتويج الفريق باللقب، فانتصر إنتر في معظم لقاءاته أمام الكبار. فتغلب على فيورنتينا ذهابا وإيابا 5 – 0 بمجموع المباراتين، وعلى ميلان أيضا مرتين 7 - 2، كما فاز على روما مرتين بمجموع 5 - 2، وفاز على نابولي ذهابا 3 - 0 وتعادلا إيابا. وتعادل النيراتزوري في اللقاء الأول بمعقل يوفنتوس 1 - 1، ثم انتصر في مواجهته المباشرة بالدور الثاني 1 – 0.

وكان لخط هجوم الإنتر دور أيضا في التتويج باللقب، حيث امتلك النيراتزوري ثنائية هجومية مميزة نجحت في حسم اللقب مبكرا بتواجد لاوتارو مارتينيز وماركوس تورام. واستطاع الإنتر في 33 مباراة هذا الموسم، أن يسجل 79 هدفا كأقوى خط هجوم بفارق 15 هدفا عن ميلان. الثنائي الهجومي للإنتر شارك في تسجيل 51 هدفا من 79 سجلها الفريق، بعدما شارك لاوتارو في تسجيل 28 هدفا (سجل 23 وصنع 5)، بينما شارك تورام في تسجيل 23 هدفا (سجل 12 وصنع 11).

صفقات بلا تكلفة

◙ أرقام تاريخية
◙ أرقام تاريخية

وكان لسومير حارس مرمى إنتر أيضا دور بارز في هذا التتويج، حيث نجح السويسري في الحفاظ على نظافة شباكه في 17 مباراة من 31 مباراة لعبها بينما سكن شباكه 18 هدفا فقط. أما الحارس الثاني إميل أوديرو فشارك في مباراتين خرج فيهما بشباك نظيفة. وعموما، خلال 33 مباراة، خرج إنتر بشباك نظيفة في 19 مباراة واستقبلت شباكه 18 هدفا فقط.

بعيدا عن النتائج على أرض الملعب، كان هناك دور خلف الكواليس لمدراء النيراتزوري، الذين عملوا على قدم وساق خلال فترات الانتقالات لتعزيز صفوف الفريق بعناصر قادرة على المساهمة. ولا بد من ذكر أسماء مثل بيبي ماروتا المدير التنفيذي للإنتر، وبييرو أوسيليو المدير الرياضي، اللذين أبرما صفقات ممتازة على مدار الصيف والشتاء، أثرت بشكل كبير في التتويج باللقب. فالصفقة الأبرز في الصيف الماضي، كانت التعاقد مع الفرنسي ماركوس تورام، مهاجم مونشنغلادباخ، الذي انضم إلى صفوف إنتر مجانا بعد نهاية عقده مع الفريق الألماني.

◙ النيراتزوري امتلك ثنائية هجومية مميزة نجحت في حسم اللقب مبكرا بتواجد لاوتارو مارتينيز وماركوس تورام

ورغم أنه لم يكلف النادي أيّ أموال، إلا أن تأثيره كان يستحق الملايين من اليوروهات بالنظر إلى أنه ساهم في تسجيل 23 هدفا خلال 31 مباراة (سجل 12 وصنع 11).  وبعيدا عن الأهداف، كان تورام كالدبابة البشرية في هجوم الفريق، مخيفا لخصومه وسط قدرته على الاستحواذ على الكرة والاحتفاظ بها وتهديد مرماهم.

كما أعاد إنتر أليكسيس سانشيز لصفوفه مجانا، ورغم قلة دقائقه إلا أنه ساهم في تسجيل 6 أهداف خلال 19 مباراة. وبخلاف الصيف الماضي، ضم إنتر الكاميروني أندريا أونانا، في صيف 2022 مجانا، وظهر أثره في الموسم الماضي جليا. وقاد أونانا إنتر للفوز بلقبي الكأس والسوبر، ووصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وبعد موسم فقط، غادر مقابل 50 مليون يورو صوب مانشستر يونايتد، ليدر أموالا طائلة للنيراتزوري بعيدا عن البطولات.

ومن ضمن الصفقات البارزة لإداريي إنتر، في صيف 2022 التعاقد مع هنريك ميخيتريان نجم روما السابق، الذي انضم بعمر 33 عاما، ورغم كبر سنّه إلا أنه يعتبر من أبرز الصفقات. وظهرت خصائص الأرمني المتعددة سواء دفاعيا أو هجوميا بشكل واضح، ليصبح لاعبا أساسيا وقطعة لا غنى عنها بتشكيل إنزاغي.

وفي صيف 2021، أقنع الثنائي ماروتا وأوسيليو النجم التركي هاكان تشالهان أوغلو، بالانضمام للإنتر مجانا بعد مغادرة ميلان، في صفقة مدوية. وقدم هاكان 3 سنوات رائعة في وسط الإنتر، وكان له دور أساسي في معظم مباريات الفريق بالسنوات الأخيرة.

هذا بخلاف الصفقات التي جاءت بتكلفة منخفضة مثل دومفريس، دارميان، أصلاني، أتشيربي، جوسينس، أصلاني، بيسيك، والحارس المتألق سومير. بالإضافة إلى المدافع الفرنسي بنيامين بافارد، الذي نجح مسؤولو إنتر في إقناعه بترك بايرن ميونخ والانضمام للأفاعي، في صفقة بلغت قيمتها 30 مليون يورو.

مباراة احتفالية

◙ راحة نفسية تختتم برقصة النصر
◙ راحة نفسية تختتم برقصة النصر 

يخوض إنتر ميلان مباراة احتفالية على ملعبه، حينما يستضيف فريق تورينو، اليوم الأحد، ضمن منافسات الجولة 34 من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وحقق إنتر ميلان لقبه الثاني هذا الموسم، بعدما توج بكأس السوبر الإيطالي في يناير الماضي في المملكة العربية السعودية، وذلك للمرة الثالثة على التوالي، ومع تحقيقه لقب الدوري أيضا، لم يعد بمقدور أحد منافسته في إيطاليا في الوقت الحالي.

وستكون المباراة بمثابة فرصة لرجال المدرب سيموني إنزاغي، للعب بعيدا عن الضغوط والاحتفال مع الجماهير بتحقيق اللقب الغالي، والتفوق على الغريم ميلان بفارق لقب واحد في الصراع التاريخي للقب الدوري، والذي يتصدره يوفنتوس برصيد 36 لقبا.

ومن المتوقع أن يبدأ إنزاغي منح الفرصة لبعض العناصر من على مقاعد البدلاء، وإراحة بعض النجوم مثل لاوتارو مارتينيز وماركوس تورام ونيكولو باريلا وهاكان شالهان أوغلو وغيرهم، وذلك في محاولة لمنح الفرصة للاعبين الذين لم يشاركوا هذا الموسم.

المباراة ستكون بمثابة فرصة لرجال المدرب سيموني إنزاغي، للعب بعيدا عن الضغوط والاحتفال مع الجماهير بتحقيق اللقب الغالي

على الجانب الآخر، يحتل تورينو المركز العاشر برصيد 46 نقطة، وهو من الفرق المعنية بالمنافسة على المركز السابع المؤهل لدوري المؤتمر الأوروبي الموسم المقبل، حيث يبتعد بفارق ست نقاط خلف لاتسيو صاحب المركز السابع.

وأعلنت رابطة الدوري الإيطالي أن المباراة سيتبعها عرض بالحافلة في شوارع ميلانو لبطل الكالتشيو الجديد. وأعلن إنتر على الفور أن "حافلة ذات طابقين تقلّ أبطال إيطاليا ستغادر سان سيرو بعد المباراة مباشرة للوصول إلى ساحة الكاتدرائية" في وسط المدينة.

وكان إنتر خطّط مبدئيا للاحتفال بلقب الدوري الإيطالي العشرين في تاريخه، وهو الأول منذ عام 2021، لكن الظروف الجوية في العاصمة اللومباردية أجبرت نادي الـ"نيراتزوري" على مراجعة خططه. وسبق أن احتفل الآلاف من أنصار إنتر باللقب أمام "دومو"، كاتدرائية ميلانو، مساء الاثنين الماضي بعد الفوز على الغريم التقليدي والجار ميلان في الديربي الذي ضمِن له اللقب.

◙ احتفالية الأبطال
◙ احتفالية الأبطال

16