سيرينا وليامس تودع ملاعب الكرة الصفراء بمشهد مؤثر

غارقة في دموعها الأميركية تعلن أنها لن تعيد النظر على الأرجح في قرار اعتزالها كرة المضرب.
الأحد 2022/09/04
مشهد مؤثر

نيويورك - علقت نجمة كرة المضرب الأميركية سيرينا وليامس مسيرتها مع عالم الكرة الصفراء بمشهد مؤثر طغت عليه العواطف الجياشة لأسطورة سيدوّن التاريخ اسمها بعدما قررت أن تسدل الستار على مسيرة مظفرة توجتها بأفضل الألقاب عن جدارة واستحقاق.

ولا تختلف مكانة نجمة كرة المضرب عمّا تمثله الفنانة بيونسي، مقدّمة البرامج أوبرا وينفري أو السيدة الأولى سابقا ميشيل أوباما، لما يشكّلنه من مصدر إلهام للسيدات ذوي البشرة السوداء في بلاد "العم سام".

وفتحت لها مسيرتها الاحترافية المذهلة التي وضعت حدا لها على الأرجح وهي في سن الأربعين بعد خروجها الجمعة من بطولة الولايات المتحدة، إثر سجلّ حافل بالإنجازات بعيدا عن متناول أيّ لاعبة نشطة راهنا (23 لقبا كبيرا) أبوابا كثيرة ووسّعت آفاقها في مجالات عدة.

وحققت إلى جانب شقيقتها الكبرى فينوس النجاحات بدعم من والدهما ريتشارد الذي رأى في كل منهما “مايكل جوردان المقبل لتنس السيدات”، وكان هذا فعلا مصير سيرينا التي نشأت في الملاعب العامة لشوارع كومبتون التي تسيطر عليها العصابات الأميركية.

◙ المشهد جاء مؤثرا على ملعب أرثر آش حيث وقفت الأسطورة أمام مواطنيها تتحدث، بعد مسيرة هيمنت فيها لفترة طويلة على ملاعب الكرة الصفراء

وقالت مواطنتها من أصل أفريقي أيضا كوكو غوف (18 عاما) التي بلغت هذا العام نهائي رولان غاروس "لقد نشأت وأنا أشاهدها. هي السبب في أنني ألعب التنس".

غارقة في تأثرها ودموعها، أعلنت الأميركية بعد خروجها الجمعة من الدور الثالث لبطولة الولايات المتحدة، أنها لن تعيد النظر على الأرجح في قرار اعتزالها كرة المضرب بعد بنائها على مدى 27 عاما مسيرة نادرة في عالم الرياضة.

وعمّا إذا كانت ستعيد النظر بقرار اعتزالها، أجابت حاملة لقب 23 بطولة كبرى بعد خسارتها أمام الأسترالية أيلا تومليانوفيتش "لا أعتقد، لكن لا أحد يعلم".

وكانت سيرينا قد أعلنت مطلع الشهر الماضي أنها ستسدل الستار على مسيرتها قريبا دون إعلان الزمان، فيما بدت بطولة فلاشينغ ميدوز في نيويورك حيث أحرزت في 1999 بعمر السابعة عشرة أول ألقابها الكبرى، المكان المناسب لإنهاء مشوارها الزاخر.

وجاء المشهد مؤثرا على ملعب أرثر آش حيث وقفت الأسطورة أمام مواطنيها تتحدث، بعد مسيرة هيمنت فيها لفترة طويلة على ملاعب الكرة الصفراء. وتراجعت سيرينا في المجموعة الثالثة أمام خصمتها التي حسمت المواجهة في 3 ساعات و5 دقائق. لم تستسلم الأميركية وقاتلت حتى نهاية كل تبادل وأنقذت 5 كرات لحسم المواجهة.

وبعد ذلك، حيّت الجماهير على المدرجات وقع أغنية تينا تيرنر "ببساطة الأفضل". وأضافت سيرينا "كانت رحلة ممتعة. كانت رحلة لا تصدّق في حياتي. أنا ممتنة لكل شخص قال 'هيا، سيرينا'. أنا ممتنة جدا، أوصلتموني إلى هنا".

وخصّصت سيرينا، الأصغر في عائلة مكوّنة من خمس فتيات، شكرا مميزا لعائلتها، والداها ريتشارد وأوراسين برايس اللذين مهدا الطريق لها ولشقيقتها الكبرى لطرق باب العالمية في التنس "شكرا أبي، أعلم أنك تشاهدني، شكرا أمي (متواجدة في الملعب). يا إلهي مرّت العشرات من السنين.. بدأ كل شيء مع والديّ. يستحقان كل شيء. أنا ممتنة لهما حقا".

غراف

كما وجّهت الشكر لشقيقتها المتواجدة على المدرجات “لم يكن هناك من سيرينا لولا فينوس، شكرا لك. هي السبب الوحيد لوجود سيرينا وليامس". وفي مؤتمر صحافي بعد المباراة، قالت سيرينا إنها قد تبحث عن حياة خارج عالم التنس "أنا جاهزة لأكون والدة، اكتشف جوانب أخرى من سيرينا.. تقنيا، لا زلت صغيرة جداً، لذا أريد أن أحظى بقليل من الحياة بينما ما زلت أمشي".

وكشفت أنها تريد تمضية المزيد من الوقت مع ابنتها أولمبيا البالغة 5 سنوات "لقد كان الأمر صعبا عليها حقا. سيكون جميلا أن أمضي بعض الوقت معها. أقوم بأشياء لم تسنح لي الفرصة من قبل للقيام بها".

وأقرت أنها لا تعلم الدور الذي قد تلعبه في عالم التنس مستقبلاً “عشت لحظات رائعة، لدرجة أنني لا أرى مستقبلا من دونها. ما هو مدى مشاركتي؟ ليس لديّ أدنى فكرة".

ومرّة جديدة، تجاهلت اللاعبة الشغوفة والمقاتلة سؤالا حول ما إذا كان هناك "مجال للمناورة" حيال اعتزالها "لا أفكّر بذلك. لطالما أحببت أستراليا" في إشارة إلى البطولة الكبرى في يناير المقبل والتي أحرزت لقبها سبع مرات "قطعت مشوارا طويلا منذ ويمبلدون العام الماضي، لذا لا أعلم ما إذا كانت لحظتي الأخيرة".                                

19