سيتي وليفربول ينقلان إشعاعهما المحلي إلى أبطال أوروبا

واقعية سيميوني تتحدى فلسفة غوارديولا وهل ينجح فيريسيمو في استعادة أمجاد بنفيكا بمواجهة كلوب.
الأربعاء 2022/04/13
من أين المنفذ

قدم فريقا مانشستر سيتي وليفربول موسما استثنائيا في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولكن يجب عليهما أن ينقلا تركيزهما على دوري أبطال أوروبا قبل أن يستأنفا صراعهما المحلي في كأس الاتحاد الإنجليزي. وينافس سيتي على التتويج بثلاث بطولات، فيما يسعى ليفربول لتحقيق الرباعية هذا الموسم.

مدريد - يدخل مانشستر سيتي وليفربول الإنجليزيان في هدنة قارية حين يتواجه الأول مع مضيفه أتلتيكو مدريد الإسباني ويستضيف الثاني بنفيكا البرتغالي الأربعاء في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.

بعد أربعة أيام على تعادلهما في الدوري 2-2 وقبل أربعة أيام من تجدد المنازلة بينهما في نصف نهائي الكأس، وما زال سيتي في صدارة ترتيب الدوري الممتاز بفارق نقطة عن ليفربول بعد تعادلهما السبت 2-2 على ملعب الأول “ملعب الاتحاد”، ما يعطي الأفضلية لفريق المدرب الإسباني جوزيب غوارديولا لاسيما أن طريق الـسيتيزينس في المراحل السبع المتبقية أسهل من الحمر الذين يواجهون غريمهم مانشستر يونايتد وجارهم اللدود إيفرتون والمتألق مؤخرا توتنهام من الآن وحتى نهاية الموسم.

وبانتظار أن يتجدد الموعد بينهما السبت على ملعب ويمبلي في نصف نهائي مسابقة الكأس المحلية، سيكون تركيز سيتي وليفربول منصبا على حجز بطاقتيهما إلى نصف نهائي دوري الأبطال حيث سيكون “الحمر” أمام مهمة أسهل بكثير من رجال غوارديولا بعد فوزهم ذهابا خارج ملعبهم على بنفيكا 3-1، فيما اكتفى بطل الدوري الممتاز بفوز 1-0 على أتلتيكو في ملعب الاتحاد.

مهمة شاقة

أداء الكبار مقنع
أداء الكبار مقنع

سيعود غوارديولا إلى بلاده بحثا عن بطاقة التأهل إلى دور الأربعة للموسم الثاني تواليا، مع إدراكه بأن المهمة ستكون شاقة أمام كتيبة المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني.

وسيطر سيتي الذي وصل الموسم الماضي إلى النهائي لأول مرة في تاريخه بعد فوزه ذهابا وإيابا في ثمن النهائي على بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني وربع النهائي على مواطن الأخير بوروسيا دورتموند ونصف النهائي على باريس سان جرمان الفرنسي قبل أن يخسر في مباراة اللقب أمام مواطنه تشيلسي، تماما على لقاء الذهاب لكنه عجز عن فك الشيفرة الدفاعية لأتلتيكو واكتفى بهدف سجله البلجيكي كيفن دي بروين قبل 20 دقيقة على النهاية.

في لقاء اليوم لن يكون الدفاع كافيا لأتلتيكو بل هو بحاجة إلى التسجيل لتعويض خسارة الذهاب، ما سيمنح سيتي فرصة استغلال المساحات وسيحرر ماكينته الهجومية شرط ألا يسمح لمضيفه بتسجيل هدف التقدم لأن ذلك سيعقد المهمة ويدفع رجال سيميوني إلى إقفال المنافذ كالعادة، وبالتالي سيكون من الصعب على الـسيتيزينس الوصول إلى شباك الحارس السلوفيني يان أوبلاك.

وبشيء من التحدي، رأى مدافع سيتي السابق وأتلتيكو الحالي المونتينيغري ستيفان سافيتش أن “نتيجة 0-1 ليست سيئة. سيكون الوضع مختلفا حين نستقبلهم في مدريد”.

بنفيكا مطالب بالفوز بفارق ثلاثة أهداف لكي يواصل مغامرته القارية، ما يجعل المهمة صعبة لفريق المدرب نيسلون فيريسيمو

لكن سجل أتلتيكو مؤخرا على أرضه في المسابقة القارية ليس مشجعا على الإطلاق، إذ لم يذق طعم الفوز في مبارياته الست الأخيرة (4 تعادلات وهزيمتان)، وسيتي ليس ذاهبا إلى “واندا متروبوليتانو” للدفاع بل “سنذهب إلى هناك لتسجيل الأهداف ومحاولة الفوز مجددا” بحسب ما أفاد غوارديولا الحالم بقيادة فريقه إلى الثلاثية التي تصطدم بطموح ليفربول بإحراز رباعية تاريخية، علما أن طريق الفريقين في دوري الأبطال لن يتقاطع قبل النهائي الذي يحتضنه ملعب ملعب دو فرانس في ضواحي باريس في الثامن والعشرين من مايو. 

وخلافا لسيتي الذي قدم مباراة رائعة ضد ليفربول وتقدم على الأخير في مناسبتين، يدخل أتلتيكو لقاء الأربعاء بمعنويات مهزوزة بعد خسارته في الدوري أمام ريال مايوركا 0-1، ما جعل فريق سيميوني الذي يحتل المركز الرابع الأخير المؤهل لدوري الأبطال الموسم المقبل، تحت تهديد ريال بيتيس الذي بات على بعد نقطة فقط منه.

يتجدد الحوار بين الإسباني بيب غوارديولا، والأرجنتيني دييغو سيميوني، وهذه المرة في منافسات ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، بعد مواجهات في الدوري الإسباني، كما تواجها عندما كانا لاعبين.

وتواجه المدربان في السنوات الماضية، وهما يتميزان بأسلوب مختلف في العمل وإدارة كل فريق، ورغم ذلك فإن العلاقة بينهما تبدو جيدة وهناك احترام متبادل بينهما، أكده تصريح سيميوني بعد سحب قرعة المباريات، حيث أشار إلى أنه يحترم كثيرا غوارديولا وعمله المتواصل، رغم المشادة الكلامية السابقة التي حصلت بينهما.

على الصعيد الرياضي، فإن طريقة إدارة كل منهما لفريقه مختلفة تماما، فسيميوني تأثر بمروره السابق بالدوري الإيطالي ويعتمد على الواقعية، فالأهم بالنسبة إليه هو النتيجة وليس الطريقة، ولهذا فإنه يعطي الجانب الدفاعي أهمية كبيرة.

أما غوارديولا، فيتميز أساسا بتغليب الجانب الفني، حيث يسعى إلى الاهتمام بالأداء وتفكيره ينصب على تقديم عروض فنية جيدة من قبل لاعبيه إضافة إلى قيمة الجانب الهجومي، فخلال وجوده مع كل الفرق التي دربها كان دائما يُحدث ثورة في أسلوب اللعب.

مواصلة المغامرة

طموح ليفربول لا حدود له
طموح ليفربول لا حدود له

على ملعب أنفيلد، سيكون ليفربول أمام مهمة أسهل بالتأكيد من سيتي بعد النتيجة الرائعة التي حققها ذهابا في ملعب بنفيكا بفضل أهداف الفرنسي إبراهيما كوناتيه والسنغالي ساديو مانيه والكولومبي لويس دياز.

وسيكون على بنفيكا الفوز بفارق ثلاثة أهداف لكي يواصل مغامرته في المسابقة القارية، ما يجعل المهمة صعبة جدا لفريق المدرب نيسلون فيريسيمو رغم أنه بلغ ربع النهائي بعد فوزه على أياكس أمستردام الهولندي 1-0 إيابا في ملعب الأخير عقب التعادل ذهابا 2-2.

ومن المستبعد جدا أن ينجح بنفيكا، الحالم باستعادة أمجاد الستينات حين توج باللقب مرتين تواليا عامي 1961 و1962، أن يكرر سيناريو زيارته الأخيرة إلى “أنفيلد” في دوري الأبطال حين فاز 2-0 في إياب ثمن نهائي موسم 2005-2006 بعد فوزه ذهابا أيضا 1-0، وذلك لأن ليفربول الحالي مختلف تماما بوجود المدرب الألماني المتميز يورغن كلوب ولاعبين مثل المصري محمد صلاح، مانيه، البرتغالي ديوغو جوتا والمدافع الهولندي فيرجيل فان دايك.

وما يجعل مهمة بنفيكا صعبة جدا أن ليفربول، المتوج بالمسابقة الأوروبية الأم ست مرات، آخرها عام 2019، يمر بفترة رائعة بعدما عوض تخلفه في يناير بفارق 14 نقطة عن سيتي وصولا إلى نقطة فقط بعد سلسلة من 10 انتصارات متتالية انتهت بالتعادل في ملعب الاتحاد.

19