سويسريون يودعون نهرا جليديا

برن – ودّع سويسريون في “مسيرة جنائزية” نهرا جليديا في منطقة الألب قد انحسر بسبب التغير المناخي.
وبعد مسيرة استغرقت ساعتين، الأحد، وصل نحو 250 شخصا، بعضهم يرتدي الأسود، إلى الموقع السابق لنهر بيتسول الجليدي بالقرب من الحدود مع ليشتنشتاين والنمسا، على علوّ 2700 متر.
وقال ماتياس هاس، العالم المتخصص في الغطاء الجليدي بجامعة زيوريخ التقنية، “نحن هنا لنودّع نهر بيتسول”. وطالب إريك بيتريني، كاهن رعية ميلز حيث يقع النهر، “العون من الله لمجابهة التحدّي الهائل الذي يشكله التغير المناخي”.
وأقيمت هذه الفعاليات عشية قمة خاصة للأمم المتحدة حول المناخ في نيويورك شارك فيها العديد من رؤساء الدول والحكومات، في مسعى إلى تعزيز الالتزامات الرامية إلى حصر الاحترار بـ5.1 درجة أو درجتين مئويتين، مقارنة بالعصر ما قبل الصناعي.
وقد وضع المشاركون، ومن بينهم أطفال، ورودا في الموقع، لكن لم تنصب أي لوحة تذكارية، كما تمّ إحياء لذكرى النهر الجليدي أوكجوكول بأيسلندا في 18 أغسطس الماضي.
وقال هاس “منذ العام 1850، اندثر حوالي 500 نهر جليدي في سويسرا”.
وأوضح أن “بيتسول ليس الأول، لكنه أول نهر جليدي قيد الاندثار خضع لدراسات متعددة”.
وقد خسر النهر منذ العام 2006 80 إلى 90 بالمئة من مساحته، ولم يبق منها سوى 26 ألف متر مربع.
وانتهزت الجمعيات القيّمة على هذا الحدث، ومن بينها “غرينبيس”، هذه المناسبة للتذكير بأن التغير المناخي يعرّض أيضا “سبل عيشنا للخطر” ويهدّد الحضارة البشرية برمتها.
