سولسكاير مقتنع بقدرة مانشستر يونايتد على العودة إلى المسار الصحيح

أكد النرويجي أولي غونار سولسكاير، المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد، أنه بحاجة كبيرة لبعض الإمكانيات من أجل المنافسة على الألقاب في الفترة المقبلة، مؤكدا أنه كان هناك فارق كبير في الإمكانيات بين “الشياطين الحمر” والسيتي. وتعرض يونايتد للخسارة على يد مانشستر سيتي، بملعب أولد ترافورد، ضمن مؤجلات الجولة الـ31 من الدوري الإنكليزي الممتاز.
لندن - أبدى المدرب النرويجي أولي غونار سولسكاير قناعته بقدرة فريقه مانشستر يونايتد على إنهاء الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم هذا الموسم في مركز يؤهله للمشاركة في دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل، على الرغم من أدائه السلبي في الفترة الماضية.
وتلقى يونايتد الأربعاء خسارته السابعة في آخر تسع مباريات في مختلف المسابقات، بسقوطه على أرضه أمام ضيفه وغريمه مانشستر سيتي في مباراة مؤجلة من المرحلة الحادية والثلاثين من الدوري.
ومع تبقي ثلاث مباريات للشياطين الحمر حتى نهاية الموسم، يجد الفريق نفسه سادسا في الترتيب مع 64 نقطة، بفارق ثلاث نقاط خلف تشيلسي صاحب المركز الرابع، آخر المراكز المؤهلة للمسابقة القارية الأم. ويحل تشيلسي ضيفا على يونايتد الأحد في المرحلة السادسة والثلاثين من الدوري الإنكليزي، في مباراة يتوقع أن تكون نتيجتها محورية في سباق الفريقين نحو ضمان مركز مؤهل إلى المسابقة القارية في الموسم المقبل.
وقال سولسكاير في تصريحات صحافية “علينا تقديم أداء أفضل الأحد.. بالطبع نريد أن نكون ضمن الأربعة الأوائل”. وتابع “لم أخطط لخوض مباريات مساء الخميس (في إشارة إلى مباريات مسابقة “يوروبا ليغ”) بعد. علينا فقط أن نمنح أنفسنا فرصة الأحد”، مضيفا “تتبقى لنا ثلاث مباريات حتى نهاية الموسم، ونبتعد بفارق ثلاث نقاط عن الأربعة الأوائل، وقبل أشهر، لم يكن أحد ليقول إننا نحظى بأي فرصة”.
نقلة نوعية
تولى سولسكاير تدريب يونايتد في ديسمبر الماضي بعد إقالة البرتغالي جوزيه مورينيو على خلفية النتائج السيئة. وحقق النرويجي نقلة نوعية في أداء الفريق وأعاده إلى المنافسة على مركز مؤهل لدوري الأبطال في الموسم المقبل، وقاده إلى الدور ربع النهائي للمسابقة القارية هذا الموسم قبل الخروج على يد برشلونة الإسباني، لكن الفريق راكم النتائج السيئة في الفترة الماضية، وتلقى الأربعاء خسارته الثالثة في آخر ست مباريات في الدوري الإنكليزي الممتاز.
واستفاد يونايتد بشكل غير مباشر من تعثر منافسَيه على المركز الرابع، أي أرسنال وتشيلسي، بدورهما في الفترة الأخيرة، لاسيما أرسنال الذي تلقى الأربعاء خسارته الثانية تواليا محليا (أمام ولفرهامبتون 1-3)، وتشيلسي الذي اكتفى بالتعادل 2-2 مع ضيفه بيرنلي الإثنين في المرحلة الـ35.
في وقت يدافع فيه كثير من النقاد عن سولسكاير في وجه الانتقادات مثل غاري نيفيل، فإن آخرين يعتبرون المدرب النرويجي سببا رئيسيا في هذا التدهور، بسبب قرارات تكتيكية
ويرى النرويجي أن فريقه يحتاج لوقت طويل للوصول إلى مستوى لاعبي مانشستر سيتي. وفي تصريح صحافي، قال سولسكاير “لدينا وقت طويل للوصول إلى مستوى لاعبي مانشستر سيتي، فقد كانوا أفضل منا، وتعرضنا للهزيمة من أقوى فرق الدوري الإنكليزي”.
وأضاف “هناك اختلاف في الجودة والإمكانيات بيننا وبينهم، لهذا السبب هم في المقدمة ونحن في مكاننا، لقد وضعوا المعايير التي ساهمت بشكل كبير في تطوير مستواهم”. وأوضح “لا يمكننا إلقاء اللوم على اللاعبين فقد قاموا بالمطلوب منهم على أكمل وجه ممكن، يمكن أن يرى الجميع ذلك بوضوح وتركيز، نحن فقط بحاجة إلى مواصلة العمل”.
وأشار “كانت النية لدى لاعبي مانشستر سيتي في تحقيق الفوز لمواصلة المنافسة على لقب الدوري، لقد أوقفونا جيدا”. وفي ختام تصريحاته، دافع سولسكاير عن حارس مرماه الإسباني ديفيد دي خيا قائلا “قام ديفيد دي خيا بمجهود متميز، لديه معايير عالية، نحتاج إلى التمسك ببعضنا البعض خلال الفترة المقبلة، ويجب أن نعود للقتال مجددا داخل الملعب”.
وقال سولسكاير في تصريحاته في الفترة الأخيرة “نحتاج لبناء فريق متكامل العناصر للمنافسة على الألقاب بالفترة المقبلة، إذا نظرنا لمانشستر سيتي أو ليفربول سنجد أنه تم بناء الفريقين من لاعبين مميزين، لذا نشاهد الآن صراعا عظيما بين الثنائي”.
وأضاف “هناك فارق في الإمكانيات كبير بيننا وبين السيتي، فهو أصبح متفوقا علينا في كل شيء، وعلينا تقليص الفجوة التي حدثت بيننا وبينه بالفترة الأخيرة”. وأتم “حصلنا على الدعم من الإدارة والجماهير، لكن في نهاية المطاف خسرنا أمام الفريق الأفضل، ولا يمكنني قول إن أي لاعب قام بالتقصير في المباراة”.
انتقادات عنيفة
للمرة الأولى منذ استلامه تدريب مانشستر يونايتد في ديسمبر الماضي خلفا للبرتغالي جوزيه مورينيو، يتعرض أولي غونار سولسكاير لانتقادات عنيفة، بسبب تردي عروض الفريق في الآونة الأخيرة. وبدا أن مانشستر يونايتد في طريقه للتعافي بعدما حقق الانتصار تلو الآخر، قبل أن يقصي باريس سان جرمان من ثمن نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا.
لكن سرعان ما تبددت مشاعر التفاؤل، وهو ما تجلى في المباراة الأخيرة للفريق بالدوري أمام إيفرتون، عندما سقط برباعية. وفي وقت يدافع فيه كثير من النقاد عن سولسكاير في وجه الانتقادات مثل غاري نيفيل، فإن آخرين يعتبرون المدرب النرويجي سببا رئيسيا في هذا التدهور، بسبب قرارات تكتيكية وأخرى متعلقة باختيار التشكيل الأساسي.
ومن أبرز الخطوات التكتيكية المتخذة من قبل المدرب النرويجي في المباريات الأخيرة، والتي جانبها الصواب بشكل لافت، هي المداورة في الهجوم فليس واضحا حتى هذه اللحظة من يحبذ سولسكاير إشراكه في خط هجومه المدجج بالنجوم، رغم أن الكفة تميل نسبيا إلى المهاجم الإنكليزي ماركوس راشفورد.
واستعاد رأس الحربة البلجيكي روميلو لوكاكو جزءا من مستواه بقيادة سولسكاير، لكن لا يمكن قول الأمر ذاته بالنسبة إلى الفرنسي أنتوني مارسيال الذي يبدو تائها على أرض الملعب، أما جيسي لينغارد فيبدو بعيدا بعض الشيء عن مستواه المعهود. الوحيد الذي لا تشمله المداورة في الهجوم هو التشيلي أليكسيس سانشيز الذي يتقاضى حوالي نصف مليون جنيه إسترليني أسبوعيا، وربما آن الأوان لمنحه فرصة جديدة، مع تبقي 4 مباريات على نهاية الموسم.
ومن أكثر الخطوات التي اتخذها سولسكاير إثارة للجدل، كانت عندما أشرك الظهير البرتغالي ديوغو دالوت في مركز متقدم بالخط الأمامي. ربما يرى سولسكاير في دالوت لاعبا صاحب قدرات هجومية فذة، لكن النقاد يعتبرون في الوقت ذاته أنه لا يجوز نقل مركزه فجأة في هذه المرحلة الحساسة من الموسم، خصوصا وأنه لا يزال طري العود ويحتاج لمزيد من الخبرة لترك تأثير فوري عندما يلعب بعيدا عن مركزه الأساسي.
ولا يدري أحد لماذا يصر سولسكاير على إشراك البرازيلي فريد في وسط الملعب، رغم أدائه المتدهور خلال المباريات الأخيرة. اللاعب البرازيلي الدولي لا يقدم المطلوب منه لا دفاعا ولا هجوما، في وقت جلس فيه مواطنه أندرياس بيريرا على مقاعد البدلاء، كما أن الاستمرار في إشراكه أثر على الصربي نيمانيا ماتيتش الذي جلس بديلا لمباريات عدة، قبل أن يقدم أداء مأساويا أمام إيفرتون.
وبات في حكم المؤكد أن يترك الإكوادوري أنتونيو فالنسيا مانشستر يونايتد بعدما خرج من حسابات سولسكاير، لكن الاستمرار في إشراك أشلي يونغ بهذه الناحية لم يأت بنتائج إيجابية.
وأراد المدرب النرويجي حل هذه المشكلة في المباراتين الأخيرتين عن طريق إشراك السويدي فكتور لينديلوف في هذه الناحية رغم تألقه هذا الموسم في عمق الدفاع، وهو ما أثر على صلابة وتماسك الخط الخلفي، في ظل فشل كل من كريس سمولينج وفيل جونز في الارتقاء لمستوى الآمال المعقودة عليهما.
بات مانشستر يونايتد مهددا بخسارة أكثر من نجم للفريق في الموسم المقبل، إذا لم يتأهل الشياطين الحمر إلى بطولة دوري أبطال أوروبا.
ووفقا لصحيفة “إكسبريس” البريطانية، فإن الثلاثي بول بوغبا ودافيد دي خيا وروميلو لوكاكو سيطلبون الرحيل عن اليونايتد، إذا لم يشارك الفريق في دوري الأبطال بالموسم المقبل.
ويعاني اليونايتد حاليا من تدهور وضعه في جدول البريميرليغ. ويحظى بوغبا باهتمام من قبل ريال مدريد ويوفنتوس في الموسم الحالي، كما أن اللاعب يسعى للتدرب تحت قيادة زين الدين زيدان المدير الفني للميرنغي. أما دي خيا، فسيدخل العام الأخير في عقده مع اليونايتد دون أن يوافق على التجديد، حيث أن اللاعب يسعى لزيادة راتبه عن 350 ألف جنيه إسترليني أسبوعيا.
ويعاني لوكاكو من أنه ليس المهاجم الأول في الشياطين الحمر، حيث أن المدرب النرويجي أولي غونار سولسكاير يفضل ماركوس راشفورد عليه.
ويتذكر عشاق مانشستر يونايتد الفترة التي قضاها “صاحب الوجه الطفولي” كلاعب، إذ أنه لم يبرز كثيرا عندما كان يتواجد في التشكيلة الأساسية، لكنه اكتسب شهرة كبيرة من خلال التواجد على دكة البدلاء، قبل أن ينزل إلى أرض الملعب، ويسجل أهدافا حاسمة. وفي تسعينات القرن الماضي، تعاقد يونايتد مع المهاجم الإنكليزي أندي كول، ثم استقطب الترينيدادي دوايت يورك، فكوّن الاثنان شراكة مثمرة في خط الهجوم، وغالبا مع كان يشارك سولسكاير كبديل لواحد منهما.