سولاري يواصل حملة انتشال الملكي

مدريد - يواصل الأرجنتيني سانتياغو سولاري المدير الفني المؤقت لنادي ريال مدريد، حملة انتشال الفريق الملكي من دوامة النتائج السلبية، التي عانى منها المرينغي خلال عهد جولين لوبيتيغي، المدرب السابق وتسببت في الإطاحة به من منصبه.
وفي أول اختبار حقيقي له، قاد سولاري ريال مدريد لتحقيق الانتصار بهدفين دون رد على بلد الوليد، بالجولة الـ11 من الليغا في معقل الملكي “سانتياغو برنابيو”، وذلك بعد الانتصار على مليلية برباعية نظيفة في كأس إسبانيا.
ورغم أن الأداء لم يكن مرضيا للجماهير، فإنه في هذه الفترة الصعبة يكون التركيز منصبّا أساسا على النتائج، مع العمل على تحسين نقاط القوة ومعالجة نقاط الضعف. وفرصة تولي قيادة فريق بحجم ريال مدريد، لا تتكرر كثيرا لأي مدرب، وبالتالي فإن سولاري يضع عينيه على إنجاز مهمته بنجاح أملا في الحصول على فرصته مع النادي على الأقل حتى نهاية الموسم.
وقالت صحيفة “موندو ديبورتيفو” إن الإحصائيات الخاصة باللقاء أكدت أن ريال مدريد سيطر على الكرة بنسبة 58.1 بالمئة، وهي أسوأ نسبة استحواذ للملكي على أرضه هذا الموسم، موضحة أن أسوأ نسبة سيطرة بأرضه قبل تلك المباراة كانت أمام إسبانيول في الجولة الخامسة بـ64.8 بالمئة. وأشارت الصحيفة إلى أن مباراة بلد الوليد شهدت ثاني أسوأ نسبة استحواذ لريال مدريد في مباريات الفريق في الليغا هذا الموسم، وذلك بعد أن سيطر على الكرة بنسبة 46.8 بالمئة أمام برشلونة في الكامب نو في الجولة الماضية.
كسب ثقة النجوم
سار سولاري على نهج سابقيه، زين الدين زيدان وجولين لوبيتيغي، باكتساب ثقة اللاعبين في غرف خلع الملابس، وخاصة نجوم الفريق وقادته. ويدرك سولاري أهمية ثقة النجوم، ودورهم الكبير ورأيهم لدى إدارة النادي والرئيس فلورينتينو بيريز، وعلى رأسهم قائد المرينغي سيرجيو راموس.
وبخلاف مباراة مليلية في الكأس، قرر سولاري عدم إجراء أي تغييرات جذرية على الفريق، وأشرك النجوم في مراكزهم بشكل طبيعي أمام بلد الوليد (عدا إيسكو الذي شارك كبديل)، ليوجه رسالة للجميع تفيد بأنه لا ينوي أي صدام مع النجوم. وبالفعل نجح سولاري في الأمر وبسرعة كبيرة جدا وغير متوقعة، فخرج راموس عقب مباراة بلد الوليد قائلا “نحن دائما مستعدون للموت من أجل المدرب، والآن مدربنا هو سولاري، وسنكون معه حتى الموت”.
من جانبه قال تيبو كورتوا حارس المرمى “مع سولاري عاد الفرح”. ورغم الأداء السيء من النجوم، وخاصة غاريث بيل وكريم بنزيما، أشاد بهما سولاري، ووجه لهما الدعم الكامل ضد هجوم الجماهير الغاضبة. وحول الصافرات ضد غاريث بيل، قال سولاري “الجماهير تعبر عن نفسها في هذه اللحظة، لكنه غدا سيسجل وسيحتفلون به”. أما عن بنزيما فقال “في مركزه هو لاعب استثنائي ورائع، إنه يعمل بشكل تكتيكي جيد للغاية، دائما ما يجعل زملاءه أفضل، واليوم عمل كثيرا في الدفاع”.
ضخ دماء جديدة
يدرك سولاري حجم الشعور بالامتلاء لدى لاعبي ريال مدريد، خاصة بعد التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا لثلاثة مواسم على التوالي. واستغل سولاري أخطاء لوبيتيغي بعدم الاعتماد على المواهب الشابة في ظل تراجع مستوى النجوم، الذين أصبحوا عبئا على الفريق.
وساعدته الظروف بإصابة مارسيلو وداني كارفاخال، ما دفعه إلى إشراك ألفارو أودريوزولا وسيرجيو ريغيلون اللذين قدما أداء مميزا منذ تولي سولاري المهمة مؤخرا. ومنح سولاري الفرصة للشاب البرازيلي فينيسيوس جونيور، الذي بدوره لم يخذله وسجل الهدف الأول ضد بلد الوليد الذي كان بمثابة نقطة التحول في المباراة، ومفتاح الانتصار الأول في الليغا بعد 5 جولات من التعثر.