سوق الحيوانات الأليفة تزدهر في المغرب

شبكة جمعيات حماية الحيوان والتنمية المستدامة تدعو إلى وضع قوانين جديدة تؤطر تجارة الحيوانات الأليفة.
الثلاثاء 2021/01/26
كلّ يتفاخر بسلالة كلبه

الدار البيضاء - ساهم الحجر الصحي في ازدهار تجارة الحيوانات الأليفة في المغرب، إذ أصبحت تباع الآلاف منها، كالكلاب الأصيلة على وجه الخصوص والقطط وغيرها، في متاجر متخصصة أو لدى أفراد، إذ أصبحت هذه التجارة تدر عليهم الكثير من المال، ولكن على حساب الرفق بالحيوان في بعض الأحيان، حيث تقع تربية هذه الحيوانات في ظروف سيئة ويُمارس عليها العنف.

ومع الطفرة الرقمية، توسعت هذه السوق العجيبة، التي تستهوي أساسا فئة الشباب، حيث لم تعد تقتصر على المتاجر التقليدية، بعدما ظهرت العديد من المتاجر الافتراضية التي ساهمت في زيادة عمليات اقتناء هذه الكائنات المحببة.

وأضحى البحث عن هذه الحيوانات أسهل، وتزايدت شعبية الكلاب الأصيلة وازداد الاهتمام بنسلها ونسبها ونوعها، بشكل خاص في السنوات الأخيرة.

وإذا كان الشباب من الرجال يقبلون على الكلاب القوية، فإن الفتيات يفضلن فصائل الكلاب الناعمة، حتى أصبحت الفصائل المعروفة نادرة، مما أدى إلى ارتفاع أسعارها.

يقول محمد الإيلام، وهو بائع بمتجر للحيوانات الأليفة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “إن ميزة الكلاب الأصيلة هي أنها سلالات ذات مزاج معروف ومحدد جيدا”، موضحا أن الأسعار ترتبط بالسلالة الدولية بالإضافة إلى العرض والطلب، وخاصة ندرة السلالة.

وبالنسبة للأسعار، أشار إلى أن الراعي البلجيكي “المالينوا” غير الأصيل يكلّف، على سبيل المثال حوالي 3000 درهم (حوالي 336 دولارا أميركيا)، والأصيل ابتداء من 5 آلاف درهم، مضيفا أن الأسعار يمكن أن ترتفع إلى 50 ألف درهم للنوعية التي تضم أبطالا في سلالاتها.

وبخصوص الراعي الألماني (أخذ اسمه من بلد المنشأ ألمانيا) غير الأصيل، فيتراوح سعره ما بين 3500 و4500 درهم، في حين أن سعر النوع الأصيل يبدأ من 6 آلاف درهم، ويشير الإيلام إلى أن “الأسعار يمكن أن تصل إلى 500 ألف درهم لعينات المعارض المستوردة مع بطولات في حسابها”.

أسعار الحيوانات الأليفة وخاصة الكلاب ترتبط بالأنواع وندرة السلالة في السوق بالإضافة إلى العرض والطلب

ولفت إلى أنه يتم بيع كلب “الهاسكي”، وهو من فصيلة أصيلة تنحدر من شرق سيبيريا وتتمتع بشهرة كبيرة بين الشباب، بسعر 3000 درهم (غير أصيل)، مضيفا أن أسعار “شو-شو” (سلالة من الكلاب تنحدر من منغوليا) غير أصيل تتراوح ما بين 7 و10 آلاف درهم.

وسجل بائع في محل لبيع الحيوانات بالرباط، أن الأمر يرتبط أيضا باللون (بني، وقشدي، وأبيض وأسود)، مشيرا إلى أن سعر كلب “شو-شو” من السلالة الأصيلة يبلغ الضعف.

أما بالنسبة للقطط، فيمكن أن تتراوح الأسعار بين 300 و1500 درهم، بحسب الأسعار المعروضة على موقع إلكتروني تابع لمحل آخر لبيع الحيوانات الأليفة. الاستثمار لا يقتصر على سعر الشراء، حيث يمكن للمالكين إنفاق جزء كبير من ميزانيتهم ​​على التغذية، والتي تظل مكلفة للميزانيات المتواضعة وكذلك بالنسبة للصيانة.

وأكدت شبكة جمعيات حماية الحيوان والتنمية المستدامة، على موقعها الإلكتروني، أن “تجارة الحيوانات الأليفة كما هي منظمة حاليا، تظهر فجوات كبيرة واختلالات وظيفية خطيرة يمكن أن تؤدي إلى زيادة التخلي عن تلك الحيوانات”، داعية إلى تعزيز القوانين المنظمة لهذه الفئة من الحيوانات ووضع قوانين جديدة تؤطر هذه التجارة.

وبدلا من الحصول على كلب من متجر للحيوانات الأليفة، اختار المهندس وائل أن يتبنى جروا من المأوى يبلغ من العمر شهرا واحدا فقط.

وأكد وائل، المنحدر من الرباط، أن التبني هو بديل ذو فائدة بالنسبة لهيئات حماية الحيوانات وللحيوان الأليف نفسه، داعيا إلى مضاعفة هذا العمل لأهميته.

Thumbnail

من جهته، أعرب نائب رئيس جمعية الرفق بالحيوان والمحافظة على الطبيعة بالمغرب حسن اليقين، عن أسفه للزيادة التي تم تسجيلها، خلال السنوات الأخيرة، في أعداد الكلاب والقطط الضالة التي تعيش في الشوارع معظم الوقت، مشيرا إلى أنه في عام 2019 تم تبني حوالي 2017 حيوانا (1392 قطة و600 كلب) على مستوى مراكز الجمعية.

وأوضح أن الجمعية تستضيف الكلاب والقطط التي يقع التخلّي عنها في مراكزها الخمسة، مراكش والدار البيضاء والخميسات وحد أولاد فرج والشماعية، بهدف إيجاد أسر جديدة لها بعد علاجها وتلقيحها ضد داء الكلب وتعقيمها، مشيرا إلى أن تعقيم الكلاب والقطط يدخل ضمن برنامج الحد من أعداد الحيوانات الضالة.

وشدد على أنه “يجب ألا ننسى أن تبني حيوان هو مسؤولية، فالحيوان يحتاج إلى الوقت والاهتمام والحب أيضا”، مضيفا “يتعين كذلك التفكير في تكاليف الطبيب البيطري والعلاج واللقاحات والتغذية والمأوى..”.

وردا على سؤال حول تدجين كلاب/قطط الشوارع، اعتبر السيد الإيلام أن تبني حيوان الشارع هو عمل جدير بالثناء وإنساني بامتياز، مشيرا بالمقابل إلى “مخاطر عدم اليقين بالنسبة لسلوك الحيوان”.

وقال “إن اقتناء حيوان من سلالة أصيلة يمنحك اليقين بشأن مزاج الحيوان”، مضيفا “أن ذلك رهين كذلك بالأسرة بالتبني وأولوياتها”.

ويستثمر عشاق الكلاب جزءا كبيرا من ميزانيتهم ​​في هذا المجال، الذي يظل مرشحا للنمو عمّا هو عليه حاليا، بالنظر إلى أن العديد من التجار في هذا القطاع يلجؤون إلى البيع المتقاطع، وهي عملية تسويقية تقنع الزبائن بالحصول كذلك على منتوجات الإكسسوار (المنتوجات الغذائية، والسلاسل، والأطواق، والألعاب، والملابس..).

20