سواريز يواصل الإبداع في الكلاسيكو

برشلونة (إسبانيا) – تقمص المهاجم الأوروغواياني لويس سواريز زي القائد وحقق لناديه برشلونة الإسباني فوزا ساحقا على غريمه ريال مدريد في ظل غياب النجم الأسطوري ليونيل ميسي.
وذلك بعد أن طالته سهام الانتقادات مع مطلع الموسم الجاري بسبب تراجع مستواه الفني وخاصة في ما يتعلق بعامل الحسم أمام المرمى. وسجل سواريز ثلاثية “هاتريك” رائعة في شباك ريال مدريد، لينجح في تعويض غياب ميسي المصاب ويزيد من عمق جراح النادي الملكي الذي يعاني بشدة هذا الموسم.
وتحول سواريز، الذي اعتاد على التألق في مباريات كلاسيكو الكرة الإسبانية أمام ريال مدريد، إلى كابوس مرعب للنادي المدريدي بقيادة مدربه جولين لوبيتغي، الذي أخفق في إيجاد طريقة لإيقاف خطورة المهاجم الشرس.
وتمتع سواريز في المباراة بالحيوية الواضحة والقوة المعنوية الكبيرة، ونجح بتحركاته المكثفة في فتح مساحات في دفاع ريال مدريد وتمكن من استغلالها ليسجل ثلاثية رائعة في ظل غياب النجم الكبير ليونيل ميسي. وسجل نجم النادي الكتالوني هدفه الأول في اللقاء من ركلة جزاء بعد أن احتسبها له حكم المباراة إثر لجوئه لتقنية حكم الفيديو المساعد “فار”.
ولم ير حكم اللقاء أن التدافع بين اللاعب الأوروغواياني ومدافع ريال مدريد، الفرنسي رافائيل فاران، يستوجب احتساب ركلة جزاء، ولكن بعد أن راجع المقاطع المصورة لتقنية “فار” قرر احتساب الخطأ ليتقدم سواريز دون تردد ويسجل أول أهدافه الثلاثة في مرمى الحارس البلجيكي تيبو كورتوا. وبعد أن تمكن صاحب القميص رقم 9 من التسجيل من ركلة الجزاء نال البطاقة الصفراء بسبب طريقة احتفاله بالهدف.
وانطلق سواريز بعد الهدف ليحتفل على طريقته الخاصة، حيث قام برفع قميصه ليكشف عن قميص آخر يحمل عبارات ترحيب بمولوده الجديد، وهو ثالث أولاده. “مرحبا لاوتي”، كانت هذه هي العبارة التي حملها قميص سواريز والتي كتبت فوق صورة لولديه الآخرين برفقة المولود الجديد والذي يدعى لاوتارو.
سواريز سجل ثلاثية "هاتريك" رائعة في شباك ريال مدريد، لينجح في تعويض غياب ميسي ويزيد من عمق جراح الملكي
وجلس نجلا سواريز الآخران في المدرجات بالقرب من ميسي لمتابعة تألق والدهما الذي أرسل لهما تحية بيده بعد احتفاله مع زملائه بالهدف. وقال سواريز بعد المباراة “هذا الأسبوع ولد نجلي الثالث، ورغبة شقيقيه في الحضور معي أسعدتني للغاية”. وإذا كان الهدف الأول لسواريز منح برشلونة طمأنينة كبيرة قبل فترة الاستراحة، كان لهدفه الثاني أهمية أكبر، حيث ساعد في تقدم فريقه بفارق هدفين في الوقت الذي كان يبحث فيه ريال مدريد عن التعادل.
ومن جانبه قال لوبيتيغي عقب المباراة “انتهت المباراة بالنسبة لنا بعدما أصبحت النتيجة 3-1”. وجاء الهدف الثالث لبرشلونة والثاني لسواريز، بعد أن أحسن الأخير استغلال تمريرة عرضية من زميله سيرجي روبرتو ليودع الكرة برأسه في شباك كورتوا. واحتفل سواريز بالثنائية الأولى له في الموسم، بعد أن تأكد أنه أجهز على ريال مدريد، بالركض إلى المدرجات لتحية نجليه عن قرب.
ولم يكتف سواريز بهذه الثنائية الرائعة بل عاد مرة أخرى لدك مرمى ريال مدريد بهدف ثالث له ورابع لفريقه مستغلا خطأ لمدافع النادي الملكي، سيرجيو راموس، ليحرز الـ”هاتريك” الأول له منذ ثمانية أشهر، قبل أن يسدل لاعب الوسط التشيلي، أرتورو فيدال، الستار على فاعليات هذا الكلاسيكو بهدف خامس للنادي الكتالوني. وجاء احتفال سواريز بهذا الهدف مغايرا بعض الشيء، حيث انطلق إلى أحد نقاط الركلة الركنية واضعا إصبعه في فمه لتحية أصغر أبنائه.
وقال إرنستو فالفيردي، المدير الفني لبرشلونة، ردا على سؤال بعض الصحافيين له عن لويس سواريز عقب اللقاء “دور لويس سواريز دائما ما يكون حاضرا، اعتقدت أنكم لن تسألوني عنه، وذلك بسبب الهاتريك الذي سجله”.
واعتاد المدرب الإسباني خلال الفترة الأخيرة على الإجابة على العديد من الأسئلة التي تخص سواريز وتحديدا في ما يخص غياب عنصر الحسم لديه أمام المرمى، وعكس ذلك بشكل واضح معدله التهديفي هذا الموسم، حيث لم يسجل سوى أربعة أهداف في الدوري الإسباني، من بينها هدفان من ركلتي جزاء، فيما لم يحرز أي هدف في بطولة دوري أبطال أوروبا.
وبأهدافه الثلاثة في المباراة لم يرفع سواريز رصيده من الأهداف في مباريات الكلاسيكو إلى تسعة أهدف وحسب، بل أكد أنه كان البديل المناسب لميسي الذي طالب الجميع فالفيردي بإيجاده قبل موقعة ريال مدريد. واختتم سواريز قائلا “ميسي إضافة كبيرة وعلينا أن نكون فخورين بوجود اللاعب الأفضل في العالم بين صفوفنا، ولكننا أثبتنا أننا فريق عظيم وأن لدينا مدربا كبيرا على مقاعد البدلاء”.