سنغافورة تعرض فلسفة العمارة الخضراء في إكسبو دبي

الجناح يعرض إمكانية أن تصبح أي مدينة في العالم أكثر لطفاً وأكثر خضرة، وبالتالي أكثر مرونة وطبيعة ومستقبلا.
السبت 2021/10/09
الطبيعة في قلب المدينة

دبي – تحت سياط الشمس الحارقة ووسط أجواء شديدة الحرارة، يمكن لزوار معرض إكسبو 2020 دبي الهروب من هجير الحر إلى غابة مطيرة مصغرة أُقيمت في جناح سنغافورة.

وتضم الغابة 80 ألف نبات تنتمي إلى 170 فصيلة مختلفة معروضة في رواق متعدد الطبقات، وتقف مثل واحة خضراء وسط صحراء.

وقال مدير الجناح تنغ جوو تشونغ إن المكان يضم الآلاف من النباتات و51 مروحة لتبريد الأجواء ليمنح الزائر تجربة مريحة وممتعة ومفيدة، حيث وضع الجناح قبل التصميم العمارة الخضراء على رأس أولوياته، ليعكس روح التنمية المستدامة، ويساعد الزوّار على تقدير مزايا وإمكانات دمج الطبيعة في البيئة الحضرية.

ويترجم الجناح أيضاً فلسفة سنغافورة في التعاطي مع المجال الأخضر في دمج واضح بين هذه المساحات والحلول الذكية، وفي عرضه لنظام متكامل لإدارة المساحات الخضراء وأنظمة المياه والطاقة.

ويساعد نظام بيئي، يقوم على أساس فكرة الاكتفاء الذاتي، الحدائق المعلقة والجدران الواقفة في وضع رأسي تكسوها النباتات على خفض الحرارة بمساعدة إنسان آلي يراقب مستويات الرطوبة وصحة النباتات.

وقالت ياب لاي بي نائبة المفوض العام لجناح سنغافورة “نستخدم الطاقة الشمسية لرفع المياه (…) من داخل الجناح”، مضيفة “نستخدم المياه في ري النباتات وتلبية احتياجات التشغيل”.

ويعد جناح سنغافورة من الأمثلة الحية على كيفية دمج الطبيعة في نسيجنا الحضري لإنشاء مدن مرنة مكتفية ذاتياً، فمن خلال حماية الطبيعة وإعادتها إلى مدننا نتخذ خطوات حاسمة لمكافحة تغير المناخ، وبذلك فإننا نحمي بقاءنا وبقاء الحياة بشتى أشكالها على سطح الكوكب.

وقال تنغ جوو تشونغ إن سنغافورة من بين أكثر الدول استدامة في العالم، وواحدة من 3 مدن دول في العالم، حيث يعيش 85 في المئة من السكان في مساكن عامة عالية ضمن مساحة تقع فيها 8 من بين 10 منازل على بعد 10 دقائق سيرا على الأقدام من حديقة.

وتكثر في سنغافورة الحدائق من بينها حديقة سنغافورة النباتية، وهي أول موقع في سنغافورة مسجّل ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وتقع على بُعد 5 دقائق فقط من حزام التسوق الشهير في شارع “أورشارد” الذي سمي على اسم المشاتل المصطفة على جانبيه في حقبة الأربعينات.

ويعتبر المناخ والتنوع البيولوجي أول قضايا إكسبو دبي، حيث تطرح جلسات الأسبوع الأول المخصصة للمناخ سؤالا عاما حول “كيف نعمل معا لإدارة تغير المناخ بشكل أفضل وحماية التنوع البيولوجي؟”، في إشراك لمختلف الدول المشاركة في أعمال المعرض العالمي البالغ عددها 192 دولة.

الهروب من هجير الحر إلى غابة مطيرة مصغرة
الهروب من هجير الحر إلى غابة مطيرة مصغرة

وتقول إدارة إكسبو في تعريف للأسبوع “حين يواجه واحد من كل ثمانية أنواع على كوكب الأرض خطر الانقراض، يتعين علينا أن نتحد ونتصرف فورا لتغيير الطريقة التي يسير بها العالم”.

وأشار جوو إلى أن جناح سنغافورة الذي يجسد شعار “الطبيعة، الرعاية، المستقبل” بمثابة إنجاز ذي نظام بيئي أخضر قائم على مبدأ الاكتفاء الذاتي، حيث يمثل صورة مصغرة نحو النمو والاستدامة والمرونة، ويعكس في الوقت نفسه صورة الاستعداد الكامل لمواجهة بعض التحديات الحضرية الأكثر تعقيداً في عصرنا الحالي.

ويعتقد القائمون على الجناح أن إعطاء الأولوية للحفاظ على الطبيعة في مخططاتهم وتصاميمهم يمكن أن يكافئهم بالمثل على نطاق قابل للقياس لإفادة جميع أشكال الحياة من مساحاتها الطبيعية ونباتاتها وحيواناتها.

ويعد جناح سنغافورة مثل واحة في الصحراء للدلالة على أن جميع البيئات صالحة أن تكون خضراء مستدامة عبر دمج أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في تحسين الحياة من زراعة وماء وهواء وطاقة شمسية.

وقال جوو “تم تأسيس الجناح انطلاقا من شغف عميق بفن العمارة الحية، حيث الهواء أكثر برودة، والشمس أقل قسوة، والألوان خضراء ورائحة الطبيعة طاغية، مما يجعل الجناح يشكل دعوة للانغماس في الطبيعة”.

وأضاف “اجتماع التصميم والطبيعة يشكل نظاما بيئيا واحدا، حيث تم تصميمه وبناؤه بأقل أثر ممكن على البيئة، كما يعمل الجناح على زيادة المساحات الخضراء، ودعم الحياة، ويدير نظاما تكافليا في الطاقة والمياه.

وأوضح جوو أنه بعد اختباره في واحدة من أقسى البيئات على كوكبنا يعرض هذا الجناح إمكانية أن تصبح أي مدينة في العالم أكثر لطفاً وأكثر خضرة، وبالتالي أكثر مرونة وطبيعة وعناية ومستقبلا.

وختم حديثه قائلا “هذه العناصر التي تعكس رؤية سنغافورة المتمثلة في أن تكون مدينة في الطبيعة، حيث الرعاية تطال الناس والبيئة على حد سواء”.

17