سفيان فيغولي يرفض التخلي عن حلمه التركي

هل ثبّت النجم الجزائري أقدامه في قلعة سراي.
الأحد 2021/11/14
حمل الراية مسؤولية جسيمة

لا يفكر لاعب الوسط الدولي الجزائري سفيان فيغولي في التخلي عن حلمه التركي باللونين الأحمر والذهبي على شواطئ البوسفور، رغم اقتراب عقده مع نادي قلعة سراي على الانقضاء. وبعد أن أثارت الصحافة التركية مؤخرا احتمال مغادرة جوكر منتخب ثعالب الصحراء في يناير المقبل لأسباب مالية، قال فيغولي إنه يأمل في تمديد المغامرة، مضيفا أنه يحب الحياة في إسطنبول، وغير مستبعد تقديمه طلبا للحصول على الجنسية التركية للإقامة فيها بشكل دائم مع عائلته، حتى بعد اعتزاله كرة القدم.

إسطنبول – يرغب لاعب الوسط الدولي الجزائري سفيان فيغولي، قبل أشهر قليلة من انتهاء عقده مع فريقه قلعة سراي التركي، في تمديد حلمه باللونين الأحمر والذهبي على شواطئ البوسفور إلى ما بعد موسمه الخامس. يقول لاعب الوسط المولود في فرنسا في حديث صحافي “وصلت إلى هنا في السابعة والعشرين من عمري، وفزت بأول ألقابي مع قلعة سراي وأنا أقدّر مطالب الجمهور التركي والنادي”. ويتابع “هنا، عليك دائما أن تفوز، فالهزيمة هي نهاية العالم. وهذا يناسبني جدا لأنه يتماشى مع عقليتي”.

ويخوض فيغولي استحقاقين مهمين مع منتخب بلاده ضمن منافسات المرحلتين الخامسة والسادسة في المجموعة الأولى من الدوري الثاني للتصفيات الأفريقية المؤهلة إلى مونديال 2022 في قطر. ويضم بطل أفريقيا 2019 العديد من النجوم المحترفين في أوروبا، على رأسهم لاعبا الدوري الإنجليزي الممتاز رياض محرز مهاجم مانشستر سيتي وسعيد بن رحمة المتألق هذا الموسم مع وست هام ثالث الدوري وإسماعيل بن ناصر لاعب وسط ميلان الإيطالي.

ويتأهل إلى الدور الثالث الحاسم من التصفيات متصدر كل من المجموعات العشر، على أن يخوض كل منتخب مواجهة من لقاءي ذهاب وإياب ويتأهل خمسة إلى النهائيات في قطر. على صعيد النادي، يقترب قلعة سراي من التأهل إلى الدور التالي من مسابقة الدوري الأوروبي يوروبا ليغ، حيث يتصدر مجموعته الخامسة مع 8 نقاط، متقدما بفارق 3 نقاط عن وصيفه لاتسيو الإيطالي، فيما يحتل مرسيليا الفرنسي المركز الثالث متأخرا بفارق 4 نقاط.

وقبل المواجهة المنتظرة بين قلعة وسراي والنادي المتوسطي في الخامس والعشرين من نوفمبر المقبل، يبدو سفيان واثقا من تأهل فريقه “لقد فزنا على لاتسيو وتعادلنا في مرسيليا ونحتل صدارة مجموعتنا. علينا فقط أن نستمر على هذا النحو وأن نتعامل مع المباريات الواحدة تلو الأخرى”. ويتابع “هي مجموعة متجانسة والأكثر تحديا في المنافسة. في الوقت الحالي نتائجنا جيدة، ولدينا فريق شاب جدا والكثير منهم يكتشف هذا المستوى (يوروبا ليغ)، وهو أمر إيجابي”.

أجواء حارة

الجهاز الفني لقلعة سراي، بقيادة فاتح تريم، أصبح راضيا عن المستويات الكبيرة التي يقدمها النجم الجزائري سفيان فيغولي

عن المباراة المنتظرة أمام مرسيليا يتوقع سفيان أن تكون الأجواء “حارّة للغاية”، مؤكدا أنه متشوق “لخوض هذه المباراة أمام جماهيرنا، أتمنى أن يكون الملعب ممتلئا”، في إشارة إلى خوض المباريات في العامين الأخيرين خلف أبواب موصدة بسبب تداعيات تفشي فايروس كورونا.

ورحّبت جماهير قلعة سراي بلاعبها الجزائري فور وصوله إلى المطار في إسطنبول في أغسطس 2017 كنجم موسيقى الروك، وهو من ناحيته يتشارك مع هذه الجماهير التواقة للحصول على توقيع منه أو صورة سلفي، فيقول عنهم “ودودون دائما وممتعون وغير متطفلين أبدا”.

وأثارت الصحافة التركية في الأسابيع الأخيرة إمكانية مغادرة فيغولي فريقه قبل انتهاء عقده، وتحديدا في يناير المقبل على خلفية أسباب مالية، حيث يصل مرتب الدولي الجزائري سنويا إلى قرابة 3.5 مليون يورو في بلد يعاني من وطأة التضخم المالي وانخفاض قيمة عملته.

وينفي فيغولي هذه الشائعات بشدّة، قائلا “عقدي مع الفريق يمتد حتى يونيو (المقبل) وآمل في أن أتمكن من التفاوض على تمديد المغامرة هنا”. ويتابع “ليس سرا، أنا أحب الحياة في إسطنبول” وأن “قلعة سراي هو منزلي والناس تقدّرني. فزت بالألقاب هنا، وأشعر أنني بحالة جيدة في هذا النادي، في هذه المدينة، في هذا البلد”. وأردف “سأبلغ من العمر 32 عاما (في السادس والعشرين من ديسمبر المقبل) وأشعر أنه لا يزال لديّ الكثير لأقدمه”. أقرّ فيغولي بأن قلعة سراي فضّل خلال فترة الانتقالات الأخيرة التعاقد مع لاعبين شباب، لذا تساءل قائلا “هل بإمكاني الإحاطة باللاعبين الشباب في هذا الفريق؟ أعتقد ذلك. امتلاك دور قيادي هو شيء أفعله بشكل طبيعي، لطالما استمتعت بمساعدة زملائي في الفريق”.

لا يخطّط الدولي الجزائري (71 مباراة و17 هدفا) للعودة إلى فرنسا حيث ولد في ليفالوا – بيريه التي تبعد 6 كيلومترات عن العاصمة باريس، وحيث نشأ وبدأ مسيرته الكروية في غرونوبل، قبل أن ينتقل في عام 2010 إلى فالنسيا الإسباني، ثم إلى وست هام الإنجليزي حيث بقي لموسم واحد 2016 – 2017، ومن ثمة الالتحاق بقلعة سراي.

وبعد قراره اللعب بقميص المنتخب الجزائري، بلد والديه، أوضح فيغولي (في مقابلة مع صحيفة ليكيب) في عام 2015 أنه “لم يجد مكانه أبدا” في فرنسا. وأضاف “لا يهمّني ذلك حاليا، وأفكر في الانتقال إلى تركيا بدلا من ذلك، كما أرى أني بإمكاني البقاء هناك حتى بعد اعتزالي كرة القدم”، مؤكدا أنه بما أن الجمهورية التركية تقدّم الجنسية بسخاء لرجال الأعمال الأثرياء ولاعبي كرة القدم الناجحين، فإنه يعتزم التقدم للحصول عليها. يتجذر فيغولي أكثر في تركيا، فطفله الثالث ولد في إسطنبول، وهو وجميع عائلته يتكلمون اللغة التركية بطلاقة.

وتلقى النجم الجزائري سفيان فيغولي، قائد خط وسط النادي التركي، الانتقادات الحادة من قبل جماهير الفريق التركي منذ بداية الموسم الحالي، بعدما تراجع أداؤه الفني بشكل كبير، وأصبح خيارا ثانويا للمدرب المخضرم فاتح تريم. وطالبت جماهير نادي قلعة سراي من إدارة الفريق بضرورة إيجاد حل مناسب للنجم الجزائري سفيان فيغولي، حتى يعود إلى مستواه السابق، خاصة وأنه يقدم أفضل ما لديه مع منتخب “المحاربين” في تصفيات أفريقيا المؤهلة إلى مونديال قطر 2022.

عودة مبهرة

حلم باللونين الأحمر والذهبي

لكن النجم الجزائري سفيان فيغولي استطاع العودة إلى مستواه، بعدما ساهم في فوز قلعة سراي على غازي عنتاب بهدفين مقابل لا شيء ضمن منافسات الأسبوع الـ11 من الدوري التركي الممتاز لكرة القدم بفضل تمريراته المتقنة. وحسب موقع “فوتو ماتش” التركي، فإن الجهاز الفني لنادي قلعة سراي، بقيادة المدرب المخضرم فاتح تريم، أصبح راضيا عن المستويات الكبيرة التي يقدمها النجم الجزائري، وبات من أهم الركائز الأساسية في الفريق.

وتابع أن النجم الجزائري استطاع بفضل صبره الطويل على وضعه الصعب، منذ بداية الموسم الحالي، تجاوز المحنة التي عاشها، وبخاصة أنه بات حبيس دكة البدلاء، وكان يفكر بشكل جدي بالمغادرة في سوق الانتقالات الشتوية المقبلة. وختم أن سفيان فيغولي تمكن من مصالحة جماهير قلعة سراي، التي تحبه بشكل كبير، بعدما عاد إلى سابق عهده في التألق بالملاعب بالدوري التركي الممتاز، لكنها طالبته بضرورة البقاء، وعدم التفكير نهائيا في الرحيل.

استغراب لافت

استغربت وسائل الإعلام التركية التألق المستمر للنجم العربي مع المنتخب الجزائري في كل مرة يلعب فيها معه، مقارنة بما يقدمه من مستويات مهزوزة منذ بداية الموسم الجاري مع النادي الأصفر والأحمر، عاقدة المقارنات بين الأرقام التي يحققها مع محاربي الصحراء وتلك التي سجلها مع قلعة سراي، وتسببت له في انتقادات قوية.

وكان فيغولي شارك بامتياز في تربص المنتخب الوطني الماضي، وساهم في الفوز العريض على منتخب النيجر ذهابا وإيابا في تصفيات كأس العالم، يومي الثامن والثاني عشر من أكتوبر الماضي، بمجموع 10 أهداف لهدف (6 ـ 1 ذهابا و4 ـ 0 إيابا)، ساهم خلالها نجم قلعة سراي في تسجيل هدف وصناعة هدفين آخرين، وأبرزت وسائل الإعلام التركية التألق الواضح لسفيان فيغولي مع المنتخب الجزائري مقابل فشله إلى حد الآن في تقديم مستويات مستقرة مع النادي الأصفر والأحمر، مشيرة إلى أرقامه مع الخضر خلال المباريات الثلاث الأخيرة التي كانت أحسن بكثير مما سجله مع قلعة سراي منذ بداية الموسم الجاري، ما جعل الأتراك يتساءلون عن سر هذه المفارقة الغريبة.

الجزائري سفيان فيغولي يرغب قبل أشهر قليلة من انتهاء عقده مع فريقه قلعة سراي التركي، في تمديد حلمه باللونين الأحمر والذهبي

وبالفعل نجح فيغولي في تسجيل هدفين وصناعة هدفين آخرين في 3 مباريات مع المنتخب الوطني مؤخرا (بوركينافاسو والنيجر ذهابا وإيايا)، ما عرّضه لانتقادات لاذعة من طرف الجماهير ووسائل الإعلام، مع الحديث عن قرب رحيله عن النادي خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، في وقت يشكل فيه عامل الثقة التي يضعها فيه بلماضي فارقا محوريا في المستويات التي يقدمها مع المنتخب مقارنة بكتيبة المدرب فاتح تريم.

وقال فيغولي “لن أعلن اعتزالي الدولي حتى أفوز بلقب كأس أمم أفريقيا مرة أخرى، وأساهم في وضع النجمة الثالثة على قميص منتخب الجزائر”. يذكر أن منتخب “الخضر” سبق له أن توج في مناسبتين بالمسابقة الأفريقية الأبرز للمنتخبات، وذلك في نسختي عامي 1990 و2019. وتبدو حظوظ منتخب الجزائر وافرة للغاية للحفاظ على لقبه خلال دورة الكاميرون، في ظل امتلاكه لاعبين مميزين في جميع المراكز، فضلا عن استمرار مدرب بقيمة جمال بلماضي، الذي أعاد الخضر إلى منصات التتويج.

وينافس الدوليان الجزائريان، سفيان فيغولي وسعيد بن رحمة، لاعبا غلطة سراي وواست هام، على جائزة أجمل هدف لأسبوع الأوروبا ليغ. وكشف الحساب الرسمي لأوروبا ليغ عن قائمة المرشحين لنيل هذه الجائزة، والتي ضمت اسم كل من فيغولي وبن رحمة. كما ينافس الدوليان الجزائريان على هذه الجائزة كلا من مرجيم بيريشا لاعب فنر بخشا، وميرتو أوزيني لاعب فيرن فاروس. يذكر أن سفيان فيغولي سجل هدفا عالميا في شباك لوكوموتيف موسكو، فيما بصم بن رحمة على ثنائية أمام جنيك البلجيكي. وأكد الهدف مجددا الدور الكبير لهذا اللاعب في خطط قلعة سراي، الذي كان قريبا من إبعاد النجم الجزائري عن صفوفه في نهاية الموسم الماضي وطالبه بالبحث عن فريق جديد، ولكن الرد كان قاسيا.

وشهدت منافسات الدوري الأوروبي لكرة القدم تألقا جزائريا بعد نجاح أربعة لاعبين في التسجيل وصنعهم الفارق مع أنديتهم المختلفة، ما يكشف قيمة هؤلاء النجوم الذين سيعززون صفوف منتخب الخضر في تصفيات كأس العالم. وفرض المهاجم إسلام سليماني نفسه بطلا لمباراة فريقه ليون ضد سبارتا براغ التشيكي، بعدما سجل هدفين ساعدا فريقه في اللقاء، حيث كان الهدف الأول مميزا بما أن ليون الذي غابت عنه العديد من العناصر الأساسية وجد صعوبات لفك تماسك دفاع منافسه. من جانبه، أثبت سعيد بن رحمة أن هذا الموسم مختلف كليا عن الموسم الماضي، بعدما نجح مرة أخرى في أن يكون حاسما مع فريقه ويستهام. وقاد النجم الجزائري هجوما معاكسا وأنهاه بكرة أرضية لم يقدر الحارس على التعامل معها.

18