عندما يحمل المرء معول التنوير في مجتمع يعمل فيه الأبناء من أجل إرضاء الآباء وصولا إلى إرضاء الأسلاف، فعليه أن يكون مستعدا لتحمل تحامل المتكالبين من كل صوب وحدب.

قبل سنوات تعرض كل الذين آمنوا بالتقسيم للتخوين من طرف الشعوب والقيادات الشعبوية للشعوب، لكن، هذه المرة يكفي أن يأتي القرار تحت إشراف أردوغان حتى يتم ابتلاعه من طرف الشعوب المسلمة بيسر

التطورات الجارية في المملكة العربية السعودية قد كشفت للجميع بأن خلف القشرة المشوهة لا يزال هناك الإنسان مقبورا منتظرا أن يفسح له المجال لكي يعبر عن ميله الفطري إلى الفرح والحياة. وهكذا كان.

أسلوب المساعدات الذي تنتهجه معظم الجمعيات والجماعات الدينية لا يبتغي مساعدة الفرد على الاستقلال وتحقيق الاكتفاء والخروج من دائرة الحاجة والاتكال، وإنما يكرس ثقافة التسول وتجارة الإحسان.

غلبة الطابع الانفعالي على الخطاب الديني السائد في معظم الفضائيات والمنابر الإذاعية والخطب المنبرية، مع تهييج لكل الانفعالات السلبية والغرائز البدائية من قبيل الغيرة والحمية والنصرة والغضب.

سواء حشرته الأنظمة في السجون كما الحال في سوريا، أو مكنته من الوصول إلى دواليب البلاط كما الحال في قطر، لا يتقن الإسلام السياسي شيئا آخر غير الشكوى والتظلم.

الإصرار على تأثيم الآخرين بسبب هفواتهم الطبيعية هو الوجه الآخر لتأثيم الذات نفسها. إن العنف على الآخرين "المشيطنين" لأدنى سبب أو بلا سبب هو نوع من العنف التطهيري الممارس على الذات بالذات.

الحزب الشيوعي الصيني يؤكد مرة أخرى أنه لم ينج وحسب من محرقة انهيار المعسكر الشيوعي عقب البريسترويكا وانهيار جدار برلين وإنما نجح في فرض نموذج يتحدى العالم من جديد.

يحرجنا الغلو، ويحرجنا من يحارب الغلو أكثر. نريد أن نبدو متسامحين مع من يبدلون دينهم، لكننا سرعان ما نلزمهم بأن يتستروا ويحجبوا عنا الأمر احتراما لمشاعرنا.

تكمن الأزمة في أن الإسلام كما ورثناه لم يعد قادرا على الإجابة عن تطلعات الأجيال الجديدة. والنتيجة موجة غلو في الدين تقابلها موجة خروج عن الدين.

بعض اليساريين قد بلغ بهم السخط على الإمبريالية والرأسمالية والبورجوازية والكومبرادورية مبلغا أصبحوا فيه جاهزين للتحالف مع الإسلام السياسي الذي أثبتت التجارب كلها أن لا دور له في السياسة غير تحويل الثورات إلى فتن دينية.