"سبيس إكس" وأمازون تتنافسان في توفير الإنترنت على متن الطائرات

ضغوط متزايدة على المزودين التقليديين.
الأحد 2024/12/29
إنترنت أكثر سرعة

يُعتبر توفير الإنترنت عبر الأقمار الصناعية في الطائرات من أبرز الابتكارات التكنولوجية التي أحدثت تغييرات كبيرة في صناعة الطيران خلال السنوات الأخيرة. وقد دخلت شركات تكنولوجية كبرى مثل "سبيس إكس" وأمازون في منافسة قوية لتوفير هذه الخدمة، ما يتيح للمسافرين الاستمتاع بخدمات الإنترنت أثناء الرحلات الجوية ويزيد من راحة السفر.

لندن ـ تجري مجموعة “آي إيه جي”، المالكة للخطوط الجوية البريطانية، محادثات مع “ستارلينك” التابعة لشركة “سبيس إكس” بهدف تزويد أسطول طائراتها بخدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية.

وتمثل هذه الخطوة تقدمًا كبيرًا في اعتماد الإنترنت الفضائي في قطاع الطيران العالمي، وتسلط الضوء على النمو المستمر في أعمال الإنترنت الفضائي التي تديرها “سبيس إكس”.

وتشمل مجموعة “آي إيه جي” أيضًا شركتي الطيران “إيبيريا” الإسبانية و”أير لينغوس” الإيرلندية، ولم تتخذ قرارًا نهائيًا بعد، حيث تقوم حاليًا بتقييم الخيارات المتاحة، بما في ذلك مشروع “كويبر” الناشئ من شركة أمازون.

وقالت أناليسا جيغانتي رئيسة قسم الابتكار في المجموعة، خلال مقابلة مع بلومبيرغ، “نحن نعمل بشكل مكثف مع كل من ستارلينك ومشروع كويبر، ولدينا خطط مثيرة قادمة، لكنها مؤجلة إلى العام المقبل.”

وتُشير المحادثات إلى تغييرات هامة في سوق خدمات الإنترنت على متن الطائرات، حيث تسعى شركات الطيران إلى تحسين خدمات الإنترنت على متن طائراتها. فبدلاً من الاعتماد على خدمات الإنترنت المحدودة والمكلفة، توفر الأقمار الصناعية الآن نطاقًا تردديًا واسعًا يمكنه تقديم تجربة تصفح تشبه تلك التي يحصل عليها المستخدمون على الأرض.

الأقمار الصناعية توفر الآن نطاقًا تردديًا واسعًا يمكنه تقديم تجربة تصفح تشبه تلك التي يحصل عليها المستخدمون على الأرض

وكان من المتوقع أن تطلق شركة “أمازون دوت كوم” أول أقمارها الصناعية لبث خدمة الإنترنت من الفضاء في الربع الأخير من العام الجاري، بعد أن كانت قد خططت في البداية لإطلاقها في النصف الأول من العام.

وفي تصريحات له خلال حدث افتتاح منشأة تصنيع الأقمار الصناعية التابعة لأمازون في ضواحي سياتل، قال رئيس عمليات الإنتاج ستيف ميتاير إن الشركة تهدف إلى بدء الاختبارات الأولى لزبائن شبكتها “بروجكت كويبر” في عام 2025.

وأضاف أن الخدمة التجارية ستنطلق بشكل محدود في وقت لاحق من 2025، وذلك بعد أن تكون مئات الأقمار الصناعية التابعة لأمازون قد تم نشرها في الفضاء. وكان من المتوقع أن تبدأ الخدمة في العام المقبل، بحسب ما ذكرته الشركة سابقاً.

وفي أكتوبر الماضي أطلقت أمازون نموذجين أوليين، لكنها تعمل الآن على إيقاف استخدامهما بينما تركز على تسريع الإنتاج في مصنعها في كيركلاند بواشنطن، والذي يهدف إلى إنتاج ما يصل إلى خمسة أقمار صناعية يومياً في المستقبل.

وتسعى أمازون إلى توفير خدمة الإنترنت عريضة النطاق عبر كوكبة تضم أكثر من 3000 قمر صناعي، في خطوة تهدف إلى منافسة شبكة “ستارلينك” التابعة للملياردير إيلون ماسك.

وتوفر “ستارلينك”، التي أطلقتها “سبيس إكس”، الإنترنت للملايين من الزبائن عبر شبكة تضم آلاف الأقمار الصناعية التي تدور في مدارات منخفضة حول الأرض، ما يوفر تغطية شاملة للإنترنت عالية السرعة. ومع ذلك، تواجه “ستارلينك” تحديات تتعلق بالحصول على شهادات الاعتماد اللازمة من الهيئات التنظيمية.

وأوضحت جيغانتي أن شركات الطيران الأميركية يمكنها استخدام “ستارلينك” بسهولة بعد حصولها على موافقة إدارة الطيران الفيدرالية، بينما تحتاج شركات الطيران الأوروبية إلى إجراءات إضافية للحصول على الاعتماد.

Thumbnail

وأضافت جيغانتي أن الخطوط الجوية البريطانية، على سبيل المثال، ستحتاج إلى شهادة اعتماد منفصلة لخدمة “إيبيريا” من “ستارلينك”. وقالت “نحن نحرص على التأكد من قدرتنا على تنفيذ هذه الخطط قبل الإعلان عنها.”

وبخصوص محادثات “آي إيه جي” مع “ستارلينك” رد متحدث باسم “سبيس إكس” قائلاً عبر البريد الإلكتروني “هذا غير دقيق،” دون تقديم المزيد من التفاصيل. وفي الوقت نفسه تخطط أمازون لإطلاق أول أقمار صناعية ضمن إطار مشروع “كويبر” في أوائل العام المقبل، على أن تبدأ الخدمة الفعلية بحلول نهاية عام 2025.

وفي سبتمبر الماضي أعلنت شركة “يونايتد إيرلاينز” عن صفقة مع “ستارلينك” لتوفير الإنترنت على متن طائراتها، وهو ما يُعتبر أحد أبرز الإنجازات في هذا المجال. أما على الصعيد الأوروبي فمن المتوقع أن تكون شركة “إير بالتك” أول شركة طيران في القارة تقدم خدمة “ستارلينك” على أسطولها.

وتعمل “ستارلينك” أيضًا على توسيع نطاق خدماتها للمناطق النائية والقطاع البحري، وهو ما يشكل ضغطًا على مزودي الإنترنت التقليديين مثل “فياسات” و”غوغو”. ومن جهة أخرى كانت “آي إيه جي” قد وقعت في عام 2017 صفقة مع شركة “إنمارسات” لتوفير الإنترنت على طائراتها، قبل أن تستحوذ “فياسات” على “إنمارسات” العام الماضي.

وبالرغم من التقدم الذي تحرزه “ستارلينك” يرى المحللون أن مزودي الإنترنت التقليديين سيظلون مسيطرين على السوق لعدة سنوات قادمة، بالنظر إلى أن “ستارلينك” لم تقدم حتى الآن مزايا تنافسية كافية لتتفوق بشكل كبير على منافسيها.

13