سبايس إكس تمهد لرحلات مأهولة ومنتظمة إلى الفضاء

دخل القطاع الخاص تجربة الرحلات الفضائية فكانت الرحلة ناجحة ما يمهد الطريق إلى تسريع عملية تنظيم رحلات مأهولة إلى محطة الفضاء الدولية ربما تساهم أيضا في استيطان المريخ خاصة وأن ذلك أصبح ممكنا تقنيا.
واشنطن- عاد رائدا فضاء أميركيان إلى الأرض الأحد في مركبة “سبايس أكس” بعد شهرين في محطة الفضاء الدولية، في ختام مهمة ناجحة تمهد لرحلات منتظمة مأهولة مع هذه المركبة الفضائية الجديدة لوكالة ناسا.
وقال مدير العمليات في سبايس أكس مايك هيمان لرائدي الفضاء على وقع التصفيق في غرفة التحكم “نرحب بكما على الأرض، ونشكركما لأنكما سافرتما في مركبة سبايس أكس”، ليجيبه داغ هورلي على الفور، “كان شرفا وامتيازا لنا”.
وقال مؤسس شركة سبايس أكس الملياردير إيلون ماسك بعد عودة الرائدين إلى الأرض بسلام “أنا لست متدينا جدا، لكن هذه المرة صليت”.
اقرأ أيضا:
أما مدير وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) جيم برايندستاين، فقال “لقد دخلنا اليوم التاريخ”. وتابع أنه يريد تكرار هذا النوع من الشراكة بين القطاعين العام والخاص للعودة إلى القمر مع برنامج “أرتميس”، ويطمح إلى الوصول ذات يوم إلى المريخ.
وفي أقل من ساعة، انتقل بوب بيهنكن وداغ هورلي بمركبة “كرو دراغون” من سرعة 28 ألف كيلومتر في المدار إلى سرعة 24 كيلومترا في الساعة وقت الهبوط، وقد فتحت أربع مظلات كبيرة للمساهمة في التخفيف من السرعة.
وهبطت المركبة بعد دخولها الغلاف الجوي، قبالة بينساكولا في خليج المكسيك، وهي منطقة تم اختيارها لتجنب عاصفة مدارية تضرب الشرق.
وتحركت العديد من القوارب المدنية رغم تحذيرات خفر السواحل، وكان لا بد من إبعادها قبل سحب المركبة إلى سفينة تابعة لسبايس أكس. واعترف برايدنستاين ردا على انتهاك هذا المحيط “سيتعين علينا أن نقوم بعمل أفضل في المرة المقبلة”.
وكان الرائدان دوغ هيرلي وبوب بنكن قد شاركا في حفل وداع لزملائهما الثلاثة الذين بقوا في المحطة الفضائية الدولية، قبل ساعات من رحيلهما على متن مركبة دراغون.
وقال بوب بنكين قبل ساعات من الموعد المحدد لانطلاق الكبسولة، “أصعب شيء هو أن نصبح في المدار لكن الأهم هو إعادتنا إلى منزلنا”.
وقالت الناسا في تغريدة على حسابها في تويتر “إنهما ينطلقان”، معلنة بذلك أن رائدي الفضاء بدآ رحلة العودة إلى الأرض. وأظهرت لقطات مصورة للناسا الكبسولة وهي تبتعد بطريقة سلسة عن محطة الفضاء الدولية لتنهي رحلة استمرت شهرين.
ورغم اقتراب الإعصار إساياس، قالت ناسا إن الطقس مناسب في فترة ما بعد الظهيرة الأحد، في خليج المكسيك بالقرب من بنما سيتي بولاية فلوريدا.
ومثل الهبوط الأول من نوعه على الماء لرواد فضاء منذ 45 عاما، وكانت آخر مرة أعقبت المهمة المشتركة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي عام 1975 والمعروفة باسم أبولو – سويوز.
وفي حدث آخر غير متوقع، بدأت تنبعث أبخرة سامة من خزان الوقود في المركبة ما أدى إلى تأخير عملية خروج الرائدين، لكن بعد ساعة وربع ساعة من هبوطهما، تمكن أخيرا الصديقان بوب وداغ من الخروج على نقالات ليعتادا مجددا على جاذبية الأرض.
وبدا الرائدان في حال بدنية جيدة، وعادا في طائرة هليكوبتر إلى هيوستن حيث اجتمعا مع عائلتيهما، وكان من المقرر أن يقابلا إيلون ماسك.
وقالت غوين شوتويل رئيسة شركة سبايس إكس “ليس هناك شك في أن عملية الهبوط بسلام كانت مصدر ارتياح كبير”.
وهذه الرحلة الناجحة إلى محطة الفضاء الدولية ليست الأولى التي تقدمها شركة خاصة فحسب، بل إنها تنهي الاحتكار الروسي للوصول إلى المحطة منذ أن أنهى الأميركيون برنامج مكوكاتهم الفضائية في يوليو 2011.
وستستخدم وكالة ناسا مركبة كرو دراغون لإرسال أربعة رواد فضاء في وقت واحد من بينهم ياباني في المهمة التالية في سبتمبر وفرنسي في ربيع العام 2021.
وتتحدث وكالة ناسا عن ثورة في مجال الفضاء لأن سبايس أكس مقابل ثلاثة مليارات دولار منحت لها بموجب عقد، طورت مركبة فضائية مأهولة جديدة، ووعدت بتنظيم ست رحلات ذهابا وإيابا إلى محطة الفضاء الدولية.
وقال جيم برايدنستاين “نحن ندخل حقبة جديدة من الرحلات المأهولة إلى الفضاء، بحيث لم تعد الناسا شارية ومالكة ومشغلة للمعدات، بل زبون بين العديد من الزبائن في قطاع الفضاء التجاري النشط جدا”.
وحضر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عملية الإقلاع في 30 مايو شخصيا من فلوريدا، لكنه رحب بعودة الرائدين عبر تويتر الأحد.
وأشار منافسه في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر جو بايدن، إلى أن برنامج الخصخصة هذا قد أطلقه سلفه، قائلا إنه “فخور بالدور الذي لعبته أنا والرئيس باراك أوباما”.
ومن المفترض أن تكون مركبات كرو دراغون قابلة لإعادة الاستخدام من خمس إلى عشر مرات، وتظهر النسخة التي تم استرجاعها يوم الأحد في “حال جيدة جدا”، وفقا لغوين شوتويل، وسيتم إصلاحها وفحصها في غضون أربعة أشهر تقريبا من أجل مهمة ربيع العام 2021 مع الرائد الفرنسي توما بيسكي.
وغالبا ما يقول إيلون ماسك إنه يحلم باستعمار المريخ، وليس هناك برنامج ملموس بعد، لكن غوين شوتويل قالت الأحد “مهمة كرو دراغون يجب أن ينظر إليها كنقطة انطلاق للقيام بأمور أكثر صعوبة، مثل برنامج أرتميس، وبالطبع، الذهاب إلى المريخ”.