سباليتي يعيد منتخب إيطاليا إلى المسار الصحيح

رجل المهمات الصعبة ينجز مهمته الأولى بنجاح.
الأربعاء 2023/11/22
نظرة ثاقبة

تنفست إيطاليا حاملة اللقب الصعداء وتجنبت كابوس مونديالي 2018 و2022 بتأهلها إلى نهائيات كأس أوروبا المقررة الصيف المقبل في ألمانيا، وذلك بتعادلها مع مضيفتها أوكرانيا في مدينة ليفركوزن الألمانية في الجولة الأخيرة من منافسات المجموعة الثالثة.

روما - يبدأ لوتشانو سباليتي “العمل الجدي الآن” بعدما أتّم مهمة قيادة إيطاليا إلى نهائيات كأس أوروبا المقررة الصيف المقبل في ألمانيا، وذلك بعد أشهر معدودة من استلامه المهمة خلفا لروبرتو مانشيني الذي قاد “الآتزوري” إلى اللقب القاري صيف 2021.

وتجنبت إيطاليا تكرار كابوس تصفيات مونديالي 2018 و2022 ونالت فرصة الدفاع عن لقبها القاري بتعادلها الخاطف للأنفاس أمام “مضيفتها” أوكرانيا 0 – 0 في مدينة ليفركوزن الألمانية في الجولة الأخيرة لمنافسات المجموعة الثالثة.

وكانت إيطاليا قريبة جدا من اختبار ما حصل معها في ملحق تصفيات مونديال 2022 حين أقصيت على يد مقدونيا الشمالية بهدف قاتل في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع، بعدما سقط مخايلو مودريك في المنطقة المحرمة إثر تدخل من براين كريستنانتي، لكن “في.أي.آر” لم يتدخّل ما جنّب “الآتزوري” كارثة أخرى.

وحتى أن الحارس والقائد جانلويجي دوناروما أقر بعد اللقاء بأنه “بعد مراجعتي للفيديو، كان بالإمكان منحها (ركلة الجزاء) بحسب رأيي. لكننا راضون بما حصل، لنقل إننا على ما يرام بشأن ما حصل. نحن لا نفكر به الآن بل نفكر بالاحتفال والاستمتاع بهذا التعادل المضني ضد فريق كبير”.

وضع صعب

مجموعة متجانسة
◙ مجموعة متجانسة 

وجد المنتخب الإيطالي نفسه في وضع لا يُحسد عليه مرة أخرى إذ دخل الجولتين الأخيرتين وهو في المركز الثالث بفارق ثلاث نقاط عن أوكرانيا التي لعبت مباراة أكثر منه. ونجح في الاختبار الأول عندما فك عقدة مقدونيا الشمالية بالفوز عليها 5 – 2 الجمعة لينتزع المركز الثاني من أوكرانيا بفارق المواجهة المباشرة بينهما وذلك لفوزه على أرضه 2 – 1 في الثاني عشر من سبتمبر الماضي.

وخاضت إيطاليا لقاء في ليفركوزن حيث لعبت أوكرانيا المباراة البيتية، ومصيرها بيدها إذ كانت تحتاج إلى التعادل فقط للحاق بإنجلترا وصيفتها ومتصدرة المجموعة إلى النهائيات المقررة بين الرابع عشر من يونيو والرابع عشر من يوليو المقبلين. وحقق رجال سباليتي ذلك بعد لقاء حسبت فيه الأنفاس، لاسيما في الدقائق الأخيرة التي شهدت سيطرة أوكرانيا ومطالبتها بركلة جزاء.

بالنسبة إلى المدرب الذي قاد نابولي الموسم الماضي إلى إنجاز الفوز بلقب الدوري الإيطالي لأول مرة منذ 1990، فـ”نظرا إلى ما حدث في الماضي القريب مع البطولات الأخرى (مونديال روسيا 2018 وقطر 2022)، كنا مطالبين بالتأهل وليس من السهل لعب كرة القدم عندما تشعر بالضغط. ليس من السهل الوصول (إلى مهمته الجديدة) والقيام بالخيارات الصحيحة على الفور".

♦ سباليتي أصبح رجل المواقف الصعبة، بعدما عاد إلى الواجهة كأفضل المدربين، بالنظر لما فعله مع نابولي والآتزوري

وكشف "لم أتعلم بعض الأشياء إلا بعد تولي الوظيفة، والآن أعتقد أني أعرف المزيد. جئت إلى هنا من أجل التأهل، وليس من أجل البحث عن أعذار في حال فشلنا في التأهل”، مشددا "العمل الجدي يبدأ الآن. أملك الآن فرصة بدء العمل بشكل فعلي". ورغم قراره الأولي بالابتعاد عن التدريب لعام من أجل التقاط أنفاسه بعد إنجاز قيادته نابولي إلى اللقب، عاد سباليتي عن رأيه في أغسطس بعدما عُرِضت عليه مهمة الإشراف على المنتخب الوطني خلفا لمانشيني الذي اتخذ قرارا مفاجئا بالاستقالة قبل أن يحط لاحقا في السعودية للإشراف على منتخبها.

وأفاد ابن الـ64 عاما بأنه “عندما وافقت على تولي المسؤولية، علمت أن التأهل (إلى كأس أوروبا) إلزامي”. وأدخل سباليتي تغييرات على طريقة العمل في المنتخب، بما في ذلك تطبيق يسمح للاعبين بمشاهدة محاضرات بالفيديو وتحليلات تكتيكية حتى لو لم يكونوا في مركز كوفرتشيانو الخاص بـ”الآتزوري".

ويهدف سباليتي من ذلك إلى "الاقتراب بقدر الإمكان مما يحدث في النادي. نريد أن نبقي اللاعبين على تواصل، لذلك لن أنتظر حتى مارس (موعد النافذة الدولية المقبلة)، بل سأذهب إلى مراكز التدريب وأتناول العشاء معهم وأطلب آراءهم". وخلال مبارياته الست مع المنتخب، حقق سباليتي ثلاثة انتصارات مقابل تعادلين وهزيمة كانت على يد إنجلترا 1 – 3 في "ويمبلي".

ومن تجربته حتى الآن، شدد "لدينا لاعبون رائعون في هذا المنتخب الوطني وأريد التعرف عليهم دون الضغط الناتج عن الحاجة إلى النتيجة. اللاعبون لديهم أشياء ليخبرونا بها"، كاشفا عن التوجه لاستخدام طائرة مسيرة في التمارين من أجل تسجيل ما يحصل وتحسينه تباعا.

في أمسية الاثنين على ملعب “باي أرينا” في ليفركوزن “كنا بحاجة إلى هذه النتيجة كي نعود إلى كرة القدم المهمة. وبدون كأس أوروبا، سيكون من الصعب الدخول في عملية النمو. سأطالب بأن نخوض أصعب المباريات الودية الممكنة لأن العديد من هؤلاء اللاعبين ليس لديهم الكثير من الخبرة على المستوى الأوروبي، وبالتالي متى سيتمكنون من الحصول عليها؟” إذا لم يلعبوا وديا ضد منتخبات قوية.

وبعد التأهل الشاق، بدا دوناروما متفائلا بالقول “نحن ذاهبون إلى ألمانيا من أجل الفوز” باللقب، موضحا لقناة “راي” الإيطالية “نحن سعداء جدا. بعد كل الصعوبات التي واجهناها، نحن أيضا سنكون في ألمانيا وسنذهب إلى هناك كأبطال لأوروبا من أجل الفوز، من أجل العودة إلى الوطن بشيء ما”.

المواقف الصعبة

◙ جاهزية تامة
◙ جاهزية تامة 

أصبح سباليتي رجل المواقف الصعبة مؤخرا، بعدما عاد إلى الواجهة كأحد أفضل المدربين، بالنظر لما فعله مع نابولي ثم الآتزوري. تلقى سباليتي القدر اللازم من الثناء بعد الموسم الماضي، الذي قاد فيه نابولي لتحقيق لقب الاسكوديتو لأول مرة منذ 33 عاما. تولى سباليتي المهمة في توقيت صعب، حيث لم يخض الكثير من التدريبات مع المنتخب، ورغم ذلك قاد الآتزوري في أول مباراة ضد مقدونيا الشمالية يوم التاسع من سبتمبر، ثم أوكرانيا يوم الثاني عشر من الشهر ذاته.

وحصل سباليتي على 4 نقاط من أصل 6 نقاط في أول ظهور له، بعدما تعادل مع مقدونيا وتغلب على أوكرانيا، ليصبح الفوز على الأخيرة مهما للغاية بالنظر إلى أنها المباراة التي منحت إيطاليا “التفوق في المواجهات المباشرة”.

ورغم العبء الكبير الذي وقع على عاتق سباليتي، وتوليه المهمة الفنية في أخطر وأصعب وقت ممكن قبل مباريات مصيرية بالتصفيات، إلا أنه نجح في إعادة المنتخب إلى المسار الصحيح بقيادة الآتزوري إلى أمم أوروبا. فخلال 6 مباريات قاد فيها منتخب إيطاليا، حقق سباليتي 3 انتصارات ضد أوكرانيا ومالطا ومقدونيا الشمالية، بينما خسر لقاء ضد إنجلترا، وتعادل مرتين (أوكرانيا ومقدونيا)، ليحصد 11 من 18 نقطة ويتأهل كثاني المجموعة.

17