سباليتي يرفع سقف طموحات نابولي في الدوري الإيطالي

يعود مدرّب نابولي لوتشانو سباليتي إلى أرض فريقه السابق روما، أين يأمل في تحقيق فوزه السابع على التوالي في المرحلة الـ11 من الدوري الإيطالي والحفاظ على الصدارة أمام مطارده أتالانتا الذي يخوض اختبارا صعبا أمام ضيفه لاتسيو الخامس. ويشهد الدوري الإيطالي منافسة قوية في بداية الموسم، حيث يبتعد نابولي (26 نقطة) بفارق خمس نقاط فقط عن أودينيزي السادس.
روما – يعيش فريقه نابولي فترة رائعة بتصدره “سيري أ” من دون خسارة بفارق نقطتين عن أتالانتا، كما ضمن تأهله إلى دور الـ16 في دوري أبطال أوروبا قبل جولتين من انتهاء دور المجموعات ولم يخسر بمختلف المسابقات. ويحلم نابولي بلقب ثالث في تاريخه وأول منذ 1990، عندما كان يلمع في صفوفه الأسطورة الأرجنتينية الراحلة دييغو مارادونا.
ولا تخضع طريقة لعب نابولي إلى أي نوع من القيود على غرار روما قبل 15 عاما، عندما كان سباليتي يشرف على فريق العاصمة. وبرع الرمز فرانتشيسكو توتي آنذاك، وقاد “غالوروسي” إلى لقب الكأس مرتين وكان على وشك التتويج بالدوري أمام إنتر. وأشرف سباليتي (63 عاما) أوّلا على روما بين 2005 و2009، بعد قيادته أودينيزي إلى دوري أبطال أوروبا، وذلك بعد إقالة روما 4 مدربين واقترابه من الهبوط إلى الدرجة الثانية.
وخلق دورا جديدا لتوتي ما خوّله إحراز الحذاء الذهبي لأفضل هداف أوروبي عام 2007، واعتمد مركز “الرقم 9 الكاذب”، على غرار ما قام به المدرب بيب غوارديولا في برشلونة مع النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي. وقال قلب الدفاع الفرنسي السابق فيليب مكسيس لصحيفة “لا غازيتا ديلو سبورت” عن الوقت الذي أمضاه في روما تحت إشراف سباليتي “هو أحد أفضل المدرّبين الذين لعبت تحت إدارتهم في مسيرتي، إذا لم يكن الأفضل”.
تحول مفاجئ
وتابع “يغرس العزيمة فيك، لديه شخصية. يتمكّن دائما من الحصول على أفضل ما في لاعبيه”. لكن في نهاية المطاف، وضعت علاقته السيئة بتوتي حدا لمشواره مع روما. فوضى توتي عاد سباليتي في يناير 2016 للحلول بدلا من الفرنسي المقال رودي غارسيا، فقلب الأمور رأسا على عقب مؤهلا روما إلى دوري الأبطال.
لكن عندما اشتكى توتي علنا لعدم مشاركته أساسيا، استبعده سباليتي عن التشكيلة، ما أثار غضب المشجعين المتعلقين بأيقونتهم. وفي الموسم التالي، حصد الفريق مع المهاجم البوسني إدين دجيكو والنجم المصري محمد صلاح، مسجلي 39 هدفا، رقما قياسيا من النقاط في تاريخه (87)، بفارق 4 نقاط عن يوفنتوس البطل. لكن مع اقتراب اعتزال توتي واستمرار المشكلات بينهما، وقفت الجماهير نهائيا مع الأول، مطلقة صافرات الاستهجان بحق سباليتي قبل المباراة الأخيرة لنجمها والتي ضمنت التأهل إلى دوري الأبطال.
وفي كل مرّة كان يعود فيها إلى الملعب الأولمبي، مع إنتر أو نابولي، كان سباليتي يتعرّض لمضايقات، لكن هذه المرة مع نابولي سيكون مرشحا قويا لخطف الفوز رغم احتلال روما المركز الرابع بفارق 4 نقاط فقط عن الصدارة، وسيحاول الاستفادة من إصابة نجم فريق العاصمة الأرجنتيني باولو ديبالا.
ويأمل الفريق الجنوبي في استعادة لاعب الوسط الكاميروني أندريه-فرانك زامبو انجيسا، لتعافيه أسرع من المتوقع، بعد إصابته بفخذه خلال الفوز الأخير على أياكس أمستردام الهولندي في دوري الأبطال، حيث حقق 4 انتصارات كاملة، وهو الوحيد حقق هذا الإنجاز حتى الآن مع بايرن ميونخ الألماني. ويعوّل نابولي على تشكيلة متألقة عاد إليها أخيرا، هدافه النيجيري فيكتور أوسيمين بعد غياب شهر بسبب إصابة في فخذه، فكان حاسما في الانتصارين الأخيرين على أياكس وبولونيا. وفي غياب أوسيمين (23 عاما) لعب جاكومو راسبادوري، المعار من ساسوولو، أساسيا في تشكيلة “بارتينوبي”.
مهمة صعبة
قبل موقعة روما، يزور فريق العاصمة الآخر لاتسيو وصيف الترتيب أتالانتا، الذي لم يخسر بعد على غرار نابولي، لكن من دون هدافه المخضرم تشيرو إيموبيلي. وأكّد لاتسيو، إصابة إيموبيلي بفخذه وأنه لن يعود على الأرجح قبل 2023.
وتتركّز الأنظار على مباراة مونزا الذي يرأسه رئيس الحكومة السابق سيلفيو برلوسكوني وضيفه ميلان الذي يتولى رئاسته الملياردير السابق لـ3 عقود زاخرة بالألقاب. وفاز الصاعد مونزا 3 مرات في آخر 4 مباريات، ما أبعده عن منطقة الهبوط ليحتل المركز الرابع عشر، فيما ينتشي ميلان، حامل اللقب، من 3 انتصارات متتالية وضعته في المركز الثالث بفارق 3 نقاط عن نابولي. وتفتتح المرحلة اليوم الجمعة بمواجهة يوفنتوس وضيفه إمبولي، حيث يبحث الأول الذي يحتل المركز الثامن عن الاستقرار وتحقيق فوزين على التوالي للمرة الأولى هذا الموسم.
وفي سياق آخر عاود المهاجم الدولي البلجيكي روميلو لوكاكو الغائب عن الملاعب منذ نهاية أغسطس جراء إصابة في فخذه، التمارين الجماعية مع إنتر الإيطالي، وذلك قبيل حوالي شهر من انطلاق مونديال قطر لكرة القدم. ومن المرجّح أن يجلس الهداف التاريخي لمنتخب “الشياطين الحمر” (68 هدفاً في 102 مباراتين) على مقاعد بدلاء “نيراتزوري” يوم غد السبت في رحلته إلى فلورنسا، لمواجهة فيورنتينا ضمن إطار منافسات المرحلة الـ11 من الدوري.
غير أن الاستحقاق الأهم للمهاجم ابن الـ29 عاما يبقى مباراة إنتر أمام فيكتوريا بلزن التشيكي الأربعاء ضمن الجولة الخامسة من دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا، حيث بإمكان النادي الإيطالي حجز مقعده للدور ثمن النهائي في حال فوزه على أرضه. ويحتل إنتر صاحب المركز السابع في “سيري أ” المركز الثاني في المجموعة الثالثة في المسابقة القارية الأم برصيد 7 نقاط متأخرا بفارق 5 نقاط عن بايرن ميونخ الألماني المتصدر، علما وأنه كان وضع قدما في الدور التالي بفوزه في ملعبه “جوزيبي مياتسا” على برشلونة الإسباني 1-0 ذهابا وتعادله 3-3 إيابا في كامب نو.
وتعود آخر مباراة للبلجيكي لوكاكو خلال الخسارة على أرض لاتسيو 1-3 في 26 أغسطس. ورحّب المنتخب البلجيكي بخبر عودة مهاجمه إلى المستطيل الأخضر، ضمن استعداداته للعرس الكروي العالمي في قطر، حيث أوقعت القرعة بلجيكا في المجموعة السادسة إلى جانب كل من كندا والمغرب وكرواتيا.