سباقات فورمولا واحد بين القوانين المبهمة والقرارات العشوائية

قوانين هذه الرياضة لا تزال غير مفهومة وخير دليل على ذلك ما حصل في سباق جائزة اليابان الكبرى على حلبة سوزوكا.
الثلاثاء 2022/10/11
ثقافة التتويجات لا تتوقف

طوكيو - باتت رياضة الفورمولا واحد تحظى بشعبية هائلة بفضل سلسلة درايف تو سرفايف على منصة نتفليكس، لكن قوانين هذه الرياضة لا تزال غير مفهومة بالنسبة إلى العديد من متابعيها، وخير دليل على ذلك ما حصل في سباق جائزة اليابان الكبرى على حلبة سوزوكا.

لماذا تعقيد الأمور عندما يمكن تبسيطها؟ مرّة جديدة كانت قوانين فورمولا واحد مبهمة، لدى تتويج سائق ريد بول الهولندي ماكس فيرستابن بطلا للعالم للعام الثاني على التوالي. فعلى مدى دقائق عديدة، لم يكن الفائز بالمركز الأوّل في السباق الياباني واثقا ممّا إذا كان قد توج بطلا للعالم أم لا، وقال “هل أنا بطل أم لا؟”، وهي المرة الثانية التي يُتوّج فيها السائق الهولندي في أجواء أثارت جدلا، بعد إحرازه باكورة ألقابه في السباق الأخير من الموسم الماضي على حلبة ياس مارينا في أبو ظبي في الأمتار الأخيرة منه بسبب الغموض في القوانين.

كان الغموض هذه المرّة يتعلق بقاعدة كيفية احتساب النقاط في حال تعليق السباق. هذه القاعدة عُدّلت بعد السباق “المهزلة” لحلبة سبا فرانكورشان في جائزة بلجيكا الكبرى العام الماضي، حيث مُنحت نصف نقاط السباق لفيرستابن وليس كاملها بعد أن أجريت لفتان فقط من السباق وراء سيارة الأمان تحت الأمطار الغزيرة. أما الآن، فيتعيّن خوض لفتين من دون سيارة الأمان لمنح النقاط. ثم كلما زادت المسافة المقطوعة على الحلبة، يزداد معها معدل النقاط مع عتبة 25 في المئة و50 في المئة و75 في المئة من المسافة الأصلية (عندما يتم تجاوز العتبة الأخيرة، يُعتمد الجدول الطبيعي للنقاط).

على سبيل المثال وفي سباق الأحد، تم اجتياز 28 لفة من أصل 53 أي نحو 53 في المئة من المسافة المقررة أصلا، وبالتالي مُنحت النقاط كاملة ما سمح لفيرستابن بالتتويج بطلا للعالم للمرة الثانية. لماذا؟ لأن القانون يتحدث عن سباق “مُعلّق” لا يمكن إكماله، لكن الأمر لا ينطبق على السباق الياباني الذي استكمل، وبالتالي فإن الشياطين تكمن في التفاصيل.

قوانين هذه الرياضة

ووصف فيرستابن الموقف الذي وجد نفسه فيه بـ”المرح”، وقال “الهدف كان الفوز في السباق، لكن عندما اجتزت خط الوصول لم أكن أدري إذا كنت سأحصل على علامات كاملة، نصف النقاط أو 75 في المئة منها”. حتى الفرق اعتبرت أن مقياس احتساب النقاط سيكون 50 في المئة من السباق أي 19 نقطة للفائز وليس 25 ما كان سيؤخر تتويج فيرستابن بطلا. وأكد مدير ريد بول كريستيان هورنر أنه “تفاجأ إيجابا” (بقرار تتويج فيرستابن)، لكنه أشار إلى أن القرار الذي تم تغييره بعد سباق جائزة بلجيكا الكبرى يُعتبر “غلطة، لأن المشكلة لم تحل”.

بالإضافة إلى ذلك، فإن معظم السائقين في سباق اليابان لم يكونوا على دراية ما إذا كانوا يخوضون اللفة الأخيرة من عدمها، ذلك لأن السباق يجب أن ينتهي بحد أقصى بعد مرور 3 ساعات على بدايته، وبالتالي يجب الاعتماد على التوقيت وليس على عدد اللفات. نقطة جدلية أخرى هي العقوبة التي حصل عليها سائق فيراري شارل لوكلير من موناكو. فقد عوقب لوكلير بحسم 5 ثوان من توقيته بعد أن قام بحركة غير مشروعة للمحافظة على تقدمه على سائق ريد بول الأخير المكسيكي سيرجيو بيريس، فتراجع بسببها من المركز الثاني إلى الثالث.

وأعرب مدير فيراري ماتيا بينوتو أنه تفاجأ جدا، ومحبط جدا من الطريقة التي عوقب بها لوكلير والتي جاءت بعد دقائق قليلة من انتهاء السباق وقال في هذا الصدد “في سباق سنغافورة الأخير، حيث كانت تتبقى الكثير من اللفات (بشأن إنزال عقوبة ببيريس)، وحتى بعد السباق استمعوا إلى السائقين قبل اتخاذ القرار، أما الأحد، فاحتاج الأمر إلى بضع ثوان”.

كل هذا الجدال، يذكّر بسباق أبوظبي الموسم الماضي، فبعد صراع حامي الوطيس بين البريطاني لويس هاميلتون الساعي إلى الانفراد بالرقم القياسي في عدد الألقاب وفيرستابن الذي كان يمني النفس بإحراز باكورة ألقابه، حسم اللقب بتدخل من إدارة السباق. من دون تطبيق القانون بحذافيره، قرر مدير السباق حينها مايكل ماسي الذي استبعد من الاتحاد الدولي للسيارات (فيا) بسبب ذلك، استكمال السباق بعد دخول سيارة الأمان. لم يكن هاميلتون المتصدر حينها قد قام بتغيير إطار سيارته خلافا لفيرستابن الذي تمكن من تجاوزه ليحسم اللقب في صالحه.

19