ساوثغيت يضع إنجلترا أمام فرصة إحراز ثاني ألقابها الكبرى

لوف ينهي رحلته مع المانشافت بخيبة أمل.
الخميس 2021/07/01
بداية ونهاية

تمكنت إنجلترا أخيرا من فك عقدتها الألمانية وبلغت ربع نهائي كأس أوروبا بفوزها على المانشافت على ملعب ويمبلي في لندن أمام قرابة 40 ألف متفرج. ويلتقي المنتخب الإنجليزي الذي حافظ على شباكه نظيفة في مبارياته الأربع الأولى في بطولة كبرى منذ مونديال 1966، في ربع النهائي السبت في روما مع أوكرانيا التي أكملت مغامرتها وأقصت السويد.

لندن – حثّ المدرب غاريث ساوثغيت لاعبي منتخب إنجلترا على اغتنام الفرصة للفوز بكأس أوروبا لكرة القدم بعد الفوز التاريخي على ألمانيا 2 – 0 في ثمن النهائي.

ومع التخلص من كابوس ألمانيا في البطولات الكبرى، تملك إنجلترا فرصة ذهبية لإحراز ثاني ألقابها الكبرى بعد مونديال 1966 على أرضها.

وشكّل فوز إنجلترا على ألمانيا في ملعب ويمبلي بهدفين متأخرين من رحيم سترلينغ والقائد هاري كاين، لحظة سعادة كبرى للإنجليز بعد سنوات من الانحناء أمام ناسيونال مانشافات.

وودّع الإنجليز نهائيات كأس العالم أعوام 1970 من ربع النهائي و1990 من نصف النهائي و2010 من ثمن النهائي على يد الألمان، كما ودّعوا البطولة الأخيرة التي استضافوها على أرضهم عام 1996 في كأس أوروبا من نصف النهائي على يد الغريم التاريخي الذي توّج لاحقاً بلقبه الثالث والأخير في البطولة القارية.

وفيما هتفت الجماهير “كرة القدم تعود إلى وطنها” احتفالا بفوز طال انتظاره على ألمانيا، يدرك ساوثغيت أن هذا الفوز لن يعني الكثير إذا ما ارتبط بتتويج أوّل في البطولة القارية.

وشرح ساوثغيت جانبا من خطته لمواجهة ألمانيا “واجهنا فريقا أحرز لقب المونديال أربع مرات، ومدربا يملك مسيرة لا تصدّق (…) أحترم كل ما قدّمه. مع خبرتها، أدركنا أن ألمانيا ستفرض طريقة لعبها في بعض فترات المباراة وأن توني كروس وماتس هوملس سينظمان اللعب ويجب أن نتحلى بالصبر”.

مسار إنجلترا نحو النهائي يبدو سهلا إذ تلتقي السبت أوكرانيا، وفي حال فوزها تلاقي الفائز بين الدنمارك وتشيكيا

وتابع “ما يرضيني أننا لعبنا بشغف وبقلوبنا، لكننا لعبنا أيضا بعقولنا (…) وجدنا توازنا بين الشجاعة مع الكرة أو الاحتفاظ بها في ملعبنا”. ويبدو مسار إنجلترا نحو النهائي سهلا نسبيا، إذ تلتقي السبت أوكرانيا التي أزاحت السويد 2 – 1 بعد التمديد، وبحال فوزها في ربع النهائي في روما تلاقي الفائز بين الدنمارك وتشيكيا في ويمبلي مجددا. وتحدث ساوثغيت عن 40 ألف متفرج في الملعب “كانت الطاقة هائلة في المدرجات”.

الشباك النظيفة

تأمل إنجلترا في تلافي ما حصل مها خلال مونديال 2018 عندما تخطت السويد في ربع النهائي قبل أن تسقط ضد كرواتيا في المربع الأخير. ويعتقد ساوثغيت أن التجربة المؤلمة في روسيا قبل ثلاث سنوات علمت إنجلترا درسا قيما بقوله “وصلوا إلى الأدوار الأخيرة قبل ذلك، يعرفون مدى صعوبة الأمر، لذا فإن أقدامهم على الأرض”.

وتابع “يجب أن يكونوا واثقين من الطريقة التي لعبوا بها وطريقة الأداء (…) لكن بالطبع جئنا إلى هنا بنية معينة، ولم ندركها بعد”.

وأكد سترلينغ المتألق على الأداء في هذه البطولة مع ثلاثة أهداف حتى الآن قائلا “عرفنا أنه يجب تقديم أداء كبير أمام فريق جيد جدا، وقد نجحنا بذلك اليوم”. وتابع “احتفلت بالهدف ثم لنصف ثانية اعتقدت أنه قد يكون تسللا. أنا سعيد لتأكيده وتحقيق الفوز”. وفي حال نجحت إنجلترا في فك نحس لازمها منذ 1966 عندما تغلبت على ألمانيا الغربية 4 – 2 بعد التمديد، ستدين بشكل كبير لخط دفاعها الذي لم تهتز شباكه بعد.  وأصبحت ثاني فريق في تاريخ كأس أوروبا لا تهتز شباكه في المباريات الأربع الأولى من البطولة. أما المرة الوحيدة التي نجحت فيها إنجلترا بهذه السيطرة الدفاعية فكانت في مونديال 1966.

نهاية القصة

Thumbnail

عصري ولكنه محافظ بشكل شيطاني، عبقري ولكنه عنيد، هكذا يوصف يواخيم لوف الذي ترك منصبه بعد خمسة عشر عامًا على رأس الإدارة الفنية للمنتخب الألماني بخروج مخيب من الدور ثمن النهائي لكأس أوروبا، تاركًا صورة رجل لم يتمكن على الأرجح من استعادة أيامه الخالدة مع المانشافت.

قوّته ونقطة ضعفه تحدّث عنهما أحد مساعديه المقربين خلال المشاركة الكارثية في نهائيات كأس العالم في روسيا بقوله “يوغي يرى نفسه مدربًا بطلا للعالم ويعيش في عالمه الخاص”.

وسيتذكر التاريخ لقبه العالمي عام 2014 في البرازيل، والذي أوصله إلى قمة الشهرة في بلاده، ولكن أيضا السجل السيء في نهاية عهده بعد الإقصاء المهين من الدور الأول لمونديال روسيا 2018.

وترك لوف المنصب لمساعده السابق هانزي فليك الذي صنع لنفسه اسما بفوزه بثلاثية تاريخية (الدوري والكأس المحليان ودوري أبطال أوروبا) مع بايرن ميونخ في عام 2020. ومنذ فترة طويلة لم يعد المدرب البالغ من العمر 61 عامًا يحظى بالإجماع في بلاده. وطالب نجوم كرة القدم الألمانية السابقون مرارا وتكرارا باستقالته على مدى السنوات الثلاث الماضية، لكن دون جدوى.

وعيِّن لوف مدربا للمانشافت في عام 2006 بعد نهائيات كأس العالم في ألمانيا ليكون رائدًا في استخدام الإحصائيات والإعلاميات لإدارة الشكل البدني للاعبيه ولتحليل أسلوب اللعب. وقاد المنتخب إلى المربع الذهبي للبطولات الخمس الكبرى التالية؛ من كأس أوروبا 2008 إلى كأس أوروبا 2016، بلغ الذروة باللقب الأغلى في 2014 في البرازيل (1 – 0 في المباراة النهائية على حساب الأرجنتين).

لكن كأس العالم 2014 ستبقى لقبه الكبير والأغلى (توج أيضا بكأس القارات 2017) في مسيرته التدريبية. كما سيبقى للوف مكان في دفتر السجلات القياسية لأنه قاد المانشافت في 198 مباراة، وهو رقم من المحتمل أن يستمر لفترة طويلة جدًا، خمسة عشر عامًا على الأقل.

23