زوكربيرغ يطمئن موظفيه: واتساب وماسنجر سيزيدان مبيعات الشركة

بعد تسريح الموظفين يصبح فيسبوك وإنستغرام خارج اهتمامات ميتا.
الأحد 2022/11/20
لا بد من الخروج بشركة أقوى

يحاول مارك زوكربيرغ تعبيد الطريق الطويل لخططه للميتافيرس، لاسيما بعد إعلانه عن أول عملية تسريح جماعي للعمال بشركة ميتا بلاتفورمز، حيث يعمل على تهدئة خوف الموظفين وإطفاء سخط المستثمرين في الآن ذاته، معولا في كل ذلك على تطبيقي المراسلة واتساب وماسنجر.

كاليفورنيا (الولايات المتحدة) – اجتمع مارك زوكربيرغ الرئيس التنفيذي لشركة “ميتا بلاتفورمز” بالموظفين لطمأنتهم، وذلك بعد أسبوع من إعلانه عن أول تسريح جماعي للعمال سيشمل التخلي عن 11 ألف عامل، بالإضافة إلى الكشف عن تراجع في أرباح الشركة.

وقال زوكربيرغ للموظفين في محاولة لتهدئة المخاوف بشأن الشؤون المالية للشركة إن واتساب وماسنجر سيقودان الموجة التالية من نمو مبيعات الشركة.

ووصف زوكربيرغ خلال الاجتماع تطبيقي المراسلة واتساب وماسنجر بأنهما سيتمكنان “في وقت مبكر جدا من تحقيق الدخل” مقارنة بعملاقي الإعلانات فيسبوك وإنستغرام.

مارك زوكربيرغ: نعمل على تحقيق الدخل من واتساب وماسنجر بشكل أكبر
مارك زوكربيرغ: نعمل على تحقيق الدخل من واتساب وماسنجر بشكل أكبر

وتمكن ميتا بعض المستهلكين من التحدث والتعامل مع التجار من خلال تطبيقات الدردشة واتساب وماسنجر، بما في ذلك ميزة جديدة تم الإعلان عنها يوم الخميس الماضي في البرازيل.

وأضاف زوكربيرغ “نتحدث كثيرًا عن الفرص طويلة المدى جدًا مثل ميتافيرس، ولكن الحقيقة هي أن تطبيقات الرسائل التجارية من المحتمل أن تكون الركيزة الرئيسية التالية لأعمالنا حيث نعمل على تحقيق الدخل من واتساب وماسنجر بشكل أكبر”.

ويعد الرئيس التنفيذي لشركة ميتا من بين العديد من كبار المديرين التنفيذيين الأميركيين الذين دقوا ناقوس الخطر هذا العام بشأن الركود الكبير الذي يشهده قطاع التكنولوجيا حاليا، حيث أعلنت شركات عملاقة عن تسريح موظفيها من بينها أمازون وتويتر.

وتحولت الطفرة التي نتجت عن جائحة كورونا، والتي عززت شركات التكنولوجيا وتقييماتها، إلى ركود هذا العام في مواجهة أعلى معدل تضخم منذ عقود وأسعار الفائدة التي يجري رفعها على نحو متسارع.

وأظهرت العديد من الشركات التكنولوجيا العملاقة بما فيها أمازون توقعات بأن يحدث تباطؤ في نمو مبيعاتها لاسيما في موسم العطلات المربح عادة.

وأعلنت شركة ميتا الأربعاء الماضي أنها ستستغني عن 13 في المئة من قوتها العاملة، أو أكثر من 11 ألف موظف، في واحدة من أكبر عمليات التسريح هذا العام إذ تكافح الشركة للتعامل مع ارتفاع التكاليف وضعف سوق الإعلانات.

أندرو بوسورث: نظارات الواقع المعزز يجب أن تكون أكثر فائدة من الهواتف لجذب العملاء
أندرو بوسورث: نظارات الواقع المعزز يجب أن تكون أكثر فائدة من الهواتف لجذب العملاء

وقال الرئيس التنفيذي للشركة في رسالة إلى الموظفين حينها “أريد أن أتحمل مسؤولية هذه القرارات وكيف وصلنا إلى هنا.. أعلم أن هذا صعب على الجميع، وأنا آسف بشكل خاص لمن تأثر” بهذه القرارات.

وأضاف أنه كان يتوقع استمرار الطفرة في التجارة الإلكترونية والنشاط عبر الإنترنت خلال جائحة كورونا، موضحا “لكنني أخطأت في تقديري، وأنا أتحمل مسؤولية ذلك”.

وتابع “لم يقتصر الأمر على عودة التجارة عبر الإنترنت إلى الاتجاهات السابقة، ولكن الانكماش الاقتصادي الكلي وزيادة المنافسة والمؤشر على خسارة الإعلانات تسببت في انخفاض عائداتنا كثيرا عما كنت أتوقعه”.

وسبق هذا القرار إعلان ميتا أواخر أكتوبر الماضي أن إيراداتها انخفضت للربع الثاني على التوالي، حيث تلقت ضربة من انخفاض إيرادات الإعلانات.

وتراجعت أرباح الشركة إلى 4.4 مليار دولار في الربع الثالث من العام، مقارنة بـ9.2 مليار دولار للفترة نفسها من العام الماضي.

وبدا زوكربيرغ متفائلا رغم ذلك حيث أكد “في حين أننا نواجه تحديات على المدى القريب بشأن الإيرادات، فإن الأساسيات موجودة للعودة إلى نمو أقوى في الإيرادات. نحن نقترب من عام 2023 مع التركيز على تحديد الأولويات والكفاءة التي ستساعدنا على التنقل في البيئة الحالية والخروج بشركة أقوى”.

غراف

وتعكس تعليقات زوكربيرغ تحولا في النبرة والتركيز بشدة على استثمارات أجهزة وبرامج الواقع الافتراضي منذ الإعلان عن طموح طويل الأجل لبناء الميتافيرس (الواقع الافتراضي) العام الماضي.

ومع ذلك شكك المستثمرون في الحكمة من قراراته، إذ عانت شركة ميتا الإعلانية الأساسية هذا العام من انخفاض أسعار أسهمها بأكثر من النصف.

وقلل زوكربيرغ خلال اجتماعه بالموظفين من مقدار ما تنفقه الشركة في “رياليتي لابس”، الوحدة التابعة لميتا المسؤولة عن إدارة ميتافيرس.

وقال إن الموظفين كانوا أكبر نفقات ميتا، تليها النفقات الرأسمالية، التي ذهب الجزء الأكبر منها إلى البنية التحتية لدعم مجموعة تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بها.

وأضاف أن حوالي 20 في المئة من ميزانية ميتا كانت تذهب إلى رياليتي لابس.

وأشار إلى أن الوحدة كانت تنفق أكثر من نصف ميزانيتها داخل رياليتي لابس على الواقع المعزز، مع استمرار العمل على ظهور منتجات النظارات الذكية “على مدى السنوات القليلة المقبلة” وبعض نظارات الواقع المعزز “الرائعة حقًا” في وقت لاحق من هذا العقد.

اقرأ أيضا: مطرود من فيسبوك أو تويتر جاغوار ترحب بك
اقرأ أيضا: مطرود من فيسبوك أو تويتر جاغوار ترحب بك

وتابع “هذا من بعض النواحي هو العمل الأكثر تحديًا (…) لكنني أعتقد أيضًا أنه من المقرر أن يكون الجزء الأكثر قيمة من العمل بمرور الوقت”.

وتم تخصيص حوالي 40 في المئة من ميزانية رياليتي لابس للواقع الافتراضي، بينما تم إنفاق حوالي 10 في المئة على منصات اجتماعية مستقبلية مثل منصة “هورايزون” و”ورلدز” للواقع الافتراضي.

وكانت ميتا أعلنت أنها ستبدأ تجريب أدوات تجارية لبيع أصول وخدمات رقمية من خلال منصتها الاجتماعية “هورايزن وورلدز” المعتمدة على الواقع الافتراضي، وهي جزء أساسي من خطتها لعالم ميتافيرس.

وقال أندرو بوسورث كبير مسؤولي التكنولوجيا، الذي يدير رياليتي لابس، إن نظارات الواقع المعزز يجب أن تكون أكثر فائدة من الهواتف المحمولة لجذب العملاء المحتملين وتلبية معيار أعلى للجاذبية.

وأضاف بوسورث أنه كان حذرًا من تطوير “تطبيقات صناعية” للأجهزة، واصفًا ذلك بـ”مجال تخصص”، وأراد أن يظل مركزًا على البناء لجمهور عريض.

ويتوقع زوكربيرغ أن ميتافيرس، وهو عالم رقمي غامر، سيحل في النهاية محل الهواتف الذكية باعتباره الطريقة الأساسية لاستخدام الناس للتكنولوجيا.

ومع ذلك تثير ميتا قلق المستثمرين من خلال ضخ أكثر من 10 مليارات دولار سنويا في ميتافيرس لأنها تحول تركيزها بعيدا عن وسائل التواصل الاجتماعي.

Thumbnail
15