زوبعة الحكام تطل من جديد في الدوري المصري

القاهرة - ليس غريبا أن يتخذ أي فريق قرارا بالانسحاب من مباراة، بدافع غضبه على سوء التحكيم أو سلوك الجماهير، لكن الغريب أن يتخذ فريق قرار الانسحاب من بطولة بأكملها، اعتراضا على سوء التحكيم في مباراة لم يكن طرفا فيها. أعلن منصور – المثير للجدل دائما – عدم لعب مباراة فريقه أمام إنبي، الأربعاء، ضمن منافسات الأسبوع ذاته، لكن الطريف في الأمر، الذي يظهر تناقضات رئيس الزمالك، أنه في الوقت الذي تعالى فيه صوت رئيس النادي بالانسحاب، قبل أن يتراجع، كانت الأمور داخل فريق الكرة تشير إلى خوض المباراة أمس. دخل الفريق تحت قيادة محمد حلمي المدير الفني معسكر الإعداد للمباراة، رغم تصريحات رئيس النادي، فضلا عما نشرته الصحف المصرية، صباح الأربعاء، وأشارت إلى إقامة المباراة في موعدها.
كان من الطبيعي تراجع الزمالك عن قراره الذي يكبد النادي خسائر فادحة، حيث تنص اللوائح على إيقاع غرامة مادية على النادي المنسحب من أي مباراة، قدرها 200 ألف جنيه (نحو 20 ألف دولار)، أما في حالة الانسحاب من المسابقة فيغرم النادي بـ400 ألف جنيه (ما يوازي 40 ألف دولار)، وهبوطه إلى الدرجة الرابعة.
اتهم رئيس الزمالك لجنة الحكام في اتحاد كرة القدم، والتي يترأسها الحكم الدولي السابق، جمال الغندور، بأنها تعمل لصالح الأهلي فقط، من أجل منحه اللقب، وقال إن الغندور نفسه لم يصلح لإدارة اللجنة، وعلق ساخرا “إن اتحاد الكرة لابد أن يقيم بطولة دوري خاصة بفريق الأهلي، وبطولة للأندية الأخرى”، وقال أيضا “إنه سيقوم بإيصال درع الدوري إلى مقر النادي الأهلي، ولا داعي لاستكمال المسابقة”.
لجنة الحكام تعرضت لهجوم عنيف الموسم الجاري، وعادة ما يكون الأهلي طرفا في هذا الهجوم، وادعاء أن منظومة الكرة المصرية تعمل لصالحه
كادت المباراة تلغى لعدم قانونيتها، بعد سقوط إثنين آخرين من لاعبي”المقاولون” بسبب الإجهاد، وتواجد سبعة لاعبين فقط في الملعب، ما يعني انعدام تكافؤ الفرص، إلا أنه بعد توقف دام نحو ثماني دقائق عاد لاعبو “المقاولون” إلى الملعب، واستكملت المباراة.
تعرضت لجنة الحكام لهجوم عنيف الموسم الجاري، وعادة ما يكون الأهلي طرفا في هذا الهجوم، وادعاء أن منظومة الكرة المصرية تعمل لصالحه. أكد جمال الغندور لـ”العرب” أن قرارات حكم مباراة الأهلي و”المقاولون” صحيحة، وتساءل: كيف يطالبون حكم المباراة بتطبيق روح القانون، بعد أن تطاول عليه لاعب “المقاولون” بالسب بألفاظ نابية؟
قرار الانسحاب الذي أعلنه رئيس الزمالك لم يكن الأول من نوعه في تاريخ النادي، حيث شهدت مسابقة الدوري تهديده بالانسحاب في موسم (1995-1996) اعتراضا على هدف حسام حسن، مهاجم الأهلي في ذلك الوقت، بداعي التسلل، ورفض الفريق استكمال الدقائق المتبقية من المباراة. وقبلها وفي موسم (1994-1995) انسحب الزمالك فعليا وغادر أرض الملعب، اعتراضا على طرد لاعب وسط الزمالك، أيمن عبدالعزيز، من قبل الحكم الفرنسي باتا، بعد خمس دقائق فقط من انطلاق المباراة.
أيضا، شهد الموسم الحالي التهديد بالانسحاب من الدوري، وهو ما أعلنه مرتضى منصور عقب هزيمة فريقه أمام طلائع الجيش، في الأسبوع التاسع من عمر المسابقة، وأعلن منصور وقتها أن الزمالك يتعرض لمؤامرة من اتحاد الكرة.