الألم إذا ما حل في جسد أو نفس يغدو ملازما للتوجس والانسحاب والتقهقر.. وتغدو مساحة التحرك خارج الجسد والنفس مقتصرة على المنطقة الآمنة التي يرسم حدودها ذلك الوجع المسبق واستباق التفاصيل.

لن يكون عندي ما يكفي من الوقت لأُبدده في انتقاد نفسي وانتقاد الآخرين.. فاهتمامي الحقيقي منصب على ما يمكن أن تكون عليه حياتي الآن.. وكيف لي أن أحياها بحب وسعادة.

لم يكن من المجدي بالنسبة لي أن أخرج من البيت لأمرح وأستمتع وأفتعل الفرح المزيف.. بل لقد فكرت فجأة بأن جل ما يمكنني فعله الآن هو أن أغضب.

إن الابتسامة وإن كانت مفتعلة تمتلك على بساطتها القدرة على رفع المعنويات وتغيير المزاج.. وعوضا عن افتعالها فقط نستطيع مثلا أن نسعى إلى كل ما يجعلنا نبتسم..

قال نيلسون مانديلا "تعلمت أن الشجاعة ليست غياب الخوف.. وإنما القدرة على التغلب عليه".. وإذن فإنه لا بد من شيء من الخوف كي نقبل على الحياة.

أتساءل: متى سوف تكون في بلدي كرنفالات لغير الحرب أو الحزن والعويل؟.. متى تصبح المسيرات ابتهاجا وغبطة وألوانا بدل أن تكون سوداء مضرجة بالدم ورائحة الموت؟

كم تمنيت أن يحذو حذونا الشعراء.. فيرتدي الشاعر العراقي في المناسبات زيّا سومريا مثلا أو زيا شعبيا عراقيا يعكس هويته وانتماءه..

ومازالت بعض الشعوب حتى يومنا هذا تجد في الوشم طقوسها المتوارثة التي لا تقبل الجدل.. فهو من جانب آخر مازال يتمتع بالقدسية في بعض بقاع العالم.

أحيانا تحدث لنا أشياء سيئة جدا لكنها في النهاية تضعنا على أول الطريق لمصادفة أفضل ما يمكن أن يحدث لنا وهكذا هي الحياة لا حزن يدوم فيها لأحد ولا فرح.

لا يمكن لأحد أن يخدر شخصا بالكلمات فقط.. ولا يمكن لمن لا يريد أن يستسلم للتنويم الإيحائي أن ينام ويقوم بتنفيذ تعليمات الآخر غير المنطقية دون رغبة حقيقية منه.

نحن إذ نضع يدنا على أرنب ناعم صغير ونمسده لا يمكننا أن نتوقع منه سوى أن يكون ناعما في الوقت الذي لا يمكننا أن نتوقع نعومة ونحن نمسّد قنفذا!

حياتنا المعاصرة الملأى بالمصاعب والضغوط إنما هي بحاجة دائمة إلى من يخفف عنا أعباءها بالفكاهة والضحك.. ولذا فإن الأشخاص الذين يتمتعون بخفة الظل وروح الدعابة والظُرف هم أشخاص جذابون بلا شك..

إن ما نمنحه من ثقة لا بد له أن يكون في أقل القليل مساويا لما يمنحه لنا الآخر من احترام.. أي ألا نمنح ثقة لحبيب لا يحترم وجودنا وخياراتنا وأفكارنا.

لم يعد مفهوم الأمانة يقتضي مثلا عدم تصوير شخص في جلسة خاصة ونشر الصور على إنستغرام أو فيسبوك.. لم يعد مفهوم حفظ الأسرار يحتم على شخص ألا يفتح صفحة صديق أمام مجموعة لا علاقة لها به..

"إن من يصاب بالمرض الخبيث يمتلك ميزة لا يمتلكها سواه.. لأنه يحيا مرتين.. فهو قد ينجو فيُكتب له عمر جديد.. وقد ينتصر عليه المرض فيحسّ بقيمة الحياة من حوله!".

العلم نور والجهل ظلام.. هكذا علمونا أيضا.. ولكن أحدا لم يرشدنا يوما إلى تعريف العلم والجهل.. ولم يجبنا أحد على السؤال الكوني الكبير "العلم بماذا؟.. أو الجهل بماذا؟"..

مثلما بدأت رحلتي معها بسيجارة واحدة أنهيت تلك الرحلة الطويلة بسيجارة.. لا تسألوني كيف.. فلكلٍ منا أسلوبه.. لكن أرجوكم أن تحاولوا.

قالت "صدق من قال: علمت أن المستحيل ثلاثة.. الغول والعنقاء والخل الوفي”.. فوجدت نفسي أعترض وبأعلى نبض في قلبي وكأن كل مسام جسدي كانت تصرخ “إياك يا صديقتي.. إياك"..