روما وفينورد يخططان لترك بصمة في سجل البطولات الأوروبية

مورينيو أمام فرصة تعويض رحلاته المتعثرة بلقب كونفرنس ليغ.
الأربعاء 2022/05/25
سنجد سبيل التتويج

يتطلع كل من روما الإيطالي وفينورد روتردام الهولندي إلى ترك بصمة تاريخية في سجل البطولات الأوروبية عندما يلتقيان اليوم الأربعاء على أرض ملعب كومبيتاري في العاصمة الألبانية تيرانا بالمباراة النهائية لبطولة دوري المؤتمر الأوروبي. وذلك بعد سبع سنوات من المواجهة الوحيدة بينهما في البطولات الأوروبية.

روما- يملك اختصاصي البطولات الأوروبية المدرّب البرتغالي جوزيه مورينيو فرصة منح اللقب القاري لفريقه روما الإيطالي عندما يلاقي فينورد روتردام الهولندي اليوم الأربعاء في العاصمة الألبانية تيرانا، في نهائي النسخة الأولى من مسابقة كونفرنس ليغ لكرة القدم. وقال مورينيو صاحب أربعة ألقاب قارية، إثنان في دوري الأبطال مع بورتو البرتغالي (2004) وإنتر الإيطالي (2010) وإثنان في المسابقة الرديفة يوروبا ليغ مع بورتو (2003) ومانشستر يونايتد الإنجليزي (2017) “يجب أن تأخذ الأندية الكبرى هذه البطولة على محمل الجد”.

وتابع عن البطولة القارية الثالثة بعد دوري الأبطال والدوري الأوروبي “عندما انطلقت المسابقة واجهَت بعض الانتقادات. شاهد الناس ملاحق دون أندية ألمانية، إنجليزية أو إسبانية… لكننا تابعنا مباريات في نصف النهائي بحضور سبعين ألف متفرج في روما ومدرجات ممتلئة في مرسيليا وليستر. تكتسي هذه البطولة أهمية لأن أندية مثلنا تأخذها على محمل الجد”. وكان روما، المتوّج بآخر ألقابه عام 2008 في كأس إيطاليا، تعرّض لصفعة في النسخة الحالية، بخسارته أمام بودو غليمت النرويجي 1-6 في دور المجموعات، لكنه استعاد نغمة الفوز وبلغ النهائي. وتدرك جماهير فريق العاصمة أهمية إحراز لقب قاري أوّل، خصوصا بعد فشل الحلول بين الأربعة الأوائل في الدوري الإيطالي والتأهل إلى دوري الأبطال، والاكتفاء بالمركز السادس وحجز بطاقة يوروبا ليغ.

مواساة إيطالية

لقاء الحسم
لقاء الحسم

تاريخيا، خسر روما نهائيين قاريين، في كأس الأبطال عام 1984 أمام ليفربول الإنجليزي بركلات الترجيح وكأس الاتحاد الأوروبي 1991 أمام مواطنه إنتر، إذا ما استثنينا تتويجه بلقب كأس المدن والمعارض (تحوّلت لاحقا إلى كأس الاتحاد الأوروبي) عام 1961 على حساب برمنغهام الإنجليزي. ويبحث مورينيو (59 عاما) الذي لم يخسر أي نهائي قاري (باستثناء السوبر الأوروبي ثلاث مرات)، عن فرصة تعويض رحلاته المتعثرة آخرها مع توتنهام الإنجليزي. وأكّد المدرب البرتغالي “أحبّ أن أفوز طبعاً لأجلي، لكن خصوصا لأجل المشجعين الذين لم يختبروا لحظة مماثلة منذ فترة طويلة، وللاعبين كي يقطعوا خطوة أولى في مسيرتهم. أنا أقل أنانية وأركّز أكثر على النادي”. وتعوّل إيطاليا التي منحها مورينيو آخر لقب قاري مع إنتر في 2010، أن يعيدها المدرب المميز إلى منصات التتويج، بعد موسم كارثي عجزت فيه أندية “سيري أ” عن بلوغ ربع نهائي دوري الأبطال وفشل المنتخب الأزرق مرة ثانية تواليا في بلوغ نهائيات كأس العالم، رغم إحرازه لقب النسخة الأخيرة من كأس أوروبا. وإذا كان روما قد خاض 14 مباراة منذ الصيف الماضي لبلوغ النهائي، فإن فينورد الهولندي قطع مسارا طويلا شهد خوضه 19 مباراة منذ الأدوار التمهيدية في يوليو للوصول إلى تيرانا.

صمد الهولنديون أمام مرسيليا في إياب نصف النهائي (0-0 بعد الفوز ذهابا 3-2) بحثا عن مواصلة المشوار نحو لقب قاري رابع، بعد كأس الأبطال 1970 ضد سلتيك الاسكتلندي، وإثنين في كأس الاتحاد الأوروبي (1974 ضد توتنهام الإنجليزي و2002 ضد بوروسيا دورتموند الألماني). وفضلا عن صلابة تنظيمه وضغطه المستمر، يمتلك فريق المدرب أرني سلوت أفضل هداف في المسابقة سيرييل ديسيرس (10 أهداف). قال النيجيري-البلجيكي، المعار من غنك البلجيكي والمرشح للرحيل، لموقع الاتحاد الأوروبي (ويفا) “لا نخشى روما”.

وتابع اللاعب المحبوب من قبل جماهير فينورد، المنطقة الشعبية والمتعددة الثقافات في روتردام “لن أنسى علاقتي مع الجماهير”. وعن محاولة الجماهير جمع 4 ملايين يورو لإبقائه في النادي، قال مبتسماً “فلننتظر ونرى ما إذا كانوا قادرين على ذلك”. ورغم ألقابه القارية، إلا أن فينورد تراجع في العقدين الأخيرين، حيث عجز عن تخطي دور المجموعات في دوري الأبطال، فيما حلّ ثالثاً في الدوري الهولندي بفارق 11 نقطة عن أياكس البطل. وقال سلوت عن مورينيو “سيرته الذاتية تجعلك تشعر بالقلق من فريقه. يُعرف عنه نجاحاته القارية. لكن الأهم أن نركز على فريقه، تكتيكه والأساليب التي يطبقها. لا يجب أن نعير اهتماما كبيرا لسجله الرائع في المباريات النهائية”.

وفي مواجهة بين جمهورين شغوفين، يُنتظر أن تكون أجواء المباراة حماسية، ولو أن سعة الملعب الوطني في تيرانا تبلغ 21 ألف متفرّج فقط، فيما عبّر فينورد عن خيبته للحصول على 4 آلاف تذكرة. وحسب مورينيو “حتى ملعب سانتياغو برنابيو (التابع لريال مدريد الإسباني) كان سيمتلئ، لكن ألبانيا تستحق هذه الفرصة”، داعيا الجماهير المحلية إلى تشجيع روما التي تضم المهاجم الألباني ماراش كومبولا “سيكون جميلا إذا رفع الكأس في تيرانا”.

صراع خاص

Thumbnail

كما ستشهد المباراة صراعا من نوع خاص على لقب هداف هذه النسخة التاريخية من البطولة بين النجم الأبرز للفريق الهولندي سيريل ديزرس الذي يتصدر قائمة هدافي هذه النسخة برصيد عشرة أهداف حتى الآن وتامي أبراهام هداف روما في هذه النسخة برصيد تسعة أهداف. قال أبراهام الأسبوع الماضي “بالنسبة إلي فإنها (كونفرنس ليغ) ليست بطولة صغيرة”. وجاء الاستعداد النهائي للفريقين لمباراة اليوم على طرفي نقيض حيث أنهى روما مسيرته في الدوري الإيطالي مطلع هذا الأسبوع بفوز ثمين وكبير 3-0 على تورينو فيما خسر فينورد مباراته الأخيرة في الدوري الهولندي قبلها بأيام أمام فريق تفنتي أنشخيده 1-2.

وتحظى المباراة اليوم باهتمام خاص وشخصي من المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لروما، والذي فاز سابقا بلقبي دوري الأبطال الأوروبي مع كل من بورتو البرتغالي وإنتر ميلان الإيطالي وتوج بلقب كأس الاتحاد الأوروبي (الدوري الأوروبي حاليا) مع بورتو ومانشستر يونايتد الإنجليزي. وغاب مورينيو عن الأضواء في السنوات القليلة الماضية، ولكنه يستطيع استعادة بعض بريقه من خلال نهائي اليوم خاصة وأن روما سيكون بحاجة إلى خبرته الكبيرة في البطولات الأوروبية في مواجهة طموحات فينورد.

19