روسيا تتسلح بالأرض والجمهور

موسكو - سيعتمد المنتخب المستضيف لنهائيات مونديال 2018 روسيا، على عاملي الأرض والجمهور، ولم يخض التصفيات وتأهل مباشرة بصفته الدولة المستضيفة، ويحلم المنتخب بالصعود لدور الستة عشر، بعدما كان آخر صعود لهذا الدور في مونديال المكسيك 1986. وقام لاعبو المنتخب الروسي لكرة القدم بارتداء قمصان المنتخبات الـ32 المشاركة في نهائيات كأس العالم التي ستنطلق بروسيا منتصف الشهر المقبل، حيث التقطوا صورا تذكارية بها.
بعد سنوات من العمل الشاق، ها هي الدولة المضيفة تتأهب للترحيب بالجماهير والفرق المتنافسة، وفي هذا الصدد، قام المنتخب الروسي بخطوة فريدة من نوعها خلال معسكره التدريبي، حيث ارتدى نجومه قمصان المنتخبات الوطنية الـ31 الأخرى المشاركة في روسيا 2018 وأخذوا صورة جماعية للذكرى.
من جانبه، صرح إيغور أكينفيف، حارس مرمى منتخب روسيا الذي ارتدى قميص المنتخب الألماني (حامل اللقب)، لموقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) “نرحب بجميع المنتخبات القادمة هنا للمشاركة في المونديال”. وأضاف حارس المنتخب الروسي “أعتقد أن الجميع سوف يقتنعون سريعا بأن روسيا جاهزة تماما لاستقبالهم، سبق أن استضافت بلادنا العديد من الفعاليات الرياضية والمباريات الكبرى، أتمنى أن يستمتع الجميع بكرم ضيافة روسيا”. من المقرر أن تفتتح البطولة في 14 يونيو القادم بمباراة بين المنتخب الروسي ونظيره السعودي، اللذين يقعان في المجموعة الأولى بمرحلة المجموعات للمسابقة برفقة منتخبي أوروغواي ومصر. وسوف يتم إقامة المباراة النهائية في 15 يوليو المقبل. سينطلق المونديال الروسي في 14 يونيو المقبل، بمباراة المنتخب الروسي أمام نظيره السعودي في الافتتاح على أن تقام المباراة النهائية في موسكو في 15 يونيو. ولعل أبرز لاعبى المنتخب هم، حارس مرمى سيسكا موسكو الروسي إيغور أكينفيف، ولاعب وسط سيسكا موسكو الآن دزاكوف، ووسط زينيت سان بطرسبرغ يورى زيركوف.
التاريخ العريق
يعد المنتخب الأوروغوياني صاحب تاريخ عريق، فقد فاز بأول بطولة لكأس العالم عام 1930 بعدما تغلب على منتخب الأرجنتين في النهائي 2-4، ثم كرر منتخب السيليستي إنجازه في مونديال 1950 وفاز بالبطولة على حساب البرازيل، أما على الصعيد المحلى فقد حقق المنتخب 15 بطولة كوبا أميركا كأكثر منتخب تحقيقا لهذه البطولة متفوقا على البرازيل والأرجنتين.
المونديال سينطلق يوم 14 يونيو، بمباراة روسيا والسعودية على أن تقام المباراة النهائية في موسكو في 15 يونيو
وخاض منتخب السيليستي تصفيات قوية، واستطاع إنهاء التصفيات في المركز الثاني خلف البرازيل برصيد 31 نقطة، بعد خوضه 18 مباراة فاز في 9 وتعادل في 4 وخسر 5 مباريات، وكانت أبرز نتائجه هي التعادل مع الأرجنتين 0-0 والتعادل مع البرازيل 2-2 والفوز على تشيلى 3-0. ويضم منتخب الأوروغواي عددا من اللاعبين المتميزين، ولكن يعتبر أبرزهم لويس سواريز نجم برشلونة الإسباني، وبالرغم من أنه لا يعيش أفضل مواسمه من حيث الأداء إلا أنه قد سجل 31 هدفا وصنع 13 أخرى في دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني وكأس ملك إسبانيا. ويحمل مهاجم باريس سان جرمان إديسون كافاني المنتخب على عاتقيه مع سواريز للمونديال الثالث على التوالي، فقد لعبا معا في 2010 و 2014، ولعب كافاني موسما ممتازا، فقد ساهم بتسجيل 45 هدفا، بعد تسجيله 38 هدفا وصناعته لـ7 أخرى في الدوري الفرنسي ودوري أبطال أوروبا وكأس فرنسا. أما اللاعب الثالث فهو قائد المنتخب وقائد نادي أتليتكو مدريد، دييغو غودين، المدافع القوي الذي يتميز بقدرات بدنية وتهديفية أيضا، كما يمتلك شخصية قيادية داخل الملعب تساعد المنتخب في أوقات كثيرة.
ويأمل منتخب السيليستي تحقيق إنجاز بعد الإخفاق في مونديال البرازيل 2014 والخروج أمام كولومبيا في دور الستة عشر، وكان منتخب الأوروغواي قد وصل إلى نصف نهائي مونديال جنوب أفريقيا 2010 بعد تقديمه مستوى متميزا خلال مشوار البطولة، حيث يمتلك المنتخب حاليا مجموعة جيدة من اللاعبين ومدربا جيدا، وبإمكانهم تصدر مجموعتهم بسهولة نظرا لفارق الإمكانيات مع مصر والسعودية وروسيا، والتأهل إلى ربع النهائي وصناعة الفارق في المونديال.
ومواجهة أفريقية أوروغوانية جديدة في نسخة كأس العالم المنطلقة بعد أقل من شهر، بطلها هذه المرة المنتخب المصري.
ربما يتحدث البعض أن الطابع المصري مختلف عن الطابع الأفريقي، ولكن هذه النسخة تحديدا من المنتخب المصري تميل للشكل الأفريقي كثيرا.
فبفضل الاحتراف الخارجي الذي يسيطر على أغلب عناصر المنتخب المصري أصبحت أهم مميزاته شبيهة بتلك الأفريقية كالقوة البدنية والسرعة والحلول الفردية. إلا أن المدير الفني للمنتخب المصري، الأرجنتيني هيكتور كوبر، يلجأ دوما لشكل دفاعي أمام الفرق التي يواجهها، وهو الأمر الذي يتضح أنه لن يتغير كثيرا خلال المباريات الودية أو خلال مباراته الرسمية الأولى خلال كأس العالم أمام الأوروغواي.
فهل تستفز المهارات اللاتينية لمنتخب السماوي -والمحببة للمصريين أيضا- القدرات المهارية للاعبي المنتخب المصري لنشاهد مباراة ممتعة ومثيرة أخرى كسابقاتها، أم يصر الأرجنتيني كوبر على خوض مباراة تتسم بالتحفظ الدفاعي والاعتماد على المرتدات والتي سيصعب استغلالها؟ خاصة أن من الأقرب غياب النجم المصري محمد صلاح عن تلك المباراة بعد إصابته في الكتف خلال المباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا.
تجربة أفريقية
المنتخب المصري صعد لنهائيات كأس العالم بعد غياب 28 عاما. فهل يقدم للعالم تجربة تلفت الأنظار وتستحق الإشادة كتجارب غانا والسنغال، أم سيتمنى العالم أن يغيب المنتخب المصري لـ28 عاما أخرى؟ مواجهة الأوروغواي ستحمل الكثير وهي مفتاح الإجابة على السؤال. من جانبه يحلم المنتخب السعودي باستعادة الأمجاد في النسخة المقبلة لبطولة كأس العالم لكرة القدم في روسيا، خاصة بعدما أوقعته القرعة في المجموعة الأولى بجانب مصر وأورغواي والدولة المستضيفة. وسيكون مونديال روسيا، المشاركة الخامسة لـ”صقور” السعودية في بطولات المونديال، وسبق له التأهل في نسخ 1994 و1998 و2002 و2006، ومنذ ذلك الوقت فشل في اجتياز التصفيات والتأهل إلى العرس العالمي. ويعد التأهل إلى دور الـ16 (ثمن النهائي) في نسخة 1994 أفضل نتيجة حققها “الصقور” على مدار مشاركاتهم بالمونديال.
وللتأهل إلى المونديال الروسي، بدأ منتخب “الصقور” من المرحلة الثانية مباشرة من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2018، وأنهى هذه المرحلة بنجاح، فقد تصدر قائمة المجموعة الأولى، برصيد 20 نقطة، كانت حصيلة 8 انتصارات وتعادلين بسجل خال من الهزائم. وسجل لاعبو “الأخضر” 28 هدفا، وتلقت شباكهم 4 أهداف فقط، وتأهل بجدارة إلى المرحلة النهائية للتصفيات.