روبوت لتحليل عينات العسل في الشرق الأوسط

دبي ـ كشفت المهندسة هند محمود، مديرة إدارة مختبر بلدية دبي، خلال الموسم الـتاسع من مهرجان حتّا للعسل عن إطلاق أول “روبوت” في منطقة الشرق الأوسط مخصص لتجهيز عينات العسل، وهو ابتكار يساهم بشكل كبير في تقليل الأخطاء في الفحوصات المخبرية.
ويهدف هذا الروبوت إلى تسريع وتسهيل الفحوصات المخبرية الفورية لعينة العسل المقدمة من العارضين والزوار، لضمان جودتها ومطابقتها للمواصفات المعتمدة.
ويشمل الفحص مجموعة من المعايير الأساسية، مثل نسبة السكريات الكلية والجلوكوز والسكروز والفركتوز وهيدروكسي ميثيل فورفورال. بالإضافة إلى ذلك، سيتم توفير “مختبر دبي الذكي المتنقل” التابع للبلدية خلال المهرجان لتقديم فحوصات متعلقة بالكشف عن الخمائر والفطريات في منتجات العسل، فضلاً عن فحوصات للأطعمة الجاهزة المقدمة في المنشآت الغذائية المشاركة في المهرجان للتأكد من سلامة الأطعمة وجودتها.
وفي إطار تعزيز قدرات مختبر دبي الذكي المتنقل، أضافت بلدية دبي مؤخراً تحديثات تقنية جديدة تشمل فحوصات كيميائية وجيولوجية للمواد الغذائية والاستهلاكية، بهدف توسيع نطاق الخدمات المقدمة. وتُظهر هذه التحديثات التزام البلدية بتطوير إمكانياتها لتلبية احتياجات زبائنها في دبي، مع الاستفادة من أحدث التقنيات لتقديم خدمات عالية الجودة تعزز الرقابة وتضمن سلامة المنتجات في الأسواق.
ويضم المختبر الآن أكثر من 20 جهازاً متطوراً من أحدث التقنيات العالمية، التي تعمل بجملة من البرامج الحاسوبية المتقدمة. وتتيح الأجهزة إجراء الفحوص المخبرية بدقة وجودة عالية، وفي وقت قياسي مقارنة بالأجهزة التقليدية. وهو ما يجعل مختبر دبي الذكي المتنقل واحداً من أكثر المختبرات تطوراً في المنطقة، ويعمل وفقاً لأعلى المعايير والمواصفات الدولية.
فحوصات مخبرية فورية لعينة العسل المقدمة من العارضين والزوار في مهرجان حتا، لضمان جودتها ومطابقتها للمواصفات المعتمدة
وفي وقت سابق أجرى باحثون من الكلية الإمبراطورية في لندن وكلية لندن الجامعية دراسة توصلوا فيها إلى طريقة جديدة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحاليل الميكروسكوبية لتمييز العسل الحقيقي عن المغشوش. ويُعتبر العسل أحد أكثر المنتجات الغذائية عرضة للغش على مستوى العالم، حيث يتم في الكثير من الأحيان تعديل تصنيفه أو تخفيفه بمواد إضافية مثل السكريات.
وأشار الباحث جيرار جلوسكي إلى أن العسل يتم تصنيعه من رحيق النباتات، التي تحتوي على حبوب لقاح تختلف من نوع نباتي إلى آخر. وبالتالي، إذا كان عسل المانوكا لا يحتوي على حبوب لقاح مانوكا أو أي حبوب لقاح على الإطلاق، فإنه لا يمكن اعتباره عسل مانوكا.
من جهته أوضح الباحث بيتر هي أن التحقق من جودة العسل عن طريق تحديد مصدره النباتي طريقة شائعة منذ عقود، لكنها تظل تقنية بطيئة وتتطلب تخصصاً عالياً. وأضاف “نعتقد أن بإمكاننا تسريع هذه العملية باستخدام أساليب إلكترونية لا تتأثر بالعوامل البشرية مثل الإرهاق والنسيان.”
وقد شملت الدراسة جمع عينات من أنواع مختلفة من العسل ووضعها على شرائح زجاجية لفحصها باستخدام ميكروسكوب عالي الدقة. وتم تسجيل أكثر من 2500 صورة لحبوب اللقاح، التي صُنفت وفقاً لنوع العسل. وتُستخدم هذه البيانات بعد ذلك في تدريب نظام تعلم عميق قادر على التمييز بين الأنواع المختلفة للعسل.
وأظهرت التجارب الأولية قدرة النظام الجديد على التعرف بدقة على العسل المغشوش أو الذي تم تصنيفه بشكل خاطئ. ومع ذلك، لم يتمكن النظام من كشف العسل الملوث بالمعادن الثقيلة أو المضادات الحيوية أو المبيدات الحشرية. ومن هنا تبرز أهمية الجمع بين هذه التقنية الحديثة والأساليب الكيميائية التقليدية للحصول على نتائج دقيقة وشاملة.
وأشار الباحث ألكسيس جكانتيراجاس إلى أنه باستخدام تقنيات التعلم العميق يمكن تحليل كثافة وتوزيع حبوب اللقاح داخل العينة، وهو ما يساعد على تحديد الموقع الجغرافي ومصدر العسل النباتي.
ويعد دمج الذكاء الاصطناعي في فحوصات جودة العسل خطوة هامة نحو ضمان سلامة المنتجات الغذائية، حيث يتوقع أن يسهم بشكل كبير في مكافحة الغش عند بيع العسل ويعزز ثقة المستهلكين بجودة المنتجات المعروضة في الأسواق.