روبوت إيلون ماسك الشبيه بالبشر يواجه موجة تشكيك

"أوبتيموس" للأعمال الشاقة ودود كحيوان أليف.
الأحد 2022/10/02
روبوت المهام الخطيرة

تتواصل منافسات شركات الذكاء الاصطناعي على صناعة الروبوتات وتكليفها بمهام تساعد في العمل البشري. ففي الوقت الذي يتخوف فيه البعض من أنها ستفتك من الإنسان مورد رزقه على الرغم مما تقدم له من خدمات، يطلق إيلون ماسك رئيس شركة تيسلا للسيارات الكهربائية روبوتا قال عنه إنه شبيه بالإنسان ليواجه موجة من التشكيك.

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) – قدم إيلون ماسك خلال فعالية “يوم الذكاء الاصطناعي”، الجمعة، نموذجين أوليين للروبوت الشبيه بالبشر “أوبتيموس” الذي تأمل شركته تيسلا في إنتاجه بالملايين يوما ما، من أجل “تغيير الحضارة” وبناء “مستقبل مزدهر” يختفي فيه الفقر.

وقبل ذلك قال ماسك سيقف “أوبتيموس”، الذي تم الإعلان عنه لأول مرة في أغسطس الماضي، على ارتفاع 180 سنتمترا  تقريبا، وسيكون قادرا على المشي بسرعة 8 كيلومترات في الساعة، ويرفع أثقالا بوزن 70 كيلوغراما تقريبا.

وتم تصميمه للتعامل مع المهام “الخطيرة والمملة” في المصانع وغيرها من الأماكن، وسيكون قادرا على التعامل مع مجموعة من الوظائف، مثل ربط البراغي بالسيارات بمفتاح ربط، والتقاط البقالة في المتاجر، ولكنه سيكون “ودودا” مثل الحيوان الأليف.

إيلون ماسك: هدفنا هو صنع روبوت مفيد بأسرع ما يمكن، لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لتحسين أوبتيموس وإثبات ذلك

وتشير النماذج السابقة التي تم إصدارها سابقا إلى أنه قد يشبه إلى حد كبير الروبوتات “إن إس 5” في فيلم الخيال العلمي الأميركي “آي روبوت” من بطولة ويل سميث عام 2004.

وتم تعيين روبوت تيسلا ليشمل تقنيات “القيادة الذاتية” المستخدمة في سيارات تيسلا الكهربائية، والتي ستسمح للروبوت بالتعرف على الأشياء الموجودة في العالم الحقيقي، على الرغم من أن الروبوت ستكون له مستشعرات ومشغلات مخصصة.

وقال رئيس شركة تيسلا إن النشاط في مجال الروبوتات سيكون أكثر قيمة من السيارات، على أمل التوسع إلى ما هو أبعد من السيارات ذاتية القيادة التي لم تصبح حقيقة واقعية بعد على الرغم من الوعود المتكررة حولها.

ودخل “بامبل سي”، وهو نسخة أولى من الروبوت، بحذر إلى مسرح في كاليفورنيا شهد مؤتمر “يوم الذكاء الاصطناعي تيسلا” السنوي حول تقدّم الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي.

ورسم الروبوت تحية باليد، وظهر في مقطع فيديو وهو يُحضِر طردا لموظف ويسقي النباتات وينقل قضبانا في مصنع الشركة المصنعة للسيارات.

وقال ماسك إن “هدفنا هو صنع روبوت مفيد شبيه بالبشر بأسرع ما يمكن، لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لتحسين أوبتيموس وإثبات ذلك”.

وأحضر موظفون أيضاً نموذجاً أولياً أكثر تقدماً من “أوبتيموس” يضمّ عدداً أقل من الكابلات المكشوفة لكنه غير قادر بعد على المشي بمفرده.

وأقرّ إيلون ماسك بأن جهات أخرى صمّمت روبوتات أكثر تطورا، لكنها “تفتقر إلى العقل وليس لديها الذكاء للتحرك في العالم بمفردها”، كما أنها “باهظة الثمن للغاية” على حد قوله.

"بامبل سي" يلقي التحية
"بامبل سي" يلقي التحية

وأضاف، إنه على النقيض من ذلك فإن أوبتيموس سيكون “روبوتا بارعا للغاية” وسيتم تصنيعه بكميات كبيرة جدا، وربما بملايين الوحدات في النهاية، ومن المتوقع أن تتكلف أقل بكثير من سيارة أو بأقل من عشرين ألف دولار.

وأضاف، إنه يمكن استخدام الروبوتات في المستقبل في المنازل وإعداد وجبات العشاء وقص العشب ورعاية كبار السن وحتى أن يصبح رفيقا للبشر.

ويسعى المؤتمر لتوظيف المزيد من المهندسين لتحقيق هذا الهدف، وبالتالي “تحويل الحضارة في العمق”.

وقدم الملياردير في 2021 هذا المشروع لروبوت يمكنه أداء مهام متكررة بدلاً من البشر.

وقال ماسك “هذا يعني مستقبلاً مزدهراً لا فقر فيه، وسيحصل فيه الناس على ما يريدون من منتجات وخدمات”.

أوبتيموس سيكون قادرا على المشي بسرعة 8 كيلومترات في الساعة، ويرفع أثقالا بوزن 70 كيلوغراما تقريبا

وأكد إيلون ماسك أن “الكثير من الناس يعتقدون أننا مجرد شركة تصنيع سيارات عصرية”، لكن تيسلا هي أيضاً “رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي”.

وقال المحلل دان ايفز من شركة “ويدبوش سيكيوريتيز” إن ماسك “يواجه موجة تشكيك” منذ إعلانه عن صنع روبوت شبيه بالبشر.

وعلى الرغم من أن الشركات التي تقدمت تسيلا في صنع الروبوتات، تقول إن نماذجها ليست إلا محاولات تجريبية.

وأضاف “السوق تركز على تحسين البطاريات، وعلى القدرات الإنتاجية للمصانع الجديدة التي افتتحتها تيسلا في برلين وأوستن، وعلى المنافسة من جميع الجهات للسيارات الكهربائية. وليس على الروبوتات البشرية”.

كذلك يثير ماسك انقساماً بشأن المركبات ذاتية القيادة التي يدأب منذ سنوات على القول إن شركته ستطرحها قريباً. وقدمت وكالة في كاليفورنيا شكوى في أغسطس ضد تيسلا، متهمة إياها بالكذب بشأن هذه التقنيات.

لكنّ إيلون ماسك يقول إن منتجاته حققت أفضل النتائج في اختبارات الأمان. وقال “هناك التزام أخلاقي بنشر نظام قيادة ذاتية إذا ما كان يقلل من عدد الحوادث والوفيات”.

وأضاف “حتى لو كنا سنشهد دعاوى قضائية وانتقادات، فالأشخاص الذين أُنقذت حياتهم لا يعرفون ذلك، بينما عندما يموت الناس أو يصابون أحياناً، فإن الولايات المتحدة ستدرك ما إذا كانت هناك مشكلة مع نظام القيادة الذاتية”.

ويخطط إيلون ماسك لاختبار روبوت “أوبتيموس” في مصنع المجموعة في كاليفورنيا لإثبات فائدته. ويأمل أن يكون الروبوت “ودوداً” يوماً ما، وأن تكون الدردشة معه أمراً “طبيعياً”. كما وعد بميزات أمان لتجنب “سيناريو شبيه بفيلم ترمينايتر”.

وبحسب ماسك، من الضروري إدراج الشركة التي تصنع هذا الروبوت في البورصة، “لأنه إذا لم يُعجب الجمهور بما تفعله شركة تيسلا، فيمكنه شراء أسهم والتصويت بشكل مختلف”. وأضاف ضاحكا “من المهم جداً ألا أفعل ما أريده”، في تعليق يحيل إلى النزاع القضائي الذي يتواجه فيه مع تويتر ومن المقرر أن تقام محاكمة على خلفيته منتصف الشهر الحالي.

ووقّع إيلون ماسك عقداً للاستحواذ على الشبكة الاجتماعية في الربيع، قبل إعادة النظر في قراره في يوليو، ما دفع بالمنصة العملاقة إلى مقاضاته لإجباره على احترام التزامه.

وقال الرجل الأغنى في العالم إنه يريد أن يجعل تويتر شركة خاصة (غير مدرجة في البورصة)، وبالتالي ستفلت من أيّ سيطرة خارجية.

15