روبوتات الدردشة تأخذ تجربة القيادة إلى مستويات جديدة

برلين - تقتحم روبوتات الدردشة عالم السيارات، حيث تشهد الموديلات الجديدة توجها كبيرا نحو الاعتماد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وأشار تيمو ليتكي، من شركة الاستشارات الإستراتيجية Berylls، إلى تزايد نطاق الموضوعات والمعلومات نظرا لتوافر جميع معلومات السيارة والمعارف من الإنترنت والبيانات من حسابات المستخدم المرتبطة بالسيارة.
ويعتقد ليتكي أن روبوت الدردشة تشات جي.بي.تي سوف يأخذ تجربة القيادة إلى مستويات جديدة بشكل كامل. وتبدأ هذه التجربة من خلال تحسين التعرف على الكلام وإصداره بشكل كبير، وبالتالي فإن الحوارات تصبح طبيعية بدرجة أكبر مع مراعاة المتطلبات الفردية.
ونظرا للانتشار الكبير لروبوتات الدردشة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي في الآونة الأخيرة، فقد تم تجريب ما يعرف باسم نماذج اللغات الكبيرة بهدف جعل الحوارات مفهومة بدرجة أكبر، وأن تشمل موضوعات الحوارات ما هو أبعد من السيارة.
ومن المفترض أن تقوم روبوتات الدردشة في السيارة بقراءة القصص الخيالية للأطفال، أو قراءة ملخصات الأخبار، أو تقديم نصائح وإرشادات أثناء قيادة السيارة أو السفر، مثل ذكر أسماء المعالم السياحية أو المواقع المثيرة للاهتمام أو التعرف على أهم القواعد المرورية في البلدان الواقعة على خط السير، أو اقتراح وجبات خفيفة أثناء محطة الاستراحة التالية.
وتعمل روبوتات الدردشة على تعزيز الطابع الشخصي للعلامات التجارية المختلفة، نظرا لأن الشركات العالمية تسعى لتقديم شخصيتها وخصائصها البارزة من خلال روبوتات الدردشة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، علاوة على أنه يمكن أثناء الحوار مراعاة مسار المحادثة في الماضي بصورة جيدة.
وأضاف ليتكي أن روبوتات الدردشة في السيارة يمكن أن تساعد في تعزيز جوانب السلامة والأمان أثناء القيادة، حيث تعمل طريقة الاستعمال البديهية والسهلة على الحد من التشتيت ولفت انتباه قائد السيارة، وبالتالي ينصب تركيزه بشكل أكبر على متابعة حركة المرور والطريق من حوله.
وتعتمد شركات السيارات العالمية على الخبرة التقنية لشركات الإنترنت الكبيرة، ولكنها ترغب في تنفيذها دون أن يضطر السائق إلى القيام بإجراءات كبيرة، مع الاهتمام بوضع الحدود.
وتظهر أهمية وضع الحدود أيضا في سياق المنافسة بين الشركات، خاصة أنها تعمل في ظل بيئات سحابية محمية، ففي السابق كانت الاختبارات تتم خلف الأبواب المغلقة، أما الآن فقد تجرأت الشركات العالمية وأصبحت تختبر روبوتات الدردشة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي على الطرقات، حيث بدأت شركة مرسيدس في الصيف إجراء اختبارات ودمجت تطبيق تشات جي.بي.تي في نظام معلومات الترفيه الخاص بها.
وأوضح ماركوس شيفر، رئيس قسم التطوير بشركة مرسيدس، أن البرنامج التجريبي يعمل على توسيع وظائف Hey Mercedes مثل إدخال البيانات الملاحية أو استعلامات الطقس من خلال الاعتماد على إمكانيات تشات جي.بي.تي. وتسعى الشركة الألمانية من خلال هذه الطريقة لإتاحة المحادثات في الحوارات الطبيعية وأسئلة المتابعة.
من جانبها قالت شركة فولكس فاغن الألمانية إن مساعدها الصوتي الذي يدمج تطبيق تشات جي.بي.تي في سياراتها سيكون قادرا على التحدث مع السائقين بحلول منتصف العام.
وعرضت الشركة سياراتها الأولى المزودة بهذه التقنية في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية في لاس فيغاس بالولايات المتحدة.
قراءة القصص الخيالية للأطفال وقراءة ملخصات الأخبار وتقديم النصح والإرشاد من مهام روبوت الدردشة
وستتيحها للعملاء في أميركا الشمالية وأوروبا اعتبارا من أوائل الربع الثاني من هذا العام.
ويمكن لتطبيق الذكاء الاصطناعي التعرف على مجموعة من الطلبات والاستجابة لها، بدءا من رفع درجة الحرارة لدى سماعه جملة “أشعر بالبرد” إلى إظهاره أقرب مطعم هندي عند سماع عبارة “أريد دجاجا مطهيا بالزبدة”، وذلك وفقا لمديرين تنفيذيين في فولكس فاغن وشركة سيرينس التي دخلت في شراكة مع فولكس فاغن بشأن هذه التقنية.
وقال كاي جرونيتز، عضو مجلس إدارة فولكس فاغن للتطوير الفني، على هامش المعرض، إنه يمكن للعملاء الآن ضبط الوظائف داخل سيارتهم من دون لمس أي زر.
وأضاف “عملاؤنا لا يريدون تعديل مقاعدهم يدويا.. وإنما عن طريق الأنظمة اللغوية”.
ويقول منتقدون إن إضافة الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى السيارات، وإن كانت خطوة أكثر تطورا من التفاعلات الممكنة اليوم، فإنها تتخلف كثيرا عن قفزة الذكاء الاصطناعي التي كانت متوقعة قبل بضع سنوات، خاصة مع السيارات ذاتية القيادة بالكامل.
لكن شركات صناعة السيارات تخالفهم الرأي.
ويقول جرونيتز “إذا كان لديك نظام أبل كار بلاي أو أندرويد أو شيء من هذا القبيل في سيارتك، فلن تتمكن من ضبط الوظائف داخلها.
هذه هي الخطوة التالية… أعتقد أن ما يبحث عنه عملاؤنا حقا هو سهولة وسلاسة استخدام سياراتهم”.
وقالت فولكس فاغن إنها أول شركة مصنعة للسيارات على نطاق تجاري تجعل هذه التقنية ميزة قياسية في شريحة سياراتها الصغيرة. وقالت شركة جنرال موتورز في مارس الماضي إنها تعكف على تصنيع مساعد شخصي افتراضي باستخدام نماذج ذكاء اصطناعي تتفوق على تطبيق تشات جي.بي.تي.
وتشتمل تجهيزات الجيل القادم من السيارة البريطانية ميني على مساعد رقمي جديد بشكل قياسي. ويعتمد المساعد الرقمي في سيارة ميني الجديدة على برنامج أمازون أليكسا، إلا أنه يتمتع بخاصية تلقائية ويتحدث بلهجته الخاصة.