روبوتات الدردشة أكثر من أداة لجمع الأخبار

هذا "الشيء" الذي اسمه ذكاء اصطناعي يتحدى عقولنا.
الجمعة 2024/01/05
هل يمكن تخيل العالم دون روبوتات الدردشة

ماذا لو سألنا الذكاء الاصطناعي ليلخّص لنا ما حدث خلال عام 2023، ويعطينا توقعاته لأحداث عام 2024، هل سيكون أكثر دقة من المحللين وأكثر مصداقية من العرافين؟

لندن - الردود على هذا السؤال أظهرت كما يؤكد سيمون روبنسون المحرر بوكالة الأنباء رويترز، قوة الذكاء الاصطناعي، ولكن أظهرت إلى جانب ذلك نقاط ضعف أيضا، سواء من حيث المعايير التحريرية التي تطبقها وكالة رويترز أو عند مقارنتها بالمحررين البشر.

كذكاء اصطناعي يقر تشات جي بي تي أن “ليس لديه إمكانية الوصول في الوقت الفعلي إلى الأحداث الجارية أو الإنترنت لمعرفة الأحداث المحددة لعام 2023 قبل أن يقدم لي “سيناريو افتراضيا يعتمد على الاتجاهات والموضوعات الحالية”.

السيناريو الوردي تضمن موافقة المجتمع العالمي على “مجموعة جذرية وشاملة من التدابير للحد من انبعاثات الكربون بشكل كبير بحلول عام 2030″، وأن العلماء يختتمون بنجاح المرحلة النهائية من التجارب السريرية للقاح سرطان لم يذكر اسمه، والأمم المتحدة تتوسط في اتفاق لإنهاء عقود من التوترات الجيوسياسية في منطقة غير محددة من العالم.

900

مليون ناخب يحددون المصير السياسي لرئيس الوزراء ناريندرا مودي في الربيع المقبل

روبوت الدردشة بارد، الذي أطلقته غوغل في مارس – آذار 2023 كان وفق سيمون، أكثر فائدة ودقة، حيث قدم ملخصا للأخبار من الحرب الروسية – الأوكرانية (على الرغم من أنه لم يكن واضحا إلى حد ما في أيّ عام بدأت الحرب)، وما حدث للاقتصاد العالمي، وتفاصيل التطورات التكنولوجية، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي وتحرير الجينات. ولكن، غاب عنه ذكر الحرب بين حماس وإسرائيل.

كان هذا أيضا العام الذي تفاقمت فيه الصراعات الاقتصادية في الصين حتى عندما حاولت بكين وواشنطن إصلاح العلاقات بين بلديهما. في عام 2024، ستتركز هذه الجهود، وحتى احتمال الغزو الصيني لتايوان، على ما يحدث في الانتخابات الرئاسية الأميركية. إن ولاية ثانية لدونالد ترامب ستلقي بكل شيء في الهواء مرة أخرى، بما في ذلك مستقبل الديمقراطية الأميركية.

ستكون الانتخابات الأميركية الحدث السياسي الوحيد والأكثر تحديدا في العام المقبل، سواء في الداخل أو في الخارج. لكنّ قصصا رئيسية أخرى ستظهر من أكشاك التصويت في جميع أنحاء العالم.

ذكاء اصطناعي: القصص يمكن أن تصبح جسرا يربط العلم بالأدب
ذكاء اصطناعي: القصص يمكن أن تصبح جسرا يربط العلم بالأدب

في الهند سيحدد أكثر من 900 مليون ناخب مؤهل المصير السياسي لرئيس الوزراء ناريندرا مودي في الربيع المقبل. وقد تتخلى المكسيك عن نزعتها الذكورية وتنتخب عمدة مكسيكو سيتي كلوديا شاينباوم كأول رئيسة لها. ويتشكل سباق أقل تنافسية في روسيا، حيث يسعى فلاديمير بوتين إلى فترة ولاية أخرى مدتها ست سنوات، الأمر الذي يضعه في نطاق حكم جوزيف ستالين الطويل للبلاد.

المؤسسات الإعلامية، يقول سيمون، تتطلع في نهاية العام إلى مجموعة من الأسئلة المهمة لعام 2024. ما هي الخطوة التالية للإجهاض والحقوق الإنجابية في الولايات المتحدة؟ هل يتم التغلب على التضخم في جميع أنحاء العالم؟ هل ستعكس أدوية إنقاص الوزن وباء السمنة؟ وهل يمكن أن تصبح قوة تايلور سويفت أكبر؟

ومثل العديد من غرف الأخبار، يقول سيمون أن رويترز تختبر كيف يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدتنا في تعبئة وإنتاج وتقديم صحافتنا. لكن هذه الصحافة ستستمر في القدوم من مراسلينا على الأرض في جميع أنحاء العالم، وتغطية الأخبار المهمة دون خوف أو محاباة.

حتى لو لم تستطع أنظمة الذكاء الاصطناعي مضاهاة صحافي حتى الآن، يعتبر سيمون أن ظهور التكنولوجيا وانتشارها بسرعة مذهلة خلال عام 2023 وعد أو هدد – اعتمادا على وجهة النظر – بتحول عميق في الطريقة التي يعمل بها البشر، وعزز أسعار أسهم الشركات التي تبنت هذا “الوعد”. وفي عام 2024 توقع بارد مشاهدة المزيد من التقدم والمزيد من الأخبار حول تدافع المنظمين لمواكبة ذلك. وسيحدد هذا العام أيضا بالرصاص وبطاقات الاقتراع.

2024

احتمال غزو صيني لتايوان والتركيز يكون على ما يحدث في الانتخابات الرئاسية الأميركية

واضح أن النتائج التي توصل إليها سيمون في تجربته مع تشات جي بي تي وبارد تبقى في حدود جمع الأخبار، وتقديم ملخص لها، وهي المهمة التي اثبت الذكاء الاصطناعي قدرة وفاعلية على القيام بها.

سواء كنت تعمل في الحقل الإعلامي أو الطبي أو القانوني.. في حقيقة الأمر مهما كانت وظيفتك وصفتك، لا بد أنك خبرت أهمية الذكاء الاصطناعي في الوصول إلى المعلومة.

خلال عام واحد أصبحنا في وضع لا نستطيع أن نتخيل فيه العالم دون روبوتات الدردشة.

صحيفة “العرب” اللندنية، خطت خطوة أبعد، لا بد من الإشارة إليها، حيث اتخذت قرارا جريئا بانضمام الذكاء الاصطناعي ليكون واحدا من كتاب سبعة يكتبون عمودا على صفحتها الأخيرة، يجيب فيه على قضية ساخنة تشغل العالم.

تناول الذكاء الاصطناعي في مساهمته الأولى التي نشرت يوم 20 ديسمبر 2023، دمج العلوم في أدب الأطفال، ورأى في ذلك خطوة رائعة تسهم في تعزيز تطورهم الشخصي والعقلي، وأن مثل هذه القصص يمكن أن تصبح جسرا يربط العلم بالأدب.

في مساهمته الثانية، التي حملت عنوان “ذائقة بصرية بصدر رحب” تحدث الذكاء الاصطناعي عن تأثر الذائقة البصرية بعوامل مختلفة، مثل التربية والتعليم والخبرات والميول والتجديد، وأن لكل فرد ذائقته البصرية الخاصة.

وتقول صحيفة “العرب” التي يحسب لها اتخاذ هذه الخطوة مبكرا، إن “الآلة، سواء البسيطة منها مثل العصا أو المعقدة مثل السيارة، هزمت الإنسان عضليا منذ فترة طويلة”. وإن “هذا الشيء الذي اسمه ذكاء اصطناعي يستكمل المهمة بتحدي عقولنا”.

12