روايات مجانية لتسهيل قضاء فترة الحجر الصحي في تونس

القائمون على المبادرة يحرصون على تنويع العناوين لتوفير قدر كاف من الإصدارات على ذمة الراغبين في الاستفادة من ذلك.
الأربعاء 2021/06/30
نقل المكتبات المغلقة إلى المنازل

تحاول دار لنشر الكتب في تونس الوصول إلى القارئ في ظل ارتفاع حالات الإصابة بفايروس كورونا والتزام المرضى بفترة حجر صحي، حيث يعمل القائمون على المبادرة على توصيل عدد من الإصدارات إلى منازل التونسيين شرط أن يكونوا من المصابين بالوباء.

تونس – أُطلقت مبادرة هي الأولى من نوعها في تونس وتتمثل في تقديم كتابين من سلسلة روايات الجيب التونسية لمساعدة المصابين بفايروس كورونا على قضاء فترة الحجر الصحي في أحسن الظروف، ويُشترط في ذلك أن يستظهر المريض بتحليل إيجابي ثم يتم إيصال الكتابين إلى مقر إقامته مجانا.

وتهدف هذه المبادرة، التي أطلقتها دار النشر “بوب ليبريس” بالتعاون مع الموقع الإلكتروني “بوك سبايس”، إلى رفع معنويات مرضى كوفيد – 19 وتشجيعهم على القراءة، وذلك بالتزامن مع تفاقم الوضع الصحي في البلاد.

وجاء في منشور لدار “بوب ليبريس” على صفحتها بفيسبوك “يمكنكم اختيار عددين، وهما هدية نحاول من خلالها السفر بكم إلى عوالم أخرى أكثر بهجة في هذه الفترة الصعبة”.

وقال مدير موقع “بوك سبايس” لتوزيع الكتب والتعريف بالإصدارات الجديدة، وليد النميلي، لوكالة تونس أفريقيا للأنباء “يتمّ تمكين كل مصاب بالوباء من كتابين اثنين بصفة مجانية من الأعداد الأولى لروايات الجيب التونسية وذلك بمجرد التسجيل على موقعنا وإرفاقه بنسخة من التحليل الإيجابي، إلى جانب عنوانه ورقم هاتفه حتى نتمكن من الوصول إليه”.

ويسعى القائمون على المبادرة التي ستتواصل مدة شهر لإيصال الكتب إلى أصحابها في منازلهم، ويحرصون على تنويع العناوين لتوفير قدر كاف من الإصدارات على ذمة الراغبين في الاستفادة من ذلك.

والكتاب وسيلة لا محيد عنها للمعرفة والثقافة، ومع فرض الإغلاق في مختلف أنحاء العالم توقيا من انتشار فايروس كورونا، عادت الكتب إلى الواجهة، حيث حققت انتشارا واسعا في زمن الحجر، فوحدها الكتب تتمتع بالقدرة على بعث الروح في الكلمات والأشخاص.

وزادت الأزمة الصحية العالمية من الإقبال على الكتب في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في تونس.

ويراهن القائمون على المبادرة على إعادة ربط الصلة بين التونسي والكتاب، فالكثير من الناشرين وبائعي الكتب يؤكدون أن الكتاب لم يفقد محبيه وبإمكانه استعادة عشاقه في زمن يغلب فيه الاستفادة من تطور أجهزة الاتصال مثل التلفزيون والإنترنت على حساب مطالعة الكتب الورقية.

وأشاد عدد من التونسيين بهذه المبادرة مستحسنين الفكرة، وسارع البعض منهم حتى قبل تلقيه نتائج تحليل كورونا، للتسجيل في موقع “بوك سبايس” بهدف ضمان حصوله على كتب مجانية.

وظهرت مبادرات وتحديات مماثلة للتحفيز على القراءة من بينها مبادرة “كتاب ضد كورونا”، والتي تُعنى بتوصيل كتب معقمة إلى البيوت وقد أطلقتها إحدى الجمعيات الثقافية بالجزائر العام الماضي، وهناك مبادرة “تحدي القراءة” التي نشطت على المواقع الاجتماعية في المغرب.

ويعرف التونسيون بسرعة استجابتهم لمثل هذه المبادرات فقد سبق أن تنافس عدد منهم للحصول على كتب إنقاذ لمكتبة عريقة معروفة بـ”كهف علي بابا” من الإفلاس.

ويذكر أن أروقة مدينة الثقافة امتلأت في يونيو الحالي بأجنحة الكتب في غواية لذيذة للمارين والزائرين من أجل اكتشاف عناوينها وكتّابها ومحتواها، ضمن الدورة الثالثة لـ”المعرض الوطني للكتاب التونسي”.

وتأتي المبادرة في وقت تسود فيه مخاوف من اجتياح ما وصفه البعض بـ”تسونامي كورونا” في تونس، وسط استمرار ارتفاع معدلات الإصابة بالفايروس بنسق سريع، وهو ما قد يعطل الحياة الثقافية والإبداعية من جديد بعد عودة الآمال ببعض الانفرجات إثر تأجيلات متعاقبة للأنشطة والمعارض بسبب كورونا منذ العام الماضي.

وأفادت وزارة الصحة الإثنين بأن إجمالي الإصابات بكورونا في تونس ارتفع إلى 408931 حالة، منها 14737 حالة وفاة و350262 حالة تعاف.

24