رسائل الولايات المتحدة للأعداء والحلفاء في المنطقة

الولايات المتحدة لم تكتف بتوجيه الرسائل لأعدائها وخصومها بل وجهت رسائل لحلفائها أيضا في الداخل الإسرائيلي فلا يمكن فصل استقالة بيني غانتس عن كونها رسالة أميركية لإضعاف حكومة نتنياهو.
الأربعاء 2024/06/12
الأخوة الأعداء

الرسائل السياسية والعسكرية الأميركية جالت خلال الأسابيع الماضية في أرجاء الشرق الأوسط، فيما بدا أن الولايات المتحدة كانت بحاجة إلى تذكير دول وميليشيات في المنطقة بأنها لا تزال صاحبة اليد العليا التي لن تسمح بكسر حدود مصالح ومسارات سياساتها في المنطقة.

أولى الرسائل الأميركية كانت لدولة قطر، بضرورة إيجاد مساق سياسي ضاغط على حركة حماس أكثر قبولا لمبادرة الهدنة التي أعلنها الرئيس جو بايدن، خاصة وأنها تحصّلت على ضمانات قطرية وتركية بقبول الحركة لتعديلات أميركية جرت على الورقة المصرية التي يدور التفاوض حولها.

الإدارة الأميركية لم تكتف بالرسالة الأولى التي سربتها إلى وسائل الإعلام والتي حملت صيغة تهديد قطري بطرد قادة الحركة وتجميد أموالهم والحد من تحركاتهم، فأرسلت رسالة توبيخ أخرى وصلت الساسة القطريين، بعد موقف حماس المتردد نتيجة ضغوط إيرانية طالبت الحركة بالمماطلة لما بعد الانتخابات الرئاسية في إيران.

◄ أولى الرسائل الأميركية كانت لدولة قطر، بضرورة إيجاد مساق سياسي ضاغط على حركة حماس أكثر قبولا لمبادرة الهدنة التي أعلنها الرئيس جو بايدن

أمام هذا المشهد السياسي الفوضوي، أرسلت الولايات المتحدة رسالة لإيران مفادها أن لا مكان لها على طاولة المفاوضات، من خلال الدفع بالمزيد من التصعيد العسكري الأميركي – البريطاني في جبهة اليمن، والتصعيد الدبلوماسي عبر الفرنسيين في جبهة جنوب لبنان، وهو الرد على محاولات إيران إعادة توحيد ما يسمى وحدة ساحات نفوذها في الشرق الأوسط.

زخم الرسائل الأميركية لم يتوقف، ففي رسالة لحركة حماس، عبّرت الولايات المتحدة عن امتلاكها أوراق ضغط داخل القطاع ترجمتها بعملية استخباراتية مع جيش الاحتلال الإسرائيلي أفضت إلى تحرير أربعة أسرى إسرائيليين في منطقة مخيم النصيرات، بل وشاركت في تحريرهم من خلال مستشارين عسكريين تواجدوا في غرف العمليات، وهو ما عبّرت عنه الإدارة الأميركية سابقا في معارضتها عملية عسكرية في منطقة رفح، بأنها تملك الأدوات التي تساعد حكومة بنيامين نتنياهو في القضاء على الحركة.

لم تكتف الولايات المتحدة بتوجيه الرسائل لأعدائها وخصومها، بل وجهت رسائل لحلفائها أيضا في الداخل الإسرائيلي، فلا يمكن فصل ما جرى من استقالة بيني غانتس من حكومة الطوارئ الإسرائيلية، عن كونها رسالة أميركية لإضعاف حكومة بنيامين نتنياهو، ووقف تمردها بتقوية المعارضة بقطب سياسي يمتلك شعبية داخل الشارع الإسرائيلي مثل غانتس، ومن ناحية أخرى تفقد الحكومة الإسرائيلية وجها كان يحقق لها نوعا من دعم دولي بتسويق روايتها وسرديتها حول الحرب المستمرة، مما سيزيد حتما من الضغوط السياسية، وهو ما يعني حاجة بنيامين نتنياهو أكثر إلى إدارة الرئيس بايدن، التي ستستغل ذلك في الدفع لترويض نتنياهو ووزرائه اليمينيين للقبول بهدنة يريدها بايدن وحزبه الديمقراطي لتسويقها سياسيا في معركته الانتخابية القادمة ضد خصم مثل دونالد ترامب، أصبح نتنياهو يعمل على عودته ليساعده في الاستمرار بتحقيق أهدافه.

9