رحيل النجوم يضع ميلان الإيطالي في مفترق طرق

روما - تعرّض فريق ميلان الإيطالي لصفعة مزدوجة برحيل لاعب وسطه الشاب ساندرو تونالي إلى نيوكاسل يونايتد الإنجليزي، فيما كان النادي اللومباردي لا يزال يترنّح من إقالة أيقونته باولو مالديني من منصب المدير التقني.

وكان تونالي أكثر من مجرّد لاعب بالنسبة إلى ميلان، بل هو عاشق للأحمر والأسود منذ طفولته، وقائد محتملا في المستقبل، وارتبط بعلاقة جيدة مع جماهيره. كما قال مرارا إنه يريد أن يصبح "باندييرا" بالنسبة إلى جماهير ميلان، أي قدوة لهم، على غرار مالديني المدافع السابق أو صخرة الدفاع فرانكو باريزي. وقال "أريد البقاء هنا أطول فترة ممكنة. لو سألتموني، سأقول لما تبقى من مسيرتي". أضاف ابن الثالثة والعشرين “لكن من المبكر إطلاق هكذا وعود، فالرغبات ليست العوامل الوحيدة التي تحدّد مستقبلنا كلاعبي كرة قدم، فهناك الكثير من العوامل الأخرى. لا يمكن إصدار توقعات طويلة الأمد".

وقبل صاحب 14 مباراة دولية مع "سكوادرا أتزورا" بتخفيض راتبه قبل سنتين للبقاء مع ميلان، إثر موسم أول مخيّب في ملعب سان سيرو، بعد قدومه بالإعارة من بريشيا. وكان قرارا في محله للاعب والنادي، إذ لعب دورا محوريا في حملته الناجحة عام 2022 بإحراز لقب الدوري الإيطالي لكرة القدم للمرة الأولى خلال عقد من الزمن.

وعاد روسونيري ليشكّل قوّة ضاربة حتى على الصعيد القاري، مع بلوغه نصف نهائي دوري أبطال أوروبا حيث سقط أمام جاره اللدود إنتر. لم تفسد الخسارة أمام إنتر الأجواء، فبقي ميلان متفائلا ومدّد عقد مهاجمه المطلوب البرتغالي رافائيل لياو حتى 2028. لكن المدير التقني مالديني والمدير الرياضي فريديريك ماسارا اللذين ساهما في بناء الفريق المتوّج بلقب الدوري، فقدا منصبيهما بعد صراع مع ملاك النادي، ما شكّل مرارة لدى تيفوزي فريق مدينة ميلانو الشمالية القريبة من الحدود السويسرية.

شكّل رحيل تونالي ضربة موجعة جديدة للمشجعين، بعد انتقال الحارس الدولي جانلويجي دوناروما والعاجي فرانك كيسييه كلاعبين حرّين في السنوات الأخيرة، حتى ولو أن ميلان سيحصل على مبلغ كبير بمقدوره استثماره في اللاعبين الصاعدين (بريشيا سيحصل بحسب تقارير على 15 في المئة من الصفقة التي قد تصل إلى 80 مليون يورو).

لكن الواقعية تشير أيضا إلى عدم قدرة ميلان على مقارعة القدرة الشرائية الضخمة لأندية البرميرليغ، خصوصا نيوكاسل المملوك من المملكة العربية السعودية. وللمفارقة، خسر ميلان نجمه الصاعد بعد أيام على وفاة مالك النادي السابق الرجل الحديد سيلفيو برلوسكوني الذي بنى أمجاد ميلان في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي.

أنقذ النادي من الإفلاس وجعله منارة محلية وأوروبية، مستخدما نجاحه الرياضي على الساحة السياسية، إذ تبوأ الرجل الثري وعملاق الإعلام منصب رئاسة الوزراء لاحقا. لكن تلك الحقبة ولّت وأصبح لاعبو ميلان فريسة للأندية الغنية. يأمل ميلان الذي ضمّ الإنجليزي روبن لوفتوس – تشيك من تشيلسي، في تقليص الهوة مع الأندية الإنجليزية المستفيدة من عائدات ضخمة لحقوق النقل التلفزيوني.

وحصدت أندية “سيري أ” عشرة مليارات يورو من الحقوق المحلية والخارجية الموسم الماضي، أي عشر إيرادات البرميرليغ. قال مالك نابولي بطل الدوري أوريليو دي لورنتيس الشهر الماضي إن الناقلين المحليين يعرضون أقل من نصف المبلغ الذي تحصل عليه الأندية حاليا قبل قمة حقوق النقل التلفزيوني.

يرغب ميلان بإعادة الإسباني ألفارو موراتا إلى الدوري الإيطالي من خلال تفعيل البند الجزائي في عقده مع فريقه الحالي أتلتيكو مدريد، وذلك حسب ما أفادت وسائل الإعلام المحلية. ودافع ابن الثلاثين عاما عن ألوان الغريم يوفنتوس على فترتين، الأولى بين 2014 و2016 قادما من ريال مدريد، والثانية بين 2020 و2022 على سبيل الإعارة من أتلتيكو مدريد.

وتوج موراتا خلال مغامرته الإيطالية بلقب الدوري مرتين والكأس ثلاث مرات والكأس السوبر مرة واحدة، كما بلغ مع "السيدة العجوز" نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2015 حين خسر أمام برشلونة 1 – 3. وأفاد الصحافي الموثوق في شبكة “سكاي سبورتس” الإيطالية جانلوكا دي مارزيو بأن ميلان يرغب بضم الإسباني هذا الصيف، مستفيدا من الأموال التي حصل عليها جراء بيع ساندرو تونالي لنيوكاسل الإنجليزي في صفقة قياسية للاعب إيطالي قدرت بستين مليون جنيه إسترليني (76 مليون دولار).

وأشار دي مارزيو إلى أن ميلان الذي تنازل عن لقب الدوري الإيطالي الموسم المنقضي لصالح نابولي واكتفى بالمركز الرابع الأخير المؤهل إلى دوري أبطال أوروبا، سيبت بمسألة المهاجم الدولي الإسباني خلال الأسبوع الحالي، كما سيعقد اجتماعا مع مسؤولي ساسولو لمحاولة الحصول على خدمات لاعب الوسط الدولي الإيطالي دافيدي فراتيزي (23 عاما) الذي يثير اهتمام الجار اللدود إنتر وروما أيضا.