رافائيل نادال يكتب كلمة الوداع بعد 20 عاما

مسيرة أسطورية مظفرة بـ22 لقبا في البطولات الكبرى للتنس.
الخميس 2024/11/21
الرقصة الأخيرة

ودعت ملاعب الكرة الصفراء أحد أبرز أساطيرها على مر التاريخ وهو النجم الإسباني رافائيل نادال، الذي خاض آخر مباراة في مسيرته، حيث خسر أمام الهولندي بوتيك فان دي زاندسكولب في ربع نهائي كأس ديفيز. ومع انتهاء مسيرته من المتوقع أن ترصد وسائل الإعلام أبرز المحطات المقبلة في حياة نادال من أجل عدم الابتعاد عن التنس.

ملقة (إسبانيا) - أسدل الستار على المسيرة الأسطورية للنجم الإسباني رافائيل نادال، بعد أن أقصى المنتخب الهولندي نظيره الإسباني في ربع نهائي كأس ديفيس بكرة المضرب. وخسر “الماتادور” البالغ 38 عاما والمتوّج بـ22 لقبا كبيرا، في المباراة الأولى ضمن منافسات الفردي أمام بوتيك فان دي زاندسخولب 4 – 6 و4 – 6، لكن كارلوس ألكاراز المصنف ثالثا عالميا أطال موعد اعتزال مواطنه بفوزه في المباراة الثانية في الفردي على تالون جريكسبور 7 – 6 (7 – 0) و6 – 3 فارضا مباراة حاسمة في الزوجي حقق فيها المنتخب الهولندي الفوز.

وفاز الثنائي فان دي زاندسخولب وويسلي كولهوف 7 – 6 (7/4) و7 – 6 (7/3)، ضاربا موعدا في نصف النهائي مع كندا أو ألمانيا. بعد سنوات عانى فيها نادال من الإصابات وعدم خوضه أي مباراة رسمية في الفردي منذ يوليو، كانت الشكوك تحيط بمشاركته في المواجهة، لكنها تبددت عندما أكد القائد ديفيد فيرير أنه سيلعب المباراة الأولى في المواجهة الافتتاحية.

وقال نادال للجماهير في ملقة خلال حفل تكريمه بمناسبة اعتزاله “أغادر وأنا أشعر بالسلام، لأنني تركت إرثا، أشعر حقا أنه ليس رياضيا فقط بل شخصيا أيضا.” وأضاف “أعتقد أن الحب الذي تلقيته، لو كان فقط لما حدث في الملعب، لما كان بالقدر ذاته.” وقدم نادال الشكر للعديد ممن ساعدوه في رحلته، بمن في ذلك عمه توني نادال الذي دربه منذ طفولته وحتى جزء كبير من مسيرته.

وأردف المصنّف 154 راهنا “الألقاب والأرقام موجودة والجميع يعرفها، لكن الطريقة التي أود أن أُذكر بها أكثر هي كشخص جيد، من قرية صغيرة في مايوركا”. وتابع “كان لدي الحظ أن يكون عمي مدرب كرة مضرب في قريتي عندما كنت طفلا صغيرا جدا، وعائلة رائعة دعمتني في كل لحظة… أريد فقط أن أتذكر كشخص جيد، طفل تبع أحلامه وحقق أكثر مما كان يحلم به”.

وكُرّم نادال بفيديو عُرض على شاشات ملعب مارتن كاربينا. شمل الفيديو رسائل من نجوم كبار مثل السويسري روجيه فيدرر، الصربي نوفاك ديوكوفيتش، البريطاني أندي موراي، الأميركية سيرينا وليامس، إلى جانب لاعبي كرة القدم الإسبانيين المعتزلين راوول غونساليس وأندريس إنييستا. وأعرب الأسطورة عن أمله في أن يكون “سفيرا جيدا” لكرة المضرب في المستقبل، مؤكدا أنه لا يخشى المرحلة المقبلة من حياته.

وأوضح “أنا مطمئن لأنني تلقيت التربية التي تؤهلني لتقبل ما هو قادم. لدي عائلة رائعة تدعمني في كل شيء أحتاجه يوميا… أغادر عالم كرة المضرب الاحترافي بعدما كونت العديد من الأصدقاء الجيدين على طول الطريق.”

بدا نادال عاطفيا أثناء عزف النشيد الوطني الإسباني قبل مباراته، فيما هتفت الجماهير بحضور أكثر من 10 آلاف شخص “رافا، رافا” عند انتهاء النشيد.  وتحدث عن أحاسيسه قائلا “مررت بيوم عاطفي، وشعرت بالتوتر قبل ما قد يكون آخر مباراة فردية لي كمحترف. كانت المشاعر التي انتابتني عند سماع النشيد الوطني للمرة الأخيرة كمحترف خاصة جدا، والمشاعر المختلطة تجعل الأمور أكثر صعوبة بعض الشيء".

◙ نادال قدم الشكر للعديد ممن ساعدوه، بمن في ذلك عمه توني نادال الذي دربه منذ طفولته وحتى جزء كبير من مسيرته

وكان نادال قد فاز بآخر 29 مباراة له في كأس ديفيس من أصل 30 مباراة خاضها، بعد مشاركته الأولى في المسابقة عام 2004، علما أنه سبق له الفوز بالمواجهتين السابقتين أمام الهولندي. وأبقى ألكاراز على أحلام إسبانيا وأطال موعد اعتزال نادال لوقت قصير حين فاز على جريكسبور قبل مباراة الزوجي.

وقال الشاب البالغ 21 عاما الذي يسير على خطى مواطنه ولعب إلى جانبه في منافسات الزوجي دورة الألعاب الأولمبية في باريس الصيف الماضي “شاهدت مباراة نادال بالكامل، وكانت لديّ الفرصة لمشاهدة المجموعة الأولى هنا مباشرة.”

وأضاف “حاولت أن أقدم أفضل ما لديّ لأمنح إسبانيا أفضل فرصة للتأهل والفوز، لقد فعلت ذلك من أجل رافا.” وعن نادال أيضا، قال “إرثه سيبقى أبديا. لقد كان عظيما لكرة المضرب وللرياضة بشكل عام". وتابع "بالنسبة لي، من الصعب الشعور بأن علي أن أستمر في إرثه… إنه صعب، بل يكاد يكون مستحيلا". بدوره، أشاد فيرير قائد الفريق بنادال قائلا “هناك أشخاص يُذكرون بسبب إنجازاتهم، وآخرون يُذكرون حتى نهاية أيامهم، لكنك ستُذكر إلى الأبد.”

وعُرضت صورة نادال في سماء باريس أمام برج إيفل. فاز الإسباني بـ14 لقبا ضمن بطولة فرنسا المفتوحة واكتسب لقب "ملك الملاعب الترابية". وعلّق النجم الألماني المعتزل والمصنّف أول سابقا بوريس بيكر "أنا أبكي الآن.. رافائيل نادال.. يا له من رمز مطلق للرياضة! لن يكون هناك آخر مثله!"

ومع انتهاء مسيرته رصدت صحيفة “ماركا” الإسبانية أبرز المحطات المقبلة في حياة نادال من أجل عدم الابتعاد عن التنس. وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى امتلاك نادال أكاديمية خاصة في مسقط رأسه ماناكور وأخرى في الكويت إضافة إلى عزمه تدشين أكاديمية في السعودية. كما يعمل نادال سفيرا للاتحاد السعودي للتنس منذ يناير الماضي.

وتعد المملكة عاصمة جديدة للتنس في العالم باحتضانها منافسات البطولة الختامية للسيدات والبطولة الختامية للجيل الواعد، إضافة إلى تخطيطها لاحتضان بطولة في فئة الأساتذة 1000 نقطة في عام 2028. ومن المحطات التي تنتظر نادال أيضا إعادة ذاكرة المواجهات مع غريمه التاريخي السويسري روجر فيدرر.

وسبق أن صرح توني جودسيك وكيل أعمال فيدرر في حوار مع “ماركا”، “إذا كانت هناك فرصة لتحطيم الرقم القياسي لعدد الجماهير في مدريد، فروجر سيفكر في الأمر”، في إشارة إلى التفكير في إقامة مباراة استعراضية بينهما على ملعب سانتياغو بيرنابيو. كما أشار جودسيك، مالك ومؤسس كأس ليفر، إلى وجود حلم آخر بجلب فيدرر ونادال معا كقائدين في المسابقة. وبدوره يرى ديفيد فيرير، مدرب فريق إسبانيا، أن نادال هو المرشح المثالي لتدريب إسبانيا لمعرفته التامة بقيمة القميص الخاص بالمنتخب.

غراف

17