رائدة الفضاء الأميركية سونيتا ويليامز: قريبا سنعيش على سطح المريخ

الشارقة - التقى جمهور معرض الشارقة الدولي للكتاب رائدي الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري والأميركية سونيتا ويليامز خلال جلسة حوارية بعنوان “نجم الفضاء”.
وأعربت رائدة الفضاء الأميركية في بداية الجلسة عن دهشتها وسعادتها البالغة بامتلاء قاعة الاحتفالات بمعرض الشارقة الدولي للكتاب بالأطفال الذين قادهم شغفهم بالعلم والفضاء وحضروا ليعرفوا المزيد عن هذا العالم، بعدها أخذت الحضور في جولة عبر مقاطع فيديو مصورة للتعرف على إنجازات محطة الفضاء الدولية التي تولت قيادتها وكانت ثاني امرأة تقوم بالمهمة بعد بيجي بيتسون.
وقالت إن “أهمّ ما نعمل عليه في محطة الفضاء الدولية بشكل عام هو اكتشاف المريخ، الكوكب الأقرب إلينا، وحين سافرتُ على متن مركبة الفضاء ستارلاينر التابعة لشركة بوينغ كان هدفنا أن نخطط لكيفية العيش على الكوكب الأحمر، ولتحقيق ذلك علينا الاستقرار على القمر كمحطةٍ أساسية في منتصف طريقنا تقودنا إلى هدفنا وهذا بنسبة كبيرةٍ سيحدث خلال السنوات الـ15 المقبلة”.
ويليامز أكدت أن رحلتها إلى الفضاء خلقت لديها يقيناً بأن كوكب الأرض هو مركبة الفضاء الوحيدة التي لدى البشر، وعليهم أن يحافظوا عليها من كافة الأخطار
لكنها أكدت بالمقابل أن رحلتها إلى الفضاء خلقت لديها يقيناً بأن كوكب الأرض هو مركبة الفضاء الوحيدة التي لدى البشر، وعليهم أن يحافظوا عليها من كافة الأخطار.
وأشارت ويليامز إلى بعض المواقف المخيفة التي عاشتها في الفضاء، وأنها شعرت بالخوف عندما انطلقت نحو الفضاء، وعندما رأت شروق الشمس بشكل مفاجئ في أول مشي لها في الفضاء خارج المحطة، وأيضاً عندما سمعت أصواتاً غريبة من المضخة في محطة الفضاء الدولية أثناء الظلام، مؤكدة أنها تغلبت على خوفها بفهم الأشياء والتحكم في ردود أفعالها. وقالت “الخوف شيء طبيعي، ولكن إذا عرفنا كيف نتعامل معه، يمكننا أن نتقدم وأن نكون بخير”.
وشاركت ويليامز تجاربها العلمية والمهنية مع المنصوري، قائلة “عملنا معاً على إعداد دراسات تحضيرية حول كيفية نقل البضائع إلى القمر، واستكشفنا عوالم تحت الماء في كاليفورنيا لمحاكاة بيئة القمر، وكانت لي لحظات رائعة مع الفريق الإماراتي من رواد الفضاء، وأتطلع إلى مشاهدة نورا المطروشي ومحمد الملا يحققان حلمهما في الفضاء”.
من جانبه، تحدث المنصوري عن بداية الحلم بوصول دولة الإمارات إلى الفضاء، قائلاً “في كتبنا المدرسية ثمة صورة شهيرة للوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وهو في اجتماعٍ مع مسؤولي رحلة أبولو من وكالة ناسا التقطت في 1974 وهو ما يعني أن حلمنا في الوصول إلى الفضاء بدأ قبل 49 عاماً، أما أنا فمنذ طفولتي في الثمانينات وأنا أحلم بالسفر إلى الفضاء وتحديداً حين رأيتُ صورة الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أول رائد فضاء مسلم وعربي”.
ومن واقع بقائها في الفضاء لـ322 يوما، تحدثت ويليامز عن التحديات الشخصية التي واجهتها خلال إقامتها هناك، قائلةً إن أكبر تحدٍّ واجهته هو القيام بأعمالها اليومية البسيطة في بيئة بلا جاذبية كتناول الطعام، حيث لا بد من التركيز الشديد أثناء الأكل حتى لا يطفو الطعام بعيداً وكذلك شرب المياه.

من جانبه، تحدث المنصوري عما واجهه من تحديات، قائلاً “كثيرة هي التحديات التي واجهتها قبل انطلاقي في رحلتي إلى محطة الفضاء الدولية بدءاً مع التدريبات القاسية والاختبارات الكثيرة التأهيلية للبقاء في الفضاء، وأصعب تحدٍّ واجهته حدث عندما جلست في الغرفة التي يفصل فيها جدار بينك وبين عائلتك لتودعهم قبل السفر، كانوا أمامي لكنني لم أكن قادراً على لمسهم أو معانقتهم وذلك وقايةً من انتقال أي عدوى إلي قبل الانطلاق”.
وأجابت ويليامز والمنصوري على السؤال الأكثر إلحاحا “لماذا ننفق تريليونات الدولارات على أبحاث الفضاء؟”، وقالت ويليامز “نقوم بمختلف الأبحاث العلمية في الفضاء لفهم عالمنا بشكل أفضل وهذه غاية ثقافية معرفية علمية تفيدنا كبشر على الأرض، مثلاً اكتشافنا للفضاء سمح لنا بتطوير تقنية الاتصالات كالإنترنت والهواتف المحمولة وتقنية تحديد المواقع ‘جي بي أس’. والمختبرات في مناطق بلا جاذبية كالفضاء تعتبر مثالية لإجراء تجارب لدراسة صحة الإنسان وعلم الأحياء والزراعة وغيرها”.
من جانبه، قال المنصوري “أجرينا في الفضاء 16 تجربة علمية إماراتية لخدمة البشرية ولتحقيق الاستدامة لنا كجنس بشريّ سيصل قريباً إلى الفضاء”.