ذكاء اصطناعي لتجميل حياتنا

اعتدنا مع بدء نهار كل يوم على مشاهدة وسماع إعلانات لشتّى السلع الإلكترونية التي صار استهلاكها امتدادا لاستهلاك الملابس واللوازم اليومية، تأتي الموضة بموجة تستوجب التخلي عن الموضة السابقة وكذلك الحال مع شتى الأجهزة الرقمية الحديثة.
لكن الأمر يكتسب شكلا آخر بما تبشّرنا به أفلام الخيال العلمي من قصص هي بالفعل الخيال بعينه مع أنّه خيال يقرّبنا من الواقع الذي نجهله وهو تغلغل الذكاء الاصطناعي في كلّ أوجه الحياة ومنه منحنا المزيد من الترف وجعل الحياة أكثر جمالا ورفاهية.
لكن ذلك الذكاء الاصطناعي ودبلوماسيته الناعمة التي تتسلل إلى كل مفاصل الحياة له وجه آخر تحذرنا به سينما الخيال العلمي أيضا وهو الخروج عن السيطرة.
القصد أنها تلك الفرضية الخيالية التي سمع الكثيرون عنها والتي بنيت عليها فكرة سلسلة ماتريكس عندما يتحالف الروبوتيون الذين بلغوا قمة ما وصله الذكاء الاصطناعي ويكوّنون ميليشيا تتمرّد ضد البشر وبالتالي يمكن أن تشتعل حرب بشرية – روبوتية.
سوف يغيب سيناريو الترف في ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي عندما يصل الأمر إلى تلك النهايات المخيفة والفظيعة، لكنّ صانعي ذلك الخيال لن يسرفوا في إخافتنا أكثر ولذلك سرعان ما ينعطفون نحو ما يبهج الإنسان.
وعلى افتراض أن العلاقة بين الرجل والمرأة قد ينتابها في بعض الأحيان الفتور أو أن رجلا ما يبحث عن شريكة له فماذا لو كانت تلك الشريكة امرأة روبوتية، روبوت تم تخزين ما لا يحصى من الخوارزميات في عقله الإلكتروني فيما تم اختيار العديد من النماذج والوجوه النسائية ليتم الاختيار في ما بينها.
صباح الخير سيدتي الروبوتية الجميلة، تمضي القصة الدرامية الخيالية وعلى افتراض أن البشري - الرجل وجد في الروبوتي الحنان والعاطفة التي افتقدها بين البشر ويا لها من مفارقة تبدو في ظاهرها مجرد خيال علمي بينما في باطنها يكمن ذلك المد الذي من الصعب السيطرة عليه.
صناعة الكائنات الروبوتية تحت سيطرة الذكاء الاصطناعي الذي سوف ينظم كل شيء فيما يشبه (عشيرة رقمية) لها أصولها وفروعها ورموزها واعتباراتها ومكوناتها ولها أيضا أكوادها الغامضة وحياتها السرية والخوارزميات التي يستعصي على كل البشر فك طلاسمها.
إنها منظومة يقدمها الذكاء الاصطناعي في المنزل السعيد الذي يتحكم به ذلك النظام، من يوقظك في الصباح ويجهز لك فطورك وقهوتك المفضلة والموسيقى الهادئة ومناظر الطبيعة وحتى العطور والروائح التي تفضلها، فالمهمة هي تجميل حياتنا وجعلها أكثر بهجة وبلا منغصات ولا من داع لحشو رأسك بمواعيد ومهام هامشية تشغل نفسك بها بينما الذكاء الاصطناعي قادر على القيام بها بكل يسر وسهولة.
المتفائلون بهذا الذي تحدّثنا عنه وأكثر منه ما يزالون ينتظرون صباحا جميلا وسعيدا بلا منغصات ولا انقطاع للماء ولا للكهرباء ولا ضجيج للسيارات ولا من يوقظك على صراخ في الشارع لبائع متجول غير مكترث بحلم اليقظة الجميل الذي عشته مع ذكاء اصطناعي سوف يجعل حياتك أجمل.