ديمبيلي يفكّ عقدة الشباك مع سان جرمان

باريس - احتاج اللاعب الفرنسي عثمان ديمبيلي إلى ثلاثة أشهر لتسجيل هدفه الأول مع باريس سان جرمان، لكن الأمر استحق الانتظار بعد تقديمه عرضاً جميلاً أمام موناكو الجمعة في قمة المرحلة 13 من الدوري الفرنسي لكرة القدم. وتحرّك عدّاد أهداف اللاعب القادم صيفاً من برشلونة الإسباني بأجمل الطرق عندما هزّ الشباك بعد مجهود فردي موفّق احتفل على إثره مع زملائه على ملعب بارك دي برانس في العاصمة الفرنسية.
وبعد سيطرته على الكرة بشكل جميل وتمريرة من الإسباني فابيان رويس، أطلق ديمبيلي كرة قوية في شباك موناكو في آخر ثلث ساعة عزّزت تقدّم المضيف إلى 3-1 في المباراة التي فاز فيها الفريق المملوك قطرياً 5-2، مبتعداً مؤقتاً بفارق أربع نقاط عن أقرب مطارديه نيس. وقال مدربه لويس إنريكي في مؤتمر صحفي بعد المباراة "هدفه يحمل نكهة ديمبيلي مئة في المئة (..) هذا خبر جيّد له. أستمتعُ بالحصول عليه ضمن الفريق منذ اليوم الأول، هو اللاعب الذي يفقد تركيز الجميع، هو عرض دائم".
وبدوره، قال اللاعب لمنصة “برايم فيديو”، “هدفي؟ هذا ممتع، أنا سعيد (..). لم أطرح أسئلة على نفسي وقرّرت التسديد بقوّة، حتى لو كنت لا ألاقي النجاح عادة من خلال التسديد القوي. هذه المرة دخلت وأنا سعيد!". وكان اللاعب نفسه قال لصحيفة “ليكيب” الفرنسية مطلع نوفمبر "لا أحكم على أدائي من خلال هدف واحد. بمقدورك أن تسجّل وتكون سيئاً في المباراة. وبمقدورك أن تكون جيداً حتى إذا لم تسجّل".
لكن الجمعة، قدّم ديمبيلي نسخة جميلة يريد إظهارها إلى الجماهير الباريسية. وكان اللاعب الدولي البالغ 26 عاماً قد سجّل لمنتخب بلاده خلال الفوز التاريخي على جبل طارق 14 – 0 ضمن تصفيات بطولة كأس أوروبا 2024، ويقدّم مستويات جميلة مع سان جرمان حيث أصبح في قلب خطة لعب إنريكي ما أنتج أربع تمريرات حاسمة للجناح السريع منذ بداية الموسم.
ووجد نفسه بسهولة على الرواق الأيمن ويقوم بالأمور بسهولة عندما تكون الكرة بحوزته. ومن خلال علاقته بالظهير المغربي أشرف حكيمي على الجهة اليمنى، يشكّل ديمبيلي الخطر الأكبر بموازاة تألق كيليان مبابي على الطرف الآخر. وبعد مواجهة بوروسيا دورتموند الألماني في دوري أبطال أوروبا في 20 سبتمبر، قال إنريكي “لو كنت مشجعاً لأي ناد، كنت سأدفع المال لمشاهدة ديمبيلي، هو لاعب مختلف يملك السحر، يريد حتماً تسجيل هدفه الأول لكن أكرّر بأنه لاعب رائع".
وقبل هدفه الأول الجمعة، ساهم ديمبيلي في صناعة الهدف الأول للبرتغالي غونسالو راموش، كما ساهم في ركلة الجزاء التي ترجمها زميله في المنتخب القائد مبابي. ومنذ مروره مع دورتموند في موسم 2017 والانتقادات تلاحق “ديمبوز” حيال فعاليته التهديفية، على الأقل بعد أن تكون الكرة بين قدميه الماهرتين. وبعد بزوغ نجمه في صفوف رين المحلي، نجح ابن النورماندي خلال مشواره القصير في البوندسليغا. لكن في 2017، قال صاحب المراوغات المتمايلة “أريد تحسين فعاليتي أمام المرمى في اللمسات الأخيرة وألا أفقد الكرة بغباء".
وكان ديمبيلي آنذاك بعمر التاسعة عشرة، لكنه اكتسب خبرة سبع سنوات إضافية غاب عن جزء كبير منها بسبب الإصابات المتلاحقة التي بلغت 15 إصابة آخرها في فبراير الماضي في عضلات فخذه. وخلال تلك الفترة، أحرز كأس العالم 2018 مع فرنسا، ولقب الدوري الإسباني ثلاث مرات مع برشلونة، قبل أن يخوض تحدياً جديداً مع باريس سان جرمان ضمن سعيه لحصد اللقب الضائع في دوري أبطال أوروبا.