دمى متحركة تحكي تاريخ مصر

القاهرة- تتدلى العشرات من الدمى المعلقة في ورشة صانع ومحرك العرائس المصري محمد فوزي بكار والتي صنعها ليحكي من خلالها قصصا عن الثقافة المصرية المتنوعة والغنية.
وينسج خيال بكار قصصا جديدة ليرويها باستخدام العرائس التي يصممها ويصنعها يدويا لتعبر عن المصريين من شمال البلاد إلى جنوبها، ثم يضيف عليها حبكات وأحداثا تقليدية محلية.
وعن بداياته قال بكار من ورشته وهو محاط بالعرائس التي صنعها “ككل البدايات تدرجت في الورشات التدريبية منذ 2006 من خلال محاولة صنع دمى بدائية، ومع السنوات اكتسبت الخبرة وأصبحت محترفا في صناعة هذه العرائس”.
وعمّا اجتذبه للعمل في هذا المجال قال بكار إن السر في التنوع، وأوضح قائلا “داخل هذه العروسة الدمية هناك عالم وسر جميل، فمع الدمية أكون الصانع والمحرك، وفن التحريك أكون فيه المخرج ومهندس الديكور وأكون أيضا الموزع الموسيقي والملحن والمؤدي الصوتي، فداخل العروسة لقيت وجبة ثقافية دسمة ترضي غروري كفنان تشكيلي في الأساس وفي نفس الوقت وجبة ثقافية للمتلقي المشاهد، فهي تشكيلة تشدك وتشد المتفرج”.
وبعمله منفردا لإخراج قصصه إلى النور، يصمم بكار العرائس التي يستخدمها في العروض والقصص التي تحكيها وهو يشد الخيوط التي تحرك الدمى من خلف الستار.
لكن بكار ابتعد عن الأضواء منذ تفشي جائحة كورونا وإغلاق المسرح الوحيد في القاهرة المخصص لهذا النوع من الفن.
وقال “تأثرت مع تفشي فايروس كورونا، لكنني أحاول أن أتواجد في السوشيل ميديا، أقدم فيديوهات فيها دروس للمغرمين وعروض إلى أن تزول عنا الجائحة ونعود إلى مسارحنا وجمهورنا”.
ومثل الكثير من الفنانين يأمل بكار في أن يعرض مسرحياته عبر الإنترنت، لكنه في الوقت الراهن لا يزال يعطي دروسا لآخرين في ورشته.
والدمى التي يصنعها بكار بملامح مصرية أصيلة تستغرق نحو أسبوعين لتكتمل، من قَطع ألواح الفوم وصب الطمي وتشكيله حتى تلوينها.