دعوة أوجلان تحيي آمال النازحين الأكراد في العراق بالعودة إلى ديارهم

الهدنة قد لا تكون نقطة تحول في تركيا فحسب، بل قد تجلب أيضا الاستقرار للمنطقة المضطربة على حدود البلدين.
الثلاثاء 2025/03/04
نداء تاريخي يتردد صداه في المنطقة

دهوك (كردستان العراق) - أخيرا، يسمح القرويون الأكراد العراقيون، الذين نزحوا بسبب القتال بين القوات التركية والمسلحين الأكراد الذي استمر لسنوات في شمال العراق، لأنفسهم بالأمل في أن يتمكنوا قريبا من العودة إلى ديارهم.

وارتفعت آمالهم بعد أن أعلن حزب العمال الكردستاني السبت الماضي وقف إطلاق النار في التمرد المستمر منذ 40 عاما ضد الحكومة التركية، استجابة لدعوة إلى نزع السلاح في وقت سابق من الأسبوع من قبل زعيم الحزب عبدالله أوجلان، المسجون في تركيا منذ عام 1999.

وقد لا تكون الهدنة – إذا تم تنفيذها – نقطة تحول في تركيا المجاورة فحسب، بل قد تجلب أيضا الاستقرار المطلوب بشدة للمنطقة المضطربة الممتدة على الحدود بين البلدين.

وفي شمال العراق، شنت القوات التركية مرارا وتكرارا هجمات عنيفة على مدى السنوات الماضية، وقصفت مقاتلي حزب العمال الكردستاني الذين كانوا يختبئون في ملاذات آمنة في المنطقة الكردية شبه المستقلة في شمال العراق، وأقاموا قواعد في المنطقة. وتم إخلاء عشرات القرى من سكانها بالكامل.

وفر عادل طاهر قادر من قريته بارشي، على جبل متين في عام 1988، عندما شن الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين حملة وحشية ضد السكان الأكراد في المنطقة.

القرويون الأكراد العراقيون يتجنبون الحديث عن آرائهم بشأن التمرد الكردي في تركيا وبشكل خاص حزب العمال الكردستاني

ويعيش الآن في قرية مبنية حديثا، تسمى أيضا بارشي، على اسم القرية القديمة التي تم التخلي عنها، على بعد حوالي 2 كيلومتر جنوب الجبل.

وكان يعود إلى القرية القديمة بين الحين والآخر لزراعة أرضه. لكن ذلك توقف في عام 2015 عندما دخلت القوات التركية وأقامت معسكرا هناك في القتال ضد حزب العمال الكردستاني، وضربت المجموعة بموجة تلو الأخرى من الغارات الجوية.

وأصبح المزارعون الأكراد العراقيون وأراضيهم أكثر المتضررين، حيث أدت الغارات الجوية التركية والتوغلات البرية التي استهدفت مواقع حزب العمال الكردستاني إلى نزوح الآلاف من المدنيين الأكراد العراقيين، وقطع العديد منهم عن أراضيهم.

وقال قادر لأسوشيتد برس “بسبب القصف التركي، احترقت جميع مزارعنا وأشجارنا.” وأضاف “إذا حل السلام، فسوف أعود على الفور.. نتمنى أن ينجح الأمر حتى نتمكن من العودة.”

وفي منطقة آميدي الحدودية في محافظة دهوك العراقية، والتي كانت ذات يوم مجتمعا زراعيا مزدهرا، تم إخلاء حوالي 200 قرية من سكانها بسبب القتال، وفقا لدراسة أجرتها حكومة إقليم كردستان العراق عام 2020.

وظلت الملاذات الصغيرة آمنة، مثل بارشي الجديدة، التي تضم حوالي 150 منزلا فقط حيث يعتمد القرويون على زراعة السمسم والجوز والأرز. ولكن مع استمرار القتال، أصبح الصراع أقرب من أي وقت مضى.

وقال صالح شينو، الذي نزح أيضا إلى بارشي الجديدة من جبل متين، “هناك العديد من القواعد التركية حول هذه المنطقة.”

وأضاف شينو “يبدأ القصف كل بعد ظهر ويشتد طوال الليل. تسقط القنابل على مقربة شديدة… لا يمكننا التجول على الإطلاق.”

Thumbnail

وبدوره يقول نجيب خالد رشيد، من قرية بيلافا القريبة، إنه يعيش في خوف أيضا. فهناك وابل من القصف شبه اليومي، وأحيانا ما يصل إلى 40 إلى 50 قصفا، يضرب المناطق المحيطة. وأضاف رشيد “لا نستطيع حتى أن نأخذ أغنامنا للرعي أو زراعة أراضينا في سلام.”

ويتجنب القرويون الأكراد العراقيون الحديث عن آرائهم بشأن التمرد الكردي في تركيا وبشكل خاص حزب العمال الكردستاني، الذي له جذور عميقة في المنطقة. وتعتبر تركيا وحلفاؤها الغربيون، بما في ذلك الولايات المتحدة، حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية.

ومع ذلك، ذهب رشيد إلى حد دعوة جميع الفصائل الكردية إلى وضع خلافاتها جانبا والتوحد في عملية السلام. وقال “إذا لم تكن هناك وحدة، فلن نحقق أي نتائج.”

ويتذكر أحمد سعدالله، في قرية غوهارزه، وقتا كانت فيه المنطقة مكتفية ذاتيا اقتصاديا.

وقال “كنا نعيش على زراعتنا ومواشينا. في السبعينات، كانت كل التلال على هذا الجبل مليئة بالكروم ومزارع التين. كنا نزرع القمح والسمسم والأرز. كنا نأكل كل شيء من مزارعنا.”

وأضاف أن السكان المحليين، الذين انقطعوا عن أراضيهم الزراعية على مدى السنوات الماضية، كانوا يعتمدون على المساعدات الحكومية والوظائف الموسمية غير المستقرة، مضيفا “اليوم نعيش في ظل الطائرات الحربية والطائرات بدون طيار والقصف.”

وتذكر فاروق صفير، وهو أحد سكان غوهارزي، غارة بطائرة بدون طيار ضربت فناء منزله الخلفي قبل بضعة أشهر.

وقال “كان ذلك في وقت متأخر، وكنا نتناول العشاء، وفجأة انفجرت جميع نوافذنا. اهتزت القرية بأكملها. كنا محظوظين لأننا نجونا.”

ومثله كمثل الآخرين، فإن آمال صفير مملوءة بالتشكك، “فقد فشلت محاولات وقف إطلاق النار في الماضي”، كما يقول، متذكرا جهود السلام المماثلة في عامي 1993 و2015. وقال “نأمل أن تكون هذه المرة مختلفة.”

6